تزايد الانتهاكات بحق الصحافيين

بلغ عدد الصحافيين السجناء بتهمة «نشر أخبار كاذبة» نحو21  (أ.ف.ب)
بلغ عدد الصحافيين السجناء بتهمة «نشر أخبار كاذبة» نحو21 (أ.ف.ب)
TT

تزايد الانتهاكات بحق الصحافيين

بلغ عدد الصحافيين السجناء بتهمة «نشر أخبار كاذبة» نحو21  (أ.ف.ب)
بلغ عدد الصحافيين السجناء بتهمة «نشر أخبار كاذبة» نحو21 (أ.ف.ب)

لطالما وُصفت الصحافة بأنها «مهنة المتاعب»، بيد أنّها على الرغم من ذلك، استطاعت أن تكون المهنة الأكثر جذباً وتشويقاً في مختلف مجالات العمل. وبقيت للصحافي مكانته الخاصة في تقصّي الأخبار وكتابتها لتقديمها مادة دسمة للجمهور حول العالم، يكشف من خلالها أسراراً وحقائق ويلقي الضوء جلياً على كثير من الأمور الغامضة.
للسنة الثانية على التوالي يسجّل عدد العاملين في مجال الإعلام المعتقلين حاليا حول العالم، رقما قياسيا، إذ بلغ 300 مقارنة بالعام الماضي 259. ولا تزال دول مثل تركيا والصين ومصر وسوريا وإيران وفيتنام، تضمّ أكثر من نصف عددهم، تجمعهم تهمة واحدة، حجّتها «مكافحة الإرهاب». فيما بلغ عدد الصحافيين السجناء بتهم «أخبار كاذبة» نحو21، حسبما جاء في تقرير نشرته منظمة «مراسلون بلا حدود».
وفي عام 2017 قتل نحو 65 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي، خلال تأدية عملهم. ويعد هذا العدد الأعلى خلال الـ14 سنة الماضية. فيما قتل 39 آخرون عمدا، بسبب تقارير أعدوها هدّدت مصالح سياسية أو اقتصادية أو «جنائية».
وحسب المنظمة؛ فقد احتلت سوريا طليعة الدول الأخطر على الصحافيين لهذا العام، حيث قتل فيها 12 صحافيا، تليها المكسيك بحصيلة 11 قتيلا، على الرغم من أنّها ليست في حال حرب، ثمّ أفغانستان والعراق والفلبين.
وفي طهران لا تزال الصحافية البريطانية إيرانية الأصل نازانين زاغاري راتكليف مسجونة باعتبارها مواطنة إيرانية، حسب تصريح وزارة الخارجية الإيرانية، وهي ليست السجينة الوحيدة مزدوجة الجنسية في طهران. فيما لا تزال السلطات التركية تلاحق الصحافيين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو (تموز) 2016 بتهمة ممارستهم أنشطة تخلّ بالأمن الوطني. أمّا في الصين فيقبع 41 صحافياً في السجون، حسبما ذكرت إيلينا بيسير، مديرة تحرير في «لجنة حماية الصحافيين» والتي عملت سابقاً محررة في وكالات أنباء عالمية، في تقرير أعدته، خاص لـ«لجنة حماية الصحافيين في العالم».
عالمياً، هناك 194 صحافياً سجيناً على خلفية اتهامات بمناهضة الدولة، أي ما يشكل 74 في المائة من مجموع الصحافيين السجناء. وثمة 35 صحافياً في العالم مسجونون من دون الإفصاح علناً عن الاتهامات الموجهة إليهم.
ومن بين النتائج التي يتضمنها إحصاء الصحافيين السجناء الذي تعده «لجنة حماية الصحافيين»، أن 97 في المائة من السجناء، صحافيون محليون.
أمّا الصحافيات السجينات فقد بلغ مجموعهنّ في العالم 22 صحافية، أي ما يشكل 8 في المائة.
وظهرت في إحصاء هذا العام، بلدان للمرة الأولى خلال الأشهر الـ12 الماضية، وهي الجزائر وكمبوديا وجمهورية الدومينيكان وجمهوية الكونغو الديمقراطية والإكوادور وغينيا الاستوائية وغواتيمالا والعراق والمغرب والنيجر وباكستان وجمهورية الكونغو والصومال وأوغندا وأوكرانيا.
جدير بالذكر أنّ الإحصاء لا يتضمن الصحافيين المختفين أو المحتجزين لدى جماعات؛ من قبيل حالات عدة لصحافيين يمنيين تعتقد «لجنة حماية الصحافيين» أنّهم محتجزون لدى الحوثيين. وتصنف اللجنة حالات هؤلاء الصحافيين ضمن «المفقودين» أو «المختطفين».


