تيلرسون وفريلاند يدعوان إلى اجتماع وزاري حول كوريا الشمالية

تهدف إلى عقد محادثات تدعم تسوية دبلوماسية للأزمة

تيلرسون وفريلاند لدى عقدهما مؤتمراً صحافياً مشتركاً أول من أمس (رويترز)
تيلرسون وفريلاند لدى عقدهما مؤتمراً صحافياً مشتركاً أول من أمس (رويترز)
TT

تيلرسون وفريلاند يدعوان إلى اجتماع وزاري حول كوريا الشمالية

تيلرسون وفريلاند لدى عقدهما مؤتمراً صحافياً مشتركاً أول من أمس (رويترز)
تيلرسون وفريلاند لدى عقدهما مؤتمراً صحافياً مشتركاً أول من أمس (رويترز)

دعا وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، ونظيرته الكندية كريستيا فريلاند، أول من أمس، وزراء خارجية عدد من الدول المشاركة في تسوية الأزمة المرتبطة بالملف النووي لكوريا الشمالية إلى اجتماع في فانكوفر في 16 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وقالت فريلاند، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأميركي: «نعتقد أن حلا دبلوماسيا للأزمة هو أمر ضروري وممكن». وقال تيلرسون من جهته إن اجتماع فانكوفر سيعقد بحضور «وزراء خارجية» الدول الأعضاء في «قيادة الأمم المتحدة حول الأزمة الكورية، مثل فرنسا وأستراليا وبريطانيا (...) وكذلك كوريا الجنوبية واليابان والسويد».
وأوضحت فريلاند أن الهدف من هذا اللقاء هو بذل «الجهود الدبلوماسية من أجل مستقبل أكثر سلمية وازدهارا في شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية»، والتضامن في التعبير عن «إدانتنا لتحركات كوريا الشمالية».
بينما اعتبر تيلرسون أن الأسرة الدولية ستوجه في اجتماع فانكوفر «رسالة موحدة وواضحة إلى كوريا الشمالية بأننا لن نقبلك (...) كدولة نووية، وأمة تمتلك أسلحة نووية». وأضاف: «نتقاسم جميعا سياسة واحدة وهدفا واحدا، هو إخلاء شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل ويمكن التحقق منه من الأسلحة النووية».
وتابع الوزير الأميركي أن الدبلوماسيين سيناقشون عمليا خلال الاجتماع وسائل «تحسين فاعلية» العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، ودراسة ما إذا كان «يمكن اتخاذ إجراءات أخرى لممارسة ضغوط إضافية». وأكد تيلرسون أنه على بيونغ يانغ ألا تتوقع أن يتراجع الضغط الدولي. وقال: «لن نقوم سوى بتعزيز الضغط على مر الوقت»، إلى أن «يوافق» الكوريون الشماليون على «التخلي» عن برنامجهم النووي. وأضاف أن «كل هذا يجب أن يقود إلى محادثات، وإلا ما كنا بحاجة إلى القيام بذلك وكنا توجهنا إلى الخيار العسكري مباشرة»، مؤكدا أن «البيت الأبيض يدعم إجراء محادثات دبلوماسية»، مشددا بذلك على توافق مع الرئيس دونالد ترمب في هذا الشأن.
وقالت فريلاند من جهتها إن الولايات المتحدة «تقف في صف بقية العالم، (وتعتبر) بأنه لا يمكن السماح بمثل هذه التحركات غير الشرعية والاستفزازية». وأضافت: «ندعم بالكامل الجهود الإقليمية والدولية لمعالجة التهديد الكوري الشمالي وعمل مجلس الأمن الدولي». وستضم «مجموعة فاكوفر» أيضا أستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكولومبيا وإثيوبيا وفرنسا واليونان ولوكسمبورغ وهولندا ونيوزيلندا والفيليبين وجنوب أفريقيا وتايلاند وتركيا.
يذكر أن الولايات المتحدة طلبت في الأمم المتحدة، أول من أمس، منع رسو عشر سفن في مرافئ العالم للاشتباه بأنها تنقل بضائع كورية شمالية. وفي حال وافق مجلس الأمن الدولي على ذلك، فستضاف هذه الإجراءات إلى العقوبات الأخيرة التي فرضت في الصيف على بيونغ يانغ.
وأجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية السادسة، الأقوى حتى الآن، في 3 سبتمبر (أيلول)، ما أثار تنديدا دوليا ودفع بمجلس الأمن إلى فرض عقوبات جديدة قاسية عليها. كما اختبرت عددا من الصواريخ الباليستية منذ يوليو (تموز) الماضي، وأعلنت أن كامل الأراضي الأميركية أصبحت في مرمى نيرانها. وتفرض الأمم المتحدة ثماني مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية تحظر بصورة خاصة استيراد الفحم والحديد ومنتجات النسيج والصيد من هذه الدولة، كما تحظر إقامة شركات مع كوريين شماليين وتوظيف مواطنين من كوريا الشمالية خارج بلادهم.
وخلال لقائهما، بحث تيلرسون وفريلاند مسألة إعادة التفاوض الصعبة حول اتفاق التبادل الحر لأميركا الشمالية الذي يربط بين البلدين والمكسيك. وشدّدت وزيرة الخارجية الكندية على رغبة بلادها في التوصل إلى «تحديث وتطوير هذا الاتفاق» الذي استفادت منه الدول الثلاث في قطاع الوظيفة. وأشار تيلرسون إلى أن أمورا كثيرة تغيرت منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 1993، خصوصا في الدول الثلاث الموقعة له. وقال: «حان الوقت لتحديثه من أجل» تحقيق «توازن في مبادلاتنا التجارية».
وأجرى رئيس الوزراء الكندي غاستن ترودو مساء أول من أمس (الثلاثاء) مباحثات مع تيلرسون حول الخلافات بين كندا والولايات المتحدة، وكذلك حسب الوزير الأميركي حول «التعاون في ملفات مهمة مثل ملف كوريا الشمالية».
وقال تيلرسون إن البلدين لديهما «علاقة اقتصادية مشتركة» وتقاسم «المخاوف الأمنية نفسها».



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.