السودان يطرح 74 مربعاً للذهب أمام المستثمرين البريطانيين

طرح السودان أمام الشركات البريطانية المشاركة في «الملتقى الاقتصادي للاستثمار والتجارة والصناعة»، الذي اختتم أعماله مؤخرا بلندن، فرصا للاستثمار في 74 مربعا للذهب، و53 مربعا للنحاس والأحجار النادرة.
وخلال الملتقى البريطاني - السوداني، الذي شاركت فيه نحو 120 شركة بريطانية، أبدت شركات عالمية استعداداها للمشاركة في البرنامج السوداني الذي يهدف لتمويل صناعة واستخراج الذهب والمعادن النادرة بضمانات احتياطي البلاد ومخزونها من الذهب.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أبدت بيوت تمويل دولية استعدادها للتعامل مع السودان في مجال تقديم تمويلات مالية كبيرة لمشروعات تنموية سريعة العائدات، بضمان الذهب الذي تنتجه البلاد.
ويضع السودان حاليا اللمسات النهائية لإصدار التشريعات القانونية التي تسمح لشركات التعدين المحلية والأجنبية، والبالغ عددها نحو 450 شركة، بالاحتفاظ بالمنتج من الذهب وعدم بيعه، والحصول على التمويل الدولي بضمانه، وتوظيفه في مشروعات تنموية مدرة للعائدات، فيما يعرف بـ«سياسة التمويل بضمان الإنتاج».
وأجاز السودان في سبتمبر (أيلول) الماضي خطة لتقديم احتياطاته من الذهب، المقدرة بنحو 500 ألف طن، بوصفها ضمانات لبيوت التمويل والبنوك والمؤسسات المالية الدولية، والمستثمرين الراغبين في الدخول بمجالات الاستثمارات التعدينية المختلفة في البلاد.
وأوضح المهندس محمد أبو فاطمة، المدير العام لهيئة الأبحاث الجيولوجية عضو الوفد السوداني في مباحثات الملتقى البريطاني - السوداني، لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده طرحت أمام نحو 120 شركة بريطانية فرصا ومشروعات اتفاقيات خاصة بالاستثمار في مجال المعادن الاستراتيجية، كالحديد والكروم والألمنيوم والمعادن الزراعية التي تستخدم في صناعة الأسمدة.
كما طرحت عليها مشروعات لتطوير قطاع إنتاج الملح بالسودان واستخراج أملاح متعددة مثل ملح الليثيوم، الذي يستخدم في صناعة البطاريات التي تستخدم في المركبات الفضائية، بالإضافة إلى العناصر الأرضية النادرة التي تستخدم في صناعة الأجهزة الإلكترونية.
وأوضح أبو فاطمة أن المنتدى استعرض إمكانات السودان المعدنية، خصوصا في مجال المعادن النفيسة والمعادن الأرضية النادرة والمعادن الصناعية والاستراتيجية، مشيرا إلى بحثهم إمكانية تصنيع هذه المعادن الاستراتيجية في السودان.
كما بحث الوفد السوداني، وفقا لأبو فاطمة، إعادة هيكلة وزارة المعادن والهيئة العامة للأبحاث، وبناء قاعدة بيانات عريضة، ومد السودان بالتقنيات الحديثة وإدخالها في مجال استخلاص الذهب للتخلص من الزئبق وطرح بدائل له، مع السعي لرفع مستوى الإنتاجية للمعادن الأخرى غير الذهب، بجانب العمل على استغلال الثروة المعدنية الموجودة في قاع البحر الأحمر، والتي للسودان فيها مشروع مشترك مع المملكة العربية السعودية يعرف بـ«أتلانتس2».
وتشرع وزارة المعادن في إنشاء بورصة للذهب لإحكام سيطرة بنك السودان المركزي على صادرات الذهب والحد من تهريبه وتمكين القطاع الخاص من القيام بعمليات التصدير مباشرة.
وأوضح هشام توفيق، المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية (الذراع الفنية للوزارة)، أن قيام بورصة الذهب في السودان سيعد خطوة تمهيدية لقيام بورصة للمعادن الأخرى وإنشاء مصاف خاصة بها.