مقالات ذات صلة

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

المشرق العربي جنود إسرائيليون يقودون مركباتهم في منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية كما شوهد من شمال إسرائيل الأربعاء 27 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

أصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهما في جنوب لبنان اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

رأى موقع «بوليتيكو» أن اتفاق وقف إطلاق النار «انتصار كبير للبيت الأبيض»، وقالت «نيويورك تايمز» إن بايدن يريد تذكّره بأنه وضع الشرق الأوسط على طريق تسوية دائمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)

الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس»

العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
TT

الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس»

العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)

يبدو أن انتخابات الرئاسة الأميركية، التي أُجريت يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عزّزت مكانة منصة «بلوسكاي» منافساً رئيساً لـ«إكس»، ما أثار تساؤلات بشأن مستقبل المنصتين، ولمَن ستكون الغلبة في سباق منصات التواصل الاجتماعي للتنافس على زيادة عدد المستخدمين. وفي حين عدّ خبراء حاورتهم «الشرق الأوسط» أن «بلوسكاي» قد تكون «بديلاً» لـ«إكس»، فإن هؤلاء توقّعوا أن هذا التغير قد يحتاج لسنوات.

من جهتها، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية بأن منصة «بلوسكاي» شهدت زيادة مليون مستخدم جديد خلال الأسبوع الذي أعقب الانتخابات الأميركية، وعلّقت قائلة «في الوقت الراهن يبحث بعض مستخدمي (إكس) عن منصة بديلة للتفاعل مع الآخرين ونشر أفكارهم». أما صحيفة «الغارديان» البريطانية، فأوردت في تقرير نشرته منتصف الشهر الحالي، أن كثيراً من المستخدمين «يسعون الآن للهروب من (إكس)، وسط تحذيرات من زيادة خطاب الكراهية والمعلومات المضلّلة على المنصة». وحقاً، وفق «بلوسكاي» ارتفع عدد مشتركيها «من 10 ملايين في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 16 مليون مستخدم حالياً».

رائف الغوري، المدرّب والباحث المتخصّص في الذكاء الاصطناعي التوليدي، أرجع ازدياد الإقبال على منصة «بلوسكاي» إلى «فقدان منصة (إكس) مكانتها تدريجياً». وأردف أن جاك دورسي نقل الخبرات والتجارب الناضجة لـ«تويتر» سابقاً و«إكس» عند تأسيس «بلوسكاي»، ما منح المنصة «عناصر قوة تظهر في مزايا اللامركزية، والخوارزميات التي يستطيع المستخدم أن يعدلها وفق ما يناسبه». وتابع: «انتخابات الرئاسة الأميركية كانت من أهم التواريخ بالنسبة لبلوسكاي في ظل ازدياد الإقبال عليها».ولذا لا يستبعد الغوري أن تصبح «بلوسكاي» بديلاً لـ«إكس»، لكنه يرى أن «هذا الأمر سيحتاج إلى وقت ربما يصل إلى سنوات عدة، لا سيما أن بلوسكاي حديثة العهد مقارنة بـ(إكس) التي أُسِّست في مارس (آذار) 2006، ثم إن هناك بعض المزايا التي تتمتع بها (إكس)، على رأسها، تمتعها بوجود عدد كبير من صنّاع القرار الاقتصادي والسياسي والفنانين والمشاهير حول العالم الذين لديهم رصيد واسع من المتابعين، وهذا عامل يزيد من صعوبة التخلي عنها».

ويشار إلى أن «بلوسكاي» تتمتع بسمات «إكس» نفسها، ويعود تاريخها إلى عام 2019 عندما أعلن جاك دورسي - وكان حينئذٍ لا يزال يشغل منصب المدير التنفيذي لـ«تويتر» («إكس» حالياً) - عن تمويل الشركة تطوير منصة تواصل اجتماعي مفتوحة ولا مركزية تحمل اسم «بلوسكاي». وفي فبراير (شباط) 2022 تحوّلت إلى شركة مستقلة، لتطلق نسختها التجريبية مع نهاية العام.

من جانبه، قال محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، إن «منصة (بلوسكاي) في طريقها بالفعل للاستفادة من التغيّرات الجذرية التي تشهدها منصات كبيرة مثل (إكس)». وأوضح أن «النموذج اللامركزي الذي تعتمده (بلوسكاي) يمنحها ميزةً تنافسيةً ملحوظةً، لا سيما مع ازدياد الوعي حول الخصوصية والتحكم في البيانات، أضف إلى ذلك أن المستخدمين اليوم يبحثون عن منصات توفر لهم الأمان، لا سيما بعد التحوّلات الكبيرة التي شهدتها (إكس) تحت قيادة ماسك... ومن هذا المنطلق يبدو أن لدى (بلوسكاي) فرصة حقيقية للنمو، إذا استمرت في تعزيز مبادئها المتعلقة بالشفافية وحرية التعبير».

الصاوي أشار أيضاً إلى أن عمل ماسك مع ترمب قد يكون له تأثير مزدوج على منصة (إكس)، بشأن الرقابة على المحتوى، وقال: «إن العلاقة الحالية بينهما قد تدفع نحو تغييرات دراماتيكية في إدارة (إكس) وتوجهاتها المستقبلية، ما يزيد ويبرّر الحاجة إلى منصات بديلة أكثر استقلالية مثل (بلوسكاي)».