مثلما تبرز أوروغواي ضمن أكبر مصدري اللحوم وفول الصويا في العالم، دأبت كرة القدم في هذه الدولة على تصدير كثير من المواهب الكروية إلى كل أنحاء العالم.
وبقدر ما يجلب رحيل هؤلاء النجوم إلى دول أخرى الأموال إلى أندية أوروغواي، بقدر ما يسهم هذا في تفريغ فرق هذه الأندية من المواهب والمهارات.
ويرغب المسؤولون عن كرة القدم بأوروغواي في تغيير هذا النموذج وإعادة تقييم اللعبة الشعبية الأولى في هذا البلد والعمل على دعم بطولة الدوري المحلي.
وتحظى أندية أوروغواي بميزانيات صغيرة تأتي معظمها من حقوق البث التلفزيوني التي تقدمها شركة «تينفيلد» أو من بيع اللاعبين.
واعترف كارلوس فالديز رئيس اتحاد كرة القدم في أوروغواي، في تصريحات صحافية بأنه «طبقاً للنموذج الحالي، من الصعب أن تحظى بطولة الدوري المحلية بطابع المنافسة ولا يمكن تطوير الاستادات».
وصدرت أوروغواي 264 لاعباً إلى بطولات دوري أخرى في 2016 لتأتي في المركز الثاني عشر بين الدول الأكثر تصديراً للاعبي كرة القدم على مستوى العالم والثالثة على مستوى أميركا الجنوبية.
وبلغ إجمالي ما حصلت عليه أندية أوروغواي من بيع هؤلاء اللاعبين 3.78 مليون دولار، نظراً لرحيل معظم هؤلاء اللاعبين في سن مبكرة للغاية فيما يعرف «بالهجرة المبكرة».
وكشفت شركة للخدمات الاستشارية، تعاقد معها الاتحاد أخيراً، أن عائدات كرة القدم الأوروغويانية تبلغ 50 مليون دولار سنوياً.
ومن خلال هذه البيانات، أعلن مسؤولو اللعبة في هذا البلد أنهم سيطلبون إعادة التفاوض بشأن العقد المبرم مع «تينفيلد» التي تدفع إليهم 8.11 مليون دولار فقط سنوياً. وقال فالديز: «بهذه العائدات، لا يمكن الإبقاء على المدارس... لا يمكن الحفاظ على أي لاعب شاب، خصوصاً في ظل الرواتب الضعيفة المقدمة إلى اللاعبين». وأضاف: «نحن أمة مصدرة للاعبي كرة القدم بشكل واضح. ولكن من الممكن أن نجعل عملية تصدير اللاعبين أكثر تنظيماً وطبقاً لخطة موضوعة وليست ناجمة عن الضرورة وحاجة الأندية للمال. يمكننا هذا من خلال زيادة عائدات الأندية».
وأوضح: «إذا تقاضى اللاعبون الشبان هنا رواتب أفضل، لن تغريهم العقود الأوروبية أو السوق المكسيكية بدرجة الإغراءات الحالية نفسها».
وأكد فالديز أن أوروغواي يجب أن «تضع نظاماً جديداً حتى تصبح بطولة الدوري المحلية أكثر قدرة على المنافسة وتدر عائدات أكبر للحفاظ تدريجياً على لاعبي الأندية بشكل أكبر وعدم رحيلهم عن صفوف الأندية وهم لا يزالون في مرحلة النشء (14 أو 15 أو 16 عاماً). إذا رحلوا عن أنديتهم وهم في الثامنة عشرة من عمرهم، سيكون هذا بمقابل مالي أكبر يستطيع تغيير وضع الأندية».
وأصبحت الهجرة المبكرة للمواهب الكروية قضية يومية ومستمرة في كرة القدم بأوروغواي.
وعلى سبيل المثال، خاض لويس سواريز نجم هجوم منتخب أوروغواي موسماً واحداً في صفوف ناسيونال مونتفيديو قبل الرحيل إلى أوروبا في 2006 ليبدأ مسيرته الاحترافية التي شهدت تنقله بين أندية غرونينغن وأياكس الهولنديين وليفربول الإنجليزي وبرشلونة الإسباني.
وعاد لاعبون آخرون إلى أندية أوروغواي في خريف مسيرتهم الكروية وبدافع عشقهم فقط للأندية التي استهلوا فيها مسيرتهم. وعلى سبيل المثال، يستعد نجم كرة القدم الأوروغوياني الشهير دييجو فورلان (38 عاماً)، إلى ارتداء قميص بينيارول مونتفيديو مجدداً في الموسم المقبل، وذلك بعد عامين من الغياب تقريباً عن الملاعب، إذ انتقل في 2016 إلى مومباي سيتي الهندي، لكنه شارك مع الفريق في عدد قليل للغاية من المباريات.
أوروغواي تأمل التصدي للهجرة المبكرة للمواهب الكروية
أوروغواي تأمل التصدي للهجرة المبكرة للمواهب الكروية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة