عروض نهارية ضخمة وأضواء مسائية حالمة في «ديزني لاند»

عطلات الميلاد ورأس السنة تحلّ بثلوجها على المدينة الترفيهية الشهيرة

عروض نهارية ضخمة وأضواء مسائية حالمة في «ديزني لاند»
TT

عروض نهارية ضخمة وأضواء مسائية حالمة في «ديزني لاند»

عروض نهارية ضخمة وأضواء مسائية حالمة في «ديزني لاند»

اكتست مدينة «ديزني لاند»، منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، حلّة جديدة استعداداً لاستقبال أعياد الميلاد ورأس السنة، التي تصادف احتفالاتها بمرور ربع قرن على إنشائها، في ضاحية مارن لا فاليه الفرنسية التي تبعد 22 كيلومتراً عن قلب العاصمة باريس.
سحر وأحلام وطفولة وذكريات. زوار من جميع أنحاء العالم من مختلف الأعمار يؤمون المكان بصحبة أولادهم خلال العطلات المدرسية أو المناسبات والأعياد لرسم البسمة على وجوههم وإدخال السعادة إلى قلوبهم. قد تكون «ديزني» من أكثر الأماكن المحببة إلى قلوب الأطفال لما تعجّ به من شخصيات كرتونية شهيرة في هذا المجمع الذي بات جنة ساحرة لهم للتعرّف على الشخصيات التي يحبون، شخصياً، خصوصاً في هذه السنة إذ تحتفل «ديزني» بعيدين في آن واحد، فإلى جانب احتفالاتها بمناسبة مرور 25 سنة على إنشائها في باريس، تهلّ عطلات الميلاد ورأس السنة، لتضفي على المناسبة مزيداً من السحر، ولتقدّم لزوارها تجربة مميزة، لما تنظّمه من نشاطات خاصة بالمناسبتين، حيث تتحوّل هذه البقعة الخضراء التي تغطي 56.656 هكتاراً، الموشاة بألوان شتى، إلى جنة للأطفال ليعيشوا اللحظة مع مواكب من صنع هذا العالم الخيالي.
لا يستطيع المرء في «ديزني لاند» سوى أن يخلع عنه سنوات العمر الطويلة عندما تطأ قدمه أرض المدينة الترفيهية التي تحوي شخصيات ترعرع على مشاهدتها منذ الصغر، ليعود طفلاً حالماً يشارك أولاده متعة اللعب بكل ما تحويه المدينة من سحر وتنوع في حدائقها الخمس.
تجربة فريدة
في الميلاد يتلألأ المجمّع بعروض تتراقص فيها الأضواء وتتلاقى بتناغم وانسجام مع مختارات من الزينة تشعّ في ساحاتها لتضيء سماءها بالألعاب النارية، ترافقها أغانٍ من وحي المناسبة، تقدّمها شخصيات «ديزني».
إن كنت من محبي هذه المواكب العملاقة بمختلف تصاميمها وألوانها، فأنت حتماً ستعشق مشاركتهم فرحة العطلات، لأنّك ستكون على موعد مع أحدث إبداعات المدينة الترفيهية.
كما النهار فللمساء أيضاً سحره الخاص وإثارته في «ديزني لاند»، حيث سيختبر الزائر الشتاء، ليس ببرده وحسب، وإنما بنفناف ثلجه الذي يلمع برّاقاً، وهو يتساقط في شارع الولايات المتحدة الذي يتميّز بمبانيه الخشبية الصغيرة الشبيهة بتلك التي كانت في أميركا قديماً.
مع موكب استثنائي، يحلّ الميلاد ضيفاً على «ديزني لاند بارك» بزخارف وزينة باهرة وتصميمات تستوحي أفكارها من القصص الخيالية والأساطير. خيارات كثيرة وأماكن مختلفة لزيارتها والتمتع بما تقدمه من ألعاب وخدمات. ففي «ستوديوهات والت ديزني» التي افتتحت أبوابها في مارس (آذار) 2002، ضمن مجمع «باريس ديزني»، لا بدّ للزائر من أن يستعدّ لخوض تجربة ليلية تستعصي على النسيان، تعتمد على تكنولوجيا الخرائط الرقمية وتأثيرات خاصة باهرة.
هذا العام هو عام التألق لـ«غوفي» الذي سيحمل زوّاره إلى عوالم سحرية وأماكن أبعد من الخيال، من القطب الشمالي، إلى أكثر الحفلات إبهاراً التي تداعب الخيال. كما أنّه سيتصدر احتفالات موسم الميلاد داخل «ستوديوهات والت ديزني»، محدثاً تحولاً هائلاً في «هوليوود تاور أوتيل»، ليجعل منه خلفية لرحلة سحرية، علاوة على عدد من المفاجآت الأخرى.
وخلال ساعات النهار أيضاً، تتردّد أصداء أغاني الميلاد في المكان، حيث تستضيف منصة «برودكشن كورتيارد»، الواقعة على أعتاب مبنى «هوليوود تاور أوتيل»، عرضاً موسيقياً ضخماً يضمّ بعض أكثر شخصيات عالم «ديزني» شهرة. وطبعاً سيكون زوار المدينة أوّل المدعوين للانضمام إليهم والغناء معهم. وللراغبين في رؤية صورهم على الشاشة الضخمة داخل المدينة، ليس عليهم وعلى امتداد اليوم، سوى الحرص على نشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
عرض ضوئي ليلي
يبدأ العرض الضوئي الليلي بأنوار تملأ سماء «ديزني»، ليقف المشاهد مبهوراً أمام قصر الأميرة النائمة الذي يتحوّل إلى شاشة عرض ضخمة بين الفرح والحزن، واللقاء والفراق والمغامرات التي تجسّد قصص عالم «ديزني» الخيالية.
مذهولاً سيقف الزائر أمام ما أنجزه العقل البشري من تطور تكنولوجي يحمله إلى عوالم مختلفة عن واقعه ليتجرد من الواقع ويطير سابحاً بصخب الألوان وروعة الموسيقى والأغاني التي تحمله إلى أماكن أبعد من الخيال، بأكثر الحفلات إبهاراً لتداعب خياله فيسرح حالماً، هل هو في المكان لإسعاد أولاده فقط؟ أم أنّه بات جزءاً من السعادة ذاتها؟
إنّها حقاً رحلة طفولية بامتياز، لمن اشتاق إلى إيقاظ الطفولة النائمة داخله. قد يعتقد الأهل أنّهم في إجازة خاصة لأولادهم، ومنهم من يرى أنّه جاء مرغماً لتحقيق حلم ولده، مجبراً على تحمّل الكم الهائل من الأولاد والصخب في الحديقة التي بُنيّت خصيصاً لهم، بيد أنّهم سيعايشون اللحظة بكل شغفها مع فلذات أكبادهم ليعود بهم العمر إلى سن الطفولة، فيتسابقون وأولادهم لتجربة الألعاب في هذه المدينة أو القرية الصغيرة أو الحديقة. وقد يراها السائح كما يشاء، لكّنه حتما سيعيش تجربة انتمائه إلى مكان آخر يضجّ بالحركة والحياة التي تدور حول مفهوم واحد هو الفرحة في القلوب والابتسامة على الثغور، بين أصداء أغاني الميلاد التي تنطلق صباحاً وتستمر حتى ساعة متقدمة من الليل، فينام الزائر على صداها ويصحو على أنغام خفيفة تستمر معه خلال ساعات النهار.
بالعودة إلى أهم شخصيات عالم «ديزني»، تذكّروا أنّه بإمكانكم مقابلة «ميكي» و«ميني» وأخذ الصور معهما، خصوصاً في حلّتهما الجديدة وبأزيائهما المختلفة التي تتناسب والميلاد، ولا تغفلوا عن رؤية «غوفي» الذي يتّخذ شخصية «سانتا» بزيه الأحمر والأبيض، وهو يسير متوسطاً صفوف مشاهير عالم «ديزني» متباهياً بملابسه المميزة، كما ستتاح لكم فرصة مقابلة «سكرودج مكدوك» و«ثمبر» و«ميس بوني» وغيرهم كثير.
ولا بدّ من ذكر عرض مهم أُضيف إلى عروض «ديزني» باريس الميلادية، ففي داخل دفء «فيديوبوليس»، ينطلق عرض ميلادي حي بأجمل الأغاني، ويجتمع مطربون وعازفون وشخصيات شهيرة من عالم «ديزني»، ليطل «ميني» و«ميكي» بزيهما الأبيض والأزرق يشاركان العازفين الغناء والعزف والرقص.
لقاء «سانتا»
يتّخذ «سانتا» مكانة خاصة في العيد، فهو الشخصية الأكثر استقطاباً للأطفال في هذه المناسبة. ولا بدّ من أن يحصد الكم الأكبر من اللقاءات والصور مع الأطفال. ومن الطبيعي لزوار «ديزني لاند» التقاط الصور التذكارية مع هذه الشخصية التي ارتبطت منذ زمن طويل بالميلاد، للتعرف عليه ومقابلته، لا بدّ من زيارة مكان إقامته في المدينة، حيث ينتظر في «فانتازي لاند» وله غرفة استقبال خاصة به، للترحيب بزواره بكل حفاوة. وهذه اللحظة ستكون تاريخية في ذاكرة الأطفال، خصوصاً الذين يلتقونه للمرّة الأولى، ولا يخفى ما للقاء الأول من سحر يلازم مخيلة الأطفال لسنوات العمر الطويلة.
جدير بالذكر أن «ديزني باريس» تعتبر المزار السياحي الأول على مستوى القارة الأوروبية، وقد استقبلت أكثر من 320 مليون زيارة منذ افتتاحها في 1992، وبلغ عدد الزيارات لها 13.4 مليون زيارة خلال 2016 فقط. وتضم المدينة متنزهين أساسيين هما «ديزني لاند بارك» و«والت ديزني ستوديز بارك»، إلى جانب سبعة فنادق تضم 5800 غرفة.
علاوة على ذلك، تضم المدينة الترفيهية مركزين للمؤتمرات وملعب غولف عالمي، علاوة على «قرية ديزني» الترفيهية. وتمتد المدينة على مساحة تتجاوز 30 ألف متر مربع، وتضم مطاعم ومراكز تسوق ودور سينما. وبصورة إجمالية، تضم «ديزني باريس» 59 مزاراً و63 متجراً و55 مطعماً.



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.