دعا الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو أمس مجدداً ضباط الجيش في بلاده إلى مضاعفة جهودهم للقضاء على ميليشيات «حركة الشباب» المتطرفة، التي قال: إنها تعرقل الأمن والسلام في البلاد.
وجاءت تصريحات فرماجو لدى زيارته لمقر وزارة الدفاع بالعاصمة مقديشو، حيث عقد اجتماعا مع كبار الضباط، واستمع إلى تقرير مفصل حول العمليات الأمنية الأخيرة التي نفذتها قوات الجيش ضد «حركة الشباب»، والتي أدت بحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إلى هروب عدد من العناصر الإرهابية بعد تضييق الخناق عليهم.
إلى ذلك، قالت الشرطة ومشرعون إن قوات الأمن الصومالية اعتقلت الوزير والمرشح الرئاسي السابق عبد الرحمن عبد الشكور بعدما اتهمته بالخيانة، في مداهمة ليلية لمنزله حيث قتلت خمسة من حراسه.
وشارك عبد الشكور في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في شهر فبراير (شباط) الماضي وهو سياسي معارض ومنتقد شديد للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة التي يقودها الرئيس فرماجو.
وقال المتحدث باسم وزير الأمن الداخلي عبد العزيز علي للصحافيين: «ألقي القبض على الوزير السابق وفقا للقانون بمقتضى مرسوم من المدعي العام ووزير الأمن الداخلي، واتهم بالخيانة، حراسه قاتلوا قوات الأمن».
وعبد الشكور أيضا هو أحد قيادات حزب ودجر (التضامن) الذي أبلغ رئيسه كمال جوتالي «الشرق الأوسط» أن قوات الأمن داهمت منتصف الليل مقر الحزب في مقديشو، وأضاف: «كانت لديهم عشرون سيارة عسكرية، واستغرقوا عشرين دقيقة، وأطلقوا الرصاص المباشر علينا وقتلوا 4 من الحراس من بينهم حارسي الشخصي، وأصيب قياديان في الحزب هما عبد الرحمن عبد الشكور وسيدي علي معلم عبد الله».
وتابع: «نحن معارضون للحكومة بشفافية وكنا ننتقد مواقفها في القضايا الأمنية والسياسية والفيدرالية، لم يستوعبوا أننا معارضة سلمية وموجودة في البلاد ومن حقها أن تعارض ضمن الدستور».
ولفت إلى أن المسألة ترجع إلى ما وصفه باختلاف في السابق في قضايا كثيرة، وقال: «الدولة كان لديها خطة لاستبدال رؤساء الحكومات الفيدرالية وانتقدنا ذلك، وقلنا لن نسمح بذلك للحكومة».
واعتبر أن ما حدث ضد الحزب الذي يمارس عمله بصورة رسمية منذ نحو شهرين فقط، بعد اعتماد نظام الأحزاب مؤخرا، لكن جرى تأسيسه العام الماضي، بمثابة «انتهاك للقانون وبربرية»، على حد تعبيره.
وأضاف: «هذا بلا شك، مسيء للتجربة الحزبية وللانتخابات المنتظرة عام 2021 بصوت واحد، وانتخابات عامة، وليس انتخابا بالنظام العشائري المعمول به حاليا». وأكد شرطي مقتل خمسة من الحراس في المداهمة في حين قال عبد الله علي أحد وجهاء المنطقة لوكالة «رويترز» إن الوزير السابق والذي كان مرشحا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ضد فرماجو، قد أصيب في ذراعه برصاصة طائشة.
وفجرت المداهمة ردود فعل غاضبة من مشرعين ومحتجين، إذ خرج مئات الأشخاص في مسيرة في مقديشو في حين انتشرت قوات حكومية لسد الشوارع الرئيسية.
وقال المشرع مهاد صلاد إن ما تقوم به الحكومة يتعارض مع الإسلام والسياسات السليمة وأدان تصرف الحكومة «غير الأخلاقي» وطالب بإطلاق سراح الوزير السابق.
وقال رئيس حزب التضامن إنه تم اقتياد الوزير السابق إلى مقر الاستخبارات للتحقيق معه.
وأشاد مانحون غربيون بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في فبراير الماضي باعتبارها خطوة إلى الأمام بالمقارنة بانتخابات سابقة وتعزز الآمال في أن الصومال قد يصبح أكثر قدرة على قتال متشددين إسلاميين، لكن المتشددين مستمرون في شن هجمات أكبر وأكثر دموية في العاصمة والمدن الكبيرة.
وعلقت الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي مساعدات الغذاء والوقود لأغلب القوات المسلحة الصومالية بسبب مخاوف تتعلق بالفساد في صفعة للجيش في حين تبدأ قوات حفظ سلام أفريقية انسحابها من البلاد هذا الشهر.
الرئيس الصومالي يدعو الجيش إلى مضاعفة القتال ضد «حركة الشباب»
الشرطة تداهم مقر حزب معارض وتعتقل وزيراً سابقاً
الرئيس الصومالي يدعو الجيش إلى مضاعفة القتال ضد «حركة الشباب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة