اهتمام مصري بتنمية حلايب وشلاتين

مسؤولون أدوا صلاة الجمعة فيها

اهتمام مصري بمحافظات الجنوب وفي الصورة مواطن في أحد المراكب النيلية (أ.ف.ب)
اهتمام مصري بمحافظات الجنوب وفي الصورة مواطن في أحد المراكب النيلية (أ.ف.ب)
TT

اهتمام مصري بتنمية حلايب وشلاتين

اهتمام مصري بمحافظات الجنوب وفي الصورة مواطن في أحد المراكب النيلية (أ.ف.ب)
اهتمام مصري بمحافظات الجنوب وفي الصورة مواطن في أحد المراكب النيلية (أ.ف.ب)

أدى مسؤولون مصريون، أمس، صلاة الجمعة بمنطقة حلايب وشلاتين الحدودية الجنوبية بمنطقة البحر الأحمر، ضمن مساعٍ مصرية كبيرة للاهتمام بتنميتها. ونقل التلفزيون الرسمي وقائع الصلاة في سابقة هي الأولى، وذلك بعد يوم من تسوية أوضاع شباب حلايب وشلاتين التجنيدية، بما يسمح بتوليهم وظائف في الدولة وضمان رعايتهم اجتماعياً وصحياً وتعليمياً.
وعاد ملف الحدود بين مصر والسودان إلى الواجهة من جديد، إثر خطاب بعثت به وزارة الخارجية السودانية إلى الأمم المتحدة، بدعوى السيادة السودانية على حلايب وشلاتين، وهو ما رفضته القاهرة، وأكدت سيادة مصر عليها.
وقال وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، عقب خطبة الجمعة أمس، إن «الوزارة افتتحت 6 مساجد بحلايب وشلاتين عام 2017، فضلاً عن إبقاء 5 أخرى تحت الإحلال والتجديد، بالإضافة إلى إقامة دورات تدريبية لأئمة البحر الأحمر»، مؤكداً اهتمام الدولة المصرية وقيادتها بجميع حدود الدولة وأطرافها وأرضها وأبنائها في الداخل والخارج، من ناحية العمران والإنسان، مضيفاً أن ما أنجز في البنية التحتية لعمارة المساجد خلال 3 أعوام ونصف العام الماضية، يعادل 5 أضعاف ما تم إنجازه في ثلاثين عاماً، لافتاً إلى أنه تم بناء نحو 5400 مسجد حتى الآن.
وأشار الوزير إلى أنه تقرر إنشاء 100 منزل متكامل كهدية لأهل حلايب، إضافة إلى تتابع تدفق القوافل الدعوية، كما أنه تم تعيين 11 إماماً من المسابقة الحالية لتسكينهم في حلايب وشلاتين، فضلاً عن تعيين 25 عاملاً إضافياً بالمساجد، بضوابط المسابقة، من أبناء المنطقة، مضيفاً: «حلايب وشلاتين ما زالت على الفطرة السليمة لم تدنسها يد الإرهاب»، لافتاً إلى حرص وزارة الأوقاف على تنمية المنطقة فكرياً وثقافياً، مشيراً إلى أن هناك خططاً لتعليم وحفظ القرآن الكريم، وإنشاء ما يسمى بالمدرسة العلمية بتكثيف الأئمة.
ويشار إلى أنه في فبراير (شباط) الماضي، اتفقت كل من السودان ومصر على ألا يشغل النزاع بينهما على تبعية مثلث «حلايب»، الطرفين، عن تقوية العلاقات بين الشعبين. وأجرى الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والسوداني عمر البشير، جولة مباحثات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة عشرة، اتفقا خلالها على تنسيق مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية وأفريقيا والشرق الأوسط، وسبل دفع العلاقات الثنائية بينها وتطويرها وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك.
من جانبه، قال النائب ممدوح عمارة، عضو مجلس النواب عن دائرة حلايب وشلاتين، إن «المنطقة تنتظر التنمية والاهتمام بها منذ فترة زمنية كبيرة، ومطلوب استكمال المشروعات التي أُعلن عنها لتطوير المنطقة».
بينما شدد الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب (البرلمان)، في تصريحات له، على ضرورة تصحيح خطأ وقعنا فيه طوال سنوات، وهو عدم الاهتمام بالمناطق الحدودية، وإعادة بنائها في كل المجالات بتوفير كل ما تحتاج إليه، لافتاً إلى أن المناطق الحدودية تحتاج لرعاية وتأمين من أي خطر، فمصر مستهدفة من أهل الشر، سواء كان ذلك في الداخل أو الخارج، وعلينا تكريم سكانها وتنفيذ مطالبهم واحتياجاتهم.
من جانبه، قال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن حلايب وشلاتين أرض مصرية بالقانون، وهناك تخطيط قائم لرفع آفاق التنمية في المناطق الحدودية، من النوبة وحلايب وشلاتين حتى سيناء ومرسى مطروح، في إطار الخطة العادية الموضوعة منذ بداية العام.
وقبل يوم، أعلن العقيد تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، انتهاء لجنة مكلفة من وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، من تسوية المواقف التجنيدية لأبناء مناطق حلايب وشلاتين وأبو رماد ووادي العلاقي (المثلث الحدودي الجنوبي)، الذين تخلفوا عن التجنيد، وتسليمهم شهادات الخدمة العسكرية الخاصة بهم. ويشار إلى أن الكثيرين من أبناء تلك المناطق لا يملكون مستندات رسمية، نظراً لمواقعهم النائية والعادات القبلية التي تحكم تلك المناطق.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.