روغوزين يلتقي الأسد ويطالب بـ«الحق المعنوي» للشركات الروسية في سوريا

شدد على أن موسكو لن تدخل الاقتصاد بصفة «فاعل خير»

مقاتلان من {قوات سوريا الديمقراطية} في الرقة بعد طرد «داعش» منها في اكتوبر الماضي (إ ف ب)
مقاتلان من {قوات سوريا الديمقراطية} في الرقة بعد طرد «داعش» منها في اكتوبر الماضي (إ ف ب)
TT

روغوزين يلتقي الأسد ويطالب بـ«الحق المعنوي» للشركات الروسية في سوريا

مقاتلان من {قوات سوريا الديمقراطية} في الرقة بعد طرد «داعش» منها في اكتوبر الماضي (إ ف ب)
مقاتلان من {قوات سوريا الديمقراطية} في الرقة بعد طرد «داعش» منها في اكتوبر الماضي (إ ف ب)

شدد دميتري روغوزين، نائب رئيس الحكومة الروسية، على ضرورة الإسراع في عملية إعادة الإعمار في روسيا، وأكد أن النظام السوري يخطط للتعاون مع روسيا بصورة خاصة في هذه العملية.
وكان روغوزين، المسؤول في الحكومة الروسية عن ملفات حساسة مثل الصناعات العسكرية والتعاون التقني العسكري، وصل إلى سوريا أمس على رأس وفد حكومي واقتصادي روسي، ضم نواب وزراء الخارجية والدفاع والتنمية الاقتصادية والطاقة والنقل والصناعة والتجارة، فضلا عن السفير الروسي في دمشق ومديري عدد من أهم الشركات الروسية. وأجرى هناك محادثات مع رأس النظام السوري بشار الأسد، ورئيس حكومته عماد خميس ووزير خارجيته وليد المعلم، بحث خلالها التعاون بين البلدين. ونقلت وكالة «تاس» عن روغوزين قوله إن المحادثات مع المسؤولين السوريين كانت مطولة واستمرت عدة ساعات، وأوضح أن تحضيرات ضخمة سبقت المحادثات، شاركت فيها الوزارات المعنية والمؤسسات الاقتصادية الروسية الموجودة في سوريا، وأكد التوصل نتيجة المحادثات إلى «اتفاقيات غاية في الأهمية، من شأنها أن تسمح بالنصر في هذه الحرب، من أجل الاستقرار في سوريا، ومن أجل أن يتم تثبيت ذلك النجاح العسكري الذي حققته القوات الروسية، (تثبيته) عبر هذا التوجه طويل الأمد لسوريا نحو السوق الروسية».
وكان روغوزين واضحا إلى أبعد حدود في تعبيره عن الجوانب التي تجعل روسيا تولي سوريا هذا الاهتمام اقتصاديا، وكذلك في تعبيره عن المصالح الروسية هناك، وقال إن «سوريا بلد غني بلا حدود، يحصدون هنا المحصول ذاته ثلاث وأحيانا أربع مرات في العام. ويوجد هنا ثروات باطنية، وموقع جغرافي فريد من وجهة نظر النقل، والكثير غيره»، وشدد بعد ذلك على أن «الشركات الروسية تملك الحق المعنوي في تطوير مشاريع اقتصادية ضخمة في سوريا، لا سيما في ظل وجود العسكريين الروس الذين سيبقون هناك للحفاظ على السلام والاستقرار». وأشار إلى إعادة الإعمار، وأعاد إلى الأذهان في هذا السياق ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن «العدوان على سوريا ألحق بها أضرارا وخسائر تقدر بنحو 400 مليار دولار»، منوهاً إلى الدمار الواسع في المدن والمؤسسات الإنتاجية.
وعبر روغوزين عن قناعته بأن إعادة إعمار سوريا ستكون عملية طويلة الأمد، وأكد أن «سوريا بهذا المعني لن تكون عبئا على روسيا، بل على العكس ستشكل استخداماً جدياً لخبراتنا، قوانا ووسائلنا»، وأكد أن «هذا الأمر لن يكون مربحا للسوريين فقط، وبكل تأكيد لن تخسر روسيا في هذا المجال»، ووعد السوريين «الذين اشتاقوا للسلام والخبز والعمل» أن يحصلوا على هذا كله بمساعدة روسيا. وأضاف في سياق حديثه عن إعادة الإعمار، أن النظام السوري أكد له الرغبة في العمل بصورة حصرية مع روسيا في هذا المجال، وتابع: «ترغب القيادة السورية حاليا بالعمل مع روسيا بصورة استثنائية، فيما يخص إعادة إعمار كل الإمكانات في مجال الطاقة في البلاد»، لافتاً إلى أن «الأسد أكد أنه لا رغبة لدى سوريا بالعمل مع تلك الدول التي خانتها في لحظة ما». وأشار إلى دول غربية كانت تتعاون مع سوريا قبل الأزمة، وقال إن تلك الدول تخلت عن دمشق عندما تعرضت لما وصفه «هجمة الإرهاب»، مشددا على أن روسيا لم تفعل ذلك ووقفت مع سوريا.
وتحدث نائب رئيس الحكومة الروسية عن مشاريع مشتركة مع النظام السوري في مجالات إنتاج النفط، وإعادة تأهيل البنى التحتية، والسكك الحديدية، والموانئ، والطاقة الكهربائية، وأشار إلى أن «محادثات تجري الآن للحصول على الظروف الجيدة التي تضمن أمن عمالنا وموظفينا، الذين سنختارهم من المواطنين السوريين»، وأكد أن «هذا أمر غاية في الأهمية، لأننا لا نخسر المال هنا بل سنجنيه معا نحن والسوريون، وسيساهم الجانب السوري بحصته في إعادة تأهيل الاقتصاد». وأشار روغوزين إلى اتفاق مع النظام على تأسيس شركة مشتركة للعمل في إنتاج الفوسفات، وقال إن «هذا المنتج مطلوب في عدد كبير من الدول»، وأكد: «اتفقنا مع الجانب السوري على تأسيس مشغل مشترك، وسنعمل في مناطق الإنتاج، وفي النقل وفي إيصال الفوسفات المعالج إلى الدول الأخرى التي تنتظر هذه البضاعة». ولم يستبعد في الوقت ذاته أن تستخدم روسيا الموانئ السورية لتصدير الحبوب الروسية إلى الدول المجاورة.
وكان روغوزين حريصاً على التأكيد بأن روسيا لن تدخل الاقتصاد السوري بصفة «فاعل خير» أو «دولة مانحة»، بلا مقابل، وأنها لا تنوي التساهل فيما يخص مصالحها وأرباحها حتى إن كان الأمر مع سوريا. وقال إن «قطاع الأعمال الروسي سيحسب كل روبل»، موضحاً: «لأنه علينا أيضاً ألا نفكر بالآخرين فقط، حتى لو كانت دولة مقربة صديقة، والآن علينا أن نفكر كيف نجني الأموال لميزانيتنا، لمواطنينا، للناس الذين ينتظرون أيضاً مقابل ما، لقاء العمل الكبير الذي قامت به روسيا الاتحادية على الأراضي السورية»، في إشارة منه إلى العملية العسكرية، وكذلك إلى المشاريع الاقتصادية التي يخطط الروس لإطلاقها في سوريا.



الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
TT

الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)

أعلنت جماعة «الحوثي» اليمنية، الخميس، أنها فخخت ثم فجرت ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجموها في البحر الأحمر، ما تسبب باندلاع حرائق عدة على متنها.

وفي 21 أغسطس (آب)، تعرّضت السفينة التي ترفع علم اليونان، لهجوم نفّذه الحوثيون وأدى، بحسب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إلى اندلاع حريق على متنها وفقدان قوة محرّكها. ودفع ذلك مهمة الاتحاد الأوروبي في المنطقة إلى إجلاء طاقمها المؤلف من 25 شخصاً.

ونشر الحوثيون على وسائل إعلام تابعة لهم، مساء الخميس، مقطع فيديو يُظهر شخصاً ملثماً ومسلحاً يعدّ جهاز تفخيخ على متن «سونيون». وسرعان ما يتمّ تفجيرها فتندلع حرائق عدة على متنها وتتصاعد أعمدة الدخان الأسود منها.

أحد عناصر جماعة «الحوثي» على سطح ناقلة النفط «سونيون» في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، الخميس، إن قواته نفذت «عملية جريئة وشجاعة» هذا الأسبوع عبر «اقتحام» السفينة سونيون «وتدمير ما فيها من الشحنات واستهداف السفينة نفسها وتفخيخها وتفجيرها».

وأشار، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الناقلة «كانت تخالف قرار الحظر وتحمل شحنات للعدو الإسرائيلي».

وبحسب سلطة الموانئ اليونانية، فإن السفينة مملوكة لشركة «دلتا تانكرز» اليونانية للشحن، وقد أبحرت من العراق وكانت متجهة إلى ميناء قريب من أثينا.

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأظهر الفيديو أيضاً أضراراً في هيكل السفينة، إضافة إلى أغراض مبعثرة داخل غرفة القيادة.

يأتي ذلك غداة إعلان بعثة إيران لدى «الأمم المتحدة» موافقة الحوثيين على إنقاذ الناقلة سونيون، التي تحمل 150 ألف طن من النفط، «نظراً للمخاوف الإنسانية والبيئية».

وكتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، على منصة «إكس»، في وقت متأخر الأربعاء: «بعد تواصل جهات دولية عدة معنا، خصوصاً الأوروبية، تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون».

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأفادت مهمة «أسبيدس» الأوروبية في البحر الأحمر، الخميس، أن «(سونيون) مشتعلة منذ 23 أغسطس (آب)» مع «رصد حرائق في مواقع عدة على السطح الرئيسي للسفينة».

وأشارت إلى «عدم وجود تسرب نفطي، وأن السفينة لا تزال راسية ولا تنجرف». وأكدت، على منصة «إكس»، أنها تستعدّ «لتسهيل أي مسارات عمل، بالتنسيق مع السلطات الأوروبية والدول المجاورة، لتجنب أزمة بيئية كارثية».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، يستهدف الحوثيون سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ما يعدّونه دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس».

وأثّرت هجمات الحوثيين على حركة الشحن في المنطقة الاستراتيجية، التي يمرّ عبرها 12 في المائة من التجارة العالمية.