تركيا تبحث مع المعارضة مسار جنيف ومؤتمر سوتشي

أنباء عن اقتراب موعد العملية العسكرية في عفرين

حاجز أمني لـ{قوات حماية الشعب} الكردية في مدينة عفرين بمحافظة حلب (سبوتنك)
حاجز أمني لـ{قوات حماية الشعب} الكردية في مدينة عفرين بمحافظة حلب (سبوتنك)
TT

تركيا تبحث مع المعارضة مسار جنيف ومؤتمر سوتشي

حاجز أمني لـ{قوات حماية الشعب} الكردية في مدينة عفرين بمحافظة حلب (سبوتنك)
حاجز أمني لـ{قوات حماية الشعب} الكردية في مدينة عفرين بمحافظة حلب (سبوتنك)

بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نصر الحريري رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية الخطوات التي اتخذتها تركيا سعيا لإيجاد حل سياسي في سوريا.
وقال جاويش أوغلو في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، إنه استقبل الحريري والوفد المرافق له أمس الاثنين حيث تم بحث الجهود والخطوات التي اتخذتها تركيا بخصوص تحقيق تقدم في المسار السياسي عبر تضافر الجهود بين مسار جنيف وسوتشي (حيث سيعقد المؤتمر الوطني للحوار السوري في المنتجع الروسي في فبراير (شباط) المقبل).
وعقدت جولة جنيف الثامنة بين 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي و15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي دون تحقيق تقدم، فيما اتهم المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا النظام بإفشالها بسبب وضعه شروطا مسبقة، ما أدى إلى ضياع فرصة ذهبية للتقدم في المسار.
وكانت سوريا تقدمت في اجتماع آستانة الأخير حول سوريا في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمقترح لجمع الأطراف السورية في سوتشي الروسية في «مؤتمر الحوار السوري» كان مقررا عقده في 18 نوفمبر الماضي، وتأجل بسبب رفض فصائل المعارضة السورية المشاركة فيه واعتراض تركيا على مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري فيه.
وفي السياق قال فاتح حسون، رئيس اللجنة العسكرية بوفد فصائل المعارضة السورية المسلحة إلى آستانة – 8، إن المعارضة تنوي إتمام مناقشة مسألة الإفراج عن المعتقلين وغيرها من المواضيع خلال المفاوضات. ونقلت وكالة (نوفوستي) عن حسون تلقي وفد المعارضة الدعوات للمشاركة في أعمال الجولة الثامنة من مفاوضات التسوية السورية في آستانة المقررة انعقادها في 21 - 22 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. وأعلن أن المواضيع التي تعتزم المعارضة بحثها خلال «آستانة - 8» هي: إتمام مسألة الإفراج عن المعتقلين، ونشر القوات التركية، وعمل تطبيق اتفاق إنشاء المنطقة الرابعة لخفض التصعيد، في إدلب.
وقال إن الجانب الكازاخستاني التزم، خلال الجولة السابعة من المفاوضات، بإزالة العراقيل أمام إيجاد حل لمسألة إطلاق سراح المعتقلين. كما أوضح حسون أن وفد الفصائل يضم ممثلين عن «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«لواء السلطان مراد» و«فيلق الشام» وغيرها. وسبق أن أفاد مصدر في المعارضة السورية المسلحة بأن الرئيس السابق لما يسمى بـ«الحكومة السورية المؤقتة» سيترأس وفد المعارضة إلى «آستانة - 8».
وخلال الجولة السادسة من مسار آستانة، اتفقت الدول الضامنة لنظام وقف إطلاق النار في سوريا (روسيا وتركيا وإيران)، على تحديد المنطقة الرابعة الداخلة في اتفاق خفض التوتر، وفقا لاتفاق موقع في مايو (أيار) 2017.
وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي بدأت قوات من الشرطة العسكرية التركية بالانتشار في محافظة إدلب، بموجب اتفاق إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا.
على صعيد آخر، نسبت وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى مصادر تركية أن الجيش التركي قام بإرسال قوات استكشافية إلى ضواحي مدينة عفرين السورية قبيل العملية العسكرية التي يخطط لتنفيذها ضد «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تسيطر على المدينة. وذكرت نقلا عن مصدر قالت إنه مقرب من الحكومة التركية، أن وحدات من الجيش التركي دخلت إلى ضواحي مدينة عفرين وبدأت القيام بأعمال استكشافية في المناطق المحاذية لحدود المدينة، في الوقت الذي يوشك فيه الجيش التركي على الدخول إلى المدينة لبدء العمليات العسكرية فيها.
وقال المصدر إن الجيش التركي أزال الكتل الخرسانية من مناطق على الحدود منها قرية «بابليت» في ريف جندريس التابعة لمنطقة عفرين في حلب، وفتح ممراً من أجل دخول القوات التركية إلى المدينة.
وكانت تقارير إعلامية تركية تحدثت عن أن العملية المحتملة في عفرين ستنطلق في منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل فيما يتواصل إنشاء نقاط الراقبة في منطقة خفض التصعيد في إدلب على بعد نحو 4 كيلومترات فقط من نقاط تمركز وحدات حماسة الشعب الكردية في عفرين.
في الوقت ذاته، شارفت أعمال بناء الجدار الإسمنتي على طول الحدود التركية السورية والبالغ طولها 911 كيلومترا، على الانتهاء، مع إتمام بناء الجدار على طول 781 كيلومترا من الحدود.
وتهدف السلطات التركية من وراء بناء الجدار، إلى منع تسلل الإرهابيين من الجانب السوري إلى أراضيها، وإنهاء عمليات التهريب بين الطرفين. ويبلغ طول الحدود السورية التركية 911 كيلومترا، ويشمل ولايات هطاي وكليس وغازي عنتاب وشانلي أورفة وماردين.
وتنتشر على طول الحدود أبراج مراقبة يبلغ ارتفاعها 8 أمتار مزودة بنظام تكنولوجي متقدم، من أنظمة مراقبة عالية الدقة وكاميرات حرارية ورادارات لعمليات الرصد البري وأنظمة تسليح متطورة يتم التحكم بها عن بعد.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.