تطبيقات وأجهزة لتحديد استخدام الأطفال للإنترنت

تتيح الدخول إلى مواقع مسموحة وحصر أوقات الاستخدام... وتميز بين المراحل العمرية

تطبيقات وأجهزة لتحديد استخدام الأطفال للإنترنت
TT

تطبيقات وأجهزة لتحديد استخدام الأطفال للإنترنت

تطبيقات وأجهزة لتحديد استخدام الأطفال للإنترنت

إن كان لديك أطفال في المنزل يقضون جل وقتهم باستخدام الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية والكومبيوترات المحمولة، وترغب في ضبط هذا الأمر أو تريد إبعادهم عن المواقع الممنوعة أو ذات المحتوى غير المناسب، فهناك مجموعة من الإعدادات والبرامج والموجهات Routers التي من شأنها مساعدتك في تحديد أوقات وكميات استخدام الإنترنت لجيل رقمي ولد ونشأ في زمن متصل دائما ببعضه البعض.
ويجب عدم اعتبار أن هذه الطرق بديلة عن توعية الأطفال بضرورة قضاء أوقات مع غيرهم دون استخدام الأجهزة الإلكترونية وعدم الاقتراب من المواقع المحظورة، مع توعية المراهقين بأنك تراقب استخدامهم للإنترنت ولكنك في الوقت نفسه تحترم خصوصيتهم، عوضا عن استخدام برامج تجسسية على أجهزتهم قد تجعلهم يفقدون ثقتهم بك في حال اكتشافهم لها ومحاولة البحث عن طرق بديلة لتجاوز رقابتك، والتي قد تأخذهم إلى مواقع محظورة.
ومن البرامج التي من شأنها تسهيل هذه العملية Symantec Norton Family Premier وOpenDNS Home VIP وSafeDNS، وغيرها. وتقدم بعض البرامج القدرة على تحديد عمل عدد معين من الأجهزة (مثل ContentWatch Net Nanny 7 وQustodio وMobicip وuKnowKids Premier)، بينما تسمح البقية بتحديد عمل الأجهزة دون أي قيود عددية. وإن كان لديك عدد كبير من الأطفال ويستخدمون عدة أجهزة، فقد يكون استخدام موجه شمولي أكثر راحة في الإعداد الأولي أو الصيانة، مثل (Circle with Disney وClean Router) التي تقوم بفلترة (ترشيح) المحتوى على مستوى نقطة ربط الأجهزة بالإنترنت، ولكن قد تكون خيارات التحكم بكل جهاز أصعب مقارنة باستخدام البرامج.

تحديد المحتوى وفترة الاتصال

لدى اختيارك لبرنامج تحديد عمل استخدام الإنترنت، فيجب مراعاة نظام التشغيل المستخدم وإن كان البرنامج يدعمه أم لا، ذلك أن الطفل قد يستخدم كومبيوترا يعمل بنظام التشغيل «ماك أو إس» أو «ويندوز» أو «لينوكس»، أو جهازا محمولا بنظم التشغيل «آندرويد» أو «آي أو إس» أو «ويندوز» أو «كروميوم». ويجب تثبيت البرنامج على كل جهاز وإعداده بما يتوافق مع عمر الطفل.
ويجب الانتباه إلى أنه يجب أن تدعم البرامج الجيدة المتخصصة بتحديد استخدام الإنترنت آلية تحديد نوع المحتوى المرغوب حجبه، مثل عروض الفيديو أو المواقع التي تروج للعنف أو الكراهية أو التطرف أو المحتوى الجنسي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الآلية تعمل بجدارة في حال عملها بشكل مستقل عن المتصفح وقدرتها على معاينة المواقع التي تدعم بروتوكول HTTPS الآمن. وفي حال استخدام برنامج لا يستطيع تفحص محتوى HTTPS الآمن، فقد يستطيع المراهق تجاوز الرقابة باستخدام برنامج أو موقع يعيد توجيه الطلبات Proxy أو في حال استخدامه لمتصفح آخر ببساطة. وتدعم الكثير من البرامج والموجهات المتخصصة ميزة البحث الآمن Safe Search في محركات البحث، والتي تعرض نتائج البحث من المواقع والصور وعروض الفيديو فقط إن كانت آمنة للأطفال، حتى لو اختار الطفل عرض جميع النتائج.
طريقة أخرى فعالة هي تحديد أوقات الاستخدام، حيث تسمح بعض التطبيقات للأهل إيجاد جدول أسبوعي بأوقات الاتصال بالإنترنت لكل جهاز أو لجميع الأجهزة المتصلة. ويمكن كذلك اختيار كمية استخدام بيانات قصوى للأطفال لكل يوم. ومن الأمثلة على ذلك برنامج Qustodio الذي يدعم نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«آندرويد» و«آي أو إس» و«كيندل» و«نوك»، والذي يسمح إيجاد جداول زمنية وكمية استخدام للإنترنت، مع قدرته على حجب المواقع الإباحية ومراقبة الفترة التي يقضيها الأطفال على كل شبكة اجتماعية، وإيقاف اتصال التطبيقات والألعاب بالإنترنت بعد انقضاء الوقت المحدد أو منع تطبيقات وألعاب مختارة من الاتصال بالإنترنت في أي وقت، وغيرها من الخصائص الأخرى المفيدة.
ويستطيع تطبيق ContentWatch Net Nanny 7 عرض نشاطات طفلك عند استخدامه جهازه المحمول وتطبيق شروط الاستخدام التي تضعها أنت، مع قدرة الطفل على طلب تمديد فترة الاستخدام من التطبيق نفسه على جهازه المحمول وموافقتك أو رفضك لذلك إلكترونيا من خلال رسالة تظهر على جهازك، الأمر المفيد في حال كنت بعيدا عنهم. ويمكن إدارة جميع الشروط عبر الإنترنت ومن أي جهاز، ومعاينة تقارير الاستخدام والقيود الموضوعة. ولدى تعديل أي شرط، فسيتم تطبيقه فورا على جميع أجهزة الطفل المتصلة بالإنترنت.
وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تثبيت هذا التطبيق على أجهزة الأطفال قبل استخدامه، وستحصل على تنبيه في حال محاولة وصول طفلك إلى موقع محجوب أو كتابته لنص بلغة بذيئة أو أي محاولة لتجاوز القيود. ويمكن أن يكون التنبيه على شكل رسالة نصية أو بريد إلكتروني أو تنبيه من التطبيق نفسه على جهازك.
ويسمح برنامج Norton Family على الكومبيوترات الشخصية والأجهزة التي تعمل بنظم التشغيل «ويندوز» و«آندرويد» و«آي أو إس» تحديد المحتوى المرغوب حجبه لكل مستخدم، مثل الجرائم والقرصنة والمشروبات الكحولية والمخدرات والقمار، وغيرها، من قائمة سلسة وسهلة الاستخدام.

موجهات وإعدادات متخصصة

وإن كان لديك خبرة تقنية، فتستطيع تعديل خيارات موجهك المنزلي لمراقبة نشاط الأطفال وحجب بعض المواقع أو تحديد أوقات الاستخدام من خلال صفحة «جودة الخدمة» Quality of Service QoS في إعدادات الموجه، والتي تختلف تفاصيلها من موجه لآخر. وعلى الرغم من أنك تستطيع تحميل برمجة جديدة Custom Firmware لموجهك متخصصة بمراقبة الاستخدام وتحديد فتراته من عدة مواقع، إلا أن هذا الأمر قد يلغي ضمان موجهك أو يوقفه عن العمل في حال أجريت تعديلات على أعدادات لا تعرفها.
وتجدر الإشارة إلى أن كل موجه يحتوي على زر لإعادة الإعدادات إلى إعدادات المصنع Reset، والذي يمكن للطفل الوصول إليه وتفعيله إن كانت غاضبا، الأمر الذي سيتطلب منك معاودة إدخال جميع الإعدادات في كل مرة يقوم طفلك بذلك. ويُنصح بوضع الموجه في مكان لا يستطيع طفلك الوصول إليه في حال رغب في استخدام تقنين الاستخدام من خلال إعدادات الموجه. وينصح بإيقاف عمل ميزة تعديل خيارات الموجه لاسلكيا Wireless Remote Access، ذلك أن طفلك (أو أي قرصان) قد يستطيع الدخول إلى إعدادات الموجه لاسلكيا وتعديل الخصائص دون علمك بذلك. ويمكنك تعديل خصائص الموجه بربط كومبيوترك به بسلك شبكة LAN فقط.
طريقة اتصال أخرى قد يغفل الأهل عنها هي أجهزة الألعاب الإلكترونية، مثل «بلايستيشن 4» و«أكس بوكس وان» و«نينتندو سويتش»، والتي تحتوي جميعا على آلية تحديد استخدام الجهاز للأطفال من حيث المواقع المحجوبة أو الفئات العمرية المسموحة للألعاب وفترات الاستخدام، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة من قائمة الإعدادات، مع عدم قدرة الطفل على تعديلها إلا بعد إدخال كلمة السر الخاصة بالأهل. هذه الآلية مهمة نظرا لأن أجهزة الألعاب الحديثة تحتوي على متصفح مدمج وتطبيق «يوتيوب»، وغيره من سبل تصفح محتوى الإنترنت.
كما وتقدم الكثير من الأجهزة اللوحية خيار نمط الأطفال الذي يعرض شاشة خاصة تحتوي على التطبيقات التي يرغب الأهل لطفلهم استخدامها، وعدم قدرته على تغييرها أو الاتصال بمتجر التطبيقات لتحميل المزيد. ويمكن تعديل التطبيقات المختارة بعد إدخال كلمة السر التي يعرفها الأهل. كما ينصح بإيقاف عمل ميزة الشراء من داخل التطبيقات أو عدم إدخال بيانات البطاقة الائتمانية على أجهزة الأطفال، وذلك حتى لا يقوموا بشراء الإضافات إلى الألعاب التي يستخدمونها وتراكم المبالغ دون علمك بذلك إلا بعد فوات الأوان (ينصح بالقيام بهذا الأمر على المتاجر الإلكترونية لأجهزة الألعاب الإلكترونية أيضا).
كما وتقدم بعض الأجهزة اللوحية مرونة التمييز بين الأطفال والمراهقين، بحيث توقف عمل متجر التطبيقات للصغار، وتسمح بذلك فقط للمراهقين أو البالغين. ويمكن اختيار الفئة العمرية للطفل من بين مجموعات مختلفة، مثل أكبر من 4 أو 9 أو 12 أو 17 سنة، ليتم فلترة المحتوى وفقا للفئة العمرية المختارة بحيث لا يستطيع الطفل التفاعل مع التطبيقات التي تحتوي على دلالات مرتبطة بالمشروبات الكحولية والعنف والمخدرات واللغة البذيئة، وغيرها، بينما تسمح فئة «أكبر من 9 سنوات» بمشاهدة بعض العنف الوهمي (مثل عنف ألعاب الرسوم المتحركة) ولكن ليس عنف ألعاب القتال أو الحروب، وهكذا.

حسابات مختلفة

وتجدر الإشارة إلى ضرورة إيجاد حسابات مختلفة للمستخدمين على الكومبيوتر المنزلي المشترك لأفراد العائلة، ذلك أن الأهل قد يشاهدون محتوى عنيفا على «يوتيوب»، ليقوم «يوتيوب» باقتراح عروض مرتبطة بذلك في المرات التالية للتصفح ظنا منه أن المستخدم هو نفسه، بينما في الواقع هو الطفل الذي جاء دوره لاستخدام الكومبيوتر لمشاهدة «يوتيوب». وينصح بتسجيل الخروج من نظام التشغيل Logout بعد الانتهاء منه وتسجيل الدخول Login لحساب الطفل، مع التأكد من إيجاد حساب «غوغل» للأهل وآخر للطفل وإدخال اسم المستخدم وكلمة السر المناسبة لكل حساب، وذلك حتى يستطيع «يوتيوب» التمييز بين حساب الأهل وحساب الأطفال واقتراح المحتوى المناسب لكل مستخدم. كما ينصح باستخدام حساب خاص للأطفال على الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية للسبب نفسه.
وعلى الرغم من أنك قد تكون قد حاولت حجب الكثير من المواقع والخدمات عن طفلك باستخدام الموجهات والبرامج وغيرها من الطرق، فإنك قد تتفاجأ بأن طفلك ما يزال يستطيع الوصول إليها. وقد يكون السبب هو اتصال طفلك بشبكة إنترنت لاسلكية في المنطقة المحيطة بمنزلك لا تتطلب إدخال كلمة سر. ويكمن الحل هنا في الذهاب إلى الغرفة التي يستخدمها طفلك للاتصال بالإنترنت بشكل معتاد (أو جميع غرف المنزل) والبحث عن أي شبكة لاسلكية مفتوحة من خلال هاتفك الجوال، ومعاينة اسم الشبكة اللاسلكية لمحاولة تحديد صاحبها من الجيران أو مقاهي الإنترنت، أو محاولة معرفة أي منطقة تكون فيها الإشارة اللاسلكية أقوى، وذلك لتحديد اتجاه مكان الشبكة اللاسلكية المفتوحة. ويمكن بعد تحديد صاحب الشبكة والتحدث معه وشرح وجهة نظرك وطلب إضافة كلمة سر لشبكته.


مقالات ذات صلة

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
TT

معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)

بات الفاعلون في القطاع التكنولوجي يوفرون مزيداً من الأجهزة الحديثة والتقنيات المخصصة للصحة النفسية، كجهاز يرصد القلق أو آخر يحدّ من تفاقم التوتر أو يسيطر على نوبات الهلع.

ومن بين الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال والحاضرة في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الذي يفتح أبوابه أمام أفراد العامة، غداً (الثلاثاء)، «نوتريكس» السويسرية التي أطلقت جهاز «كورتيسنس (cortiSense)»، القادر على قياس مستوى الكورتيزول المعروف بهرمون التوتّر.

و«كورتيسنس» عبارة عن جهاز أسطواني صغير على طرفه قطعة يمكنها جمع اللعاب، من دون اضطرار الشخص للبصق أو استخدام أنبوب، ثم يحلّل الجهاز اللعاب مباشرة. وبعد بضع دقائق، يمكن الاطلاع على النتائج عبر تطبيق في الهاتف المحمول.

وثمة جهاز منافس لـ«كورتيسنس» هو «إنليسنس (EnLiSense)» الذي يستخدم رقعة قماشية «باتش» تمتص بضع قطرات من العرق، ثم يتم إدخالها في قارئ محمول يعرض البيانات عبر أحد التطبيقات أيضاً.

يمكن لجهاز استشعار العرق القابل للارتداء الذي طوره باحثون في جامعة تكساس في دالاس ويتم تسويقه حالياً بواسطة شركة EnLiSense أن يوفر نظرة ثاقبة على مستويات الصحة والتوتر لدى مرتديه (موقع الشركة)

تقول مؤسِّسَة «نوتريكس» ماريا هان «لم يكن هناك حتى اليوم، أداة للتحكم من المنزل بمستوى هذا الهرمون»، مضيفة: «كان على الشخص إن أراد قياس مستوى الكورتيزول، الذهاب إلى المستشفى أو إرسال عينات» إلى المختبر.

في حالة كانت النتائج مرتفعة جداً، تقترح «نوتريكس» إمكانية التواصل مع متخصصين صحيين لتوفير حلّ مناسب من خلال استشارة طبية.

ترى ماريا هان أن «كورتيسنس» هو بمثابة «طبقة إضافية» من الإعدادات، ومكمّل لنظام «نوتريكس» الحالي ومنصتها «جيسنس» التي تجمع بيانات عن النوم والوزن والنشاط البدني والتغيرات في مستويات الغلوكوز.

وفي حين سيُتاح المنتج للشراء مباشرة من الأفراد، ترى هان أن النموذج يتقدّم لدى شركات التأمين الصحي والمؤسسات الرسمية والشركات أيضاً.

في النسخة الأخيرة من الجهاز، يحتفظ المستخدم بملكية بياناته الشخصية، ولكن يمكن تجميعها مع بيانات موظفين آخرين لمراقبة مستوى التوتر لدى الفريق أو العاملين في قسم واحد.

وعلى أساس هذه المعلومات، «يمكن للشركة» مثلاً أن «تقرر منح أيام إجازة إضافية» للموظف، بحسب ماريا هان.

تقول جولي كولزيت، وهي عالمة نفس من نيويورك: «هذه الأجهزة لا توفّر علاجاً ولكنها منتجات تكميلية تساعد في الكشف عن المشكلة الصحية أو تشخيصها بشكل أوّلي».

التنفّس لمواجهة التوتر

يضمّ جهاز «بي مايند» من شركة «باراكودا» الفرنسية كاميرا مدمجة قادرة على تحديد مؤشرات التوتر أو التعب، ومن ثم اقتراح أوقات للاسترخاء، إذا لزم الأمر، مع عرض صور وموسيقى هادئة.

تتميز أداة «كالمي غو» بقدرات إضافية من خلال جهازها الصغير الذي يشبه جهاز الاستنشاق المخصص لمرض الربو، الذي يمكن مسكه ويُستخدم عند حصول نوبات هلع.

أرادت رئيسة الشركة آدي والاش «ابتكار منتج يمكن أخذه إلى أي مكان ويُستخدم لتهدئة النوبة من دون الحاجة إلى تدخّل شخص آخر أو إلى تناول دواء».

يضع المستخدم فمه على الجهاز كما لو أنه يستخدم جهاز استنشاق ويتنفس بمعدل تحدده إشارات ضوئية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح الإيقاع المحدد خاصاً بكل فرد.

بالإضافة إلى التنفس، يحفّز الجهاز الذي بيع أكثر من مائة ألف نسخة منه في الولايات المتحدة، أربعاً من الحواس الخمس، مع إشارات ضوئية، واهتزاز جسدي ينتج صوتاً أيضاً، وروائح مهدئة «لفصل الشخص عن حالة التوتر».

شعار معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «CES» يظهر عند دخول الحضور إلى المعرض (أ.ف.ب)

تنشّط هذه العملية الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يبطئ نشاط الجسم ويساعد في السيطرة على المشاعر.

أجرت «كالمي غو» دراسة سريرية على محاربين قدامى عانوا من ضغط ما بعد الصدمة (PTSD) بالتعاون مع المستشفى التابع لجامعة رايخمان الإسرائيلية.

وأظهرت الدراسة انخفاضاً في القلق وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد بضعة أسابيع من الاستخدام. وبحسب أدي والاش، تمكّن بعض المرضى «من وقف علاجهم الدوائي».

كذلك، سيُعاين الزائرون في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات «رومي»، وهو روبوت صغير «يستخدمه كثيرون في اليابان للتخفيف من شعورهم بالقلق والوحدة»، بحسب شركة «ميكسي» التي صممته.

ويرد «رومي» على مالكه المحبط بعد ليلة من العمل غير المجدي بمزحة، مقترحاً عليه مشاهدة فيلم ليسترخي. تقول جولي كولزيت: «مع طرح مزيد من الأجهزة في السوق، ربما ستهتهم أعداد إضافية من الناس بالعلاج».

من ناحية أخرى، لا تؤمن كولزيت بقدرة الروبوت والذكاء الاصطناعي عموماً على الاستجابة للأسباب الجذرية للقلق أو التعاسة. وتقول: «يحتاج المرضى لشخص كي يرشدهم، حتى يشعروا بأنّ أحداً يفهمهم وأنهم على أرضية آمنة. لا أعتقد أن الروبوت قادر على تحقيق ذلك».