جامعات كندا تجذب الطلاب رغم البرد القارس

الثلوج لا تعطل طلاب جامعة تورونتو عن محاضراتهم
الثلوج لا تعطل طلاب جامعة تورونتو عن محاضراتهم
TT

جامعات كندا تجذب الطلاب رغم البرد القارس

الثلوج لا تعطل طلاب جامعة تورونتو عن محاضراتهم
الثلوج لا تعطل طلاب جامعة تورونتو عن محاضراتهم

شهدت جامعات كندا في السنوات الأخيرة إقبالا كثيفا من الطلاب، رغم شتاء البلاد القارس. سمعة الجامعات الطيبة وتخصصاتها المتنوعة جعلت من كندا وجهة للطