حين كسبت ميلانيا حربها مع الموضة

كان 2017 عام ميلانيا ترمب بلا منازع. بعد بداية شابتها شكوك صناع الموضة في ذوقها والكثير من الاتهامات والانتقادات بسبب آراء زوجها، نجحت بعد أشهر قليلة من إسكاتهم ونيل مباركة غالبيتهم.
كل هذا من دون أن تنصاع لإملاءاتهم وتُغير أسلوبها الذي اتهموه بأنه يشي بالثراء أكثر مما يشي بالأسلوب الخاص أو الجرأة الفنية. الآن حتى من طالبوا بعدم التعامل معها في البداية يلتزمون الصمت، بدءا من الفرنسية صوفي ثياليت التي كانت قد أعلنت رفضها التعامل معها في رسالة مفتوحة نشرتها في مجلة «ويمنز وير دايلي» إلى توم فورد وغيرهما من المصممين.
كسبت ميلانيا أول معركة عندما زارت فرنسا وأظهرت ذوقا راقيا تفوقت فيه على الفرنسية بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي. فبينما ظهرت هذه الأخيرة في مناسبات رسمية بفساتين تتميز بالشبابية وتعلو الركبة، فضلت ميلانيا التصاميم الأنثوية التي تغطي نصف الساق لتأتي الصورة أكثر أناقة وإقناعا. لكن زيارتها الآسيوية الأخيرة هي التي أكسبتها الحرب، لأنها رسخت مكانتها كسيدة أولى تتمتع بالأناقة واللباقة الدبلوماسية على حد سواء. لم يكن خافيا أنها اختارت أزياءها بعناية لكي تتماشى مع ثقافة كل بلد تزوره ونجحت.
في الصين مثلا اختارت فساتين طويلة مطبوعة بورود لها دلالات ثقافية وفنية متجذرة في التاريخ. واحد منها مثلا كان بتصميم مستوحى من الكيمونو من دار «غوتشي» وآخر أيضا طويل ومطرز بالورود من دار «دولتشي أند غابانا»، بينما لم يخل معطف من «فندي» أيضا من زخرفات تأخذ شكل بتلات مقطعة بالليزر وزينت الجيوب.
ظلت وفية لذوقها، ولم تختر مصممين محليين أو تصاميم مشبعة برائحة الفولكلور، بل اقتصرت على إيحاءات خفيفة وذكية من بيوت أزياء عالمية لتحقيق المعادلة بين ذوقها الخاص وبين ما يمكن أن يُرضي البلد المضيف. ما كانت تعرفه ميلانيا والكثير من المتابعين منذ البداية أن الانتقادات قد تكون جارحة بعض الشيء لكنها لن تُغير شيئا، لسبب مهم، وهو أنها لم تكن تحتاج إلى مباركة المصممين وبيوت الأزياء العالمية من الأساس. فهي تتمتع بالإمكانيات المادية التي تسمح لها بشراء أي تصميم ترغب فيه من المحلات من جهة، ومن جهة ثانية تتمتع بمقاس مثالي يُخول لها ألا تعتمد على التفصيل على المقاس، أو ما يعرف بالـ«هوت كوتير»، بل يمكنها أن تختار كل ما ترغب فيه من أزيائهم الجاهزة المتوفرة في المحلات سواء رضوا بذلك أم لا. الطريف أن أغلبهم، وفي قرارة أنفسهم، باتوا يتمنون ظهورها بتصاميمهم نظرا للصورة الإيجابية التي تعكسها.
من أكثر المصممين وبيوت الأزياء الذين ظهرت بتصاميمهم هذا العام، رالف لورين، وديور، فندي، وريم عكرا، وروكساندا إلينشيك، و«ماكس مارا»، ومايكل كورس، وستيلا ماكارتني، و«غوتشي» و«دولتشي أند غابانا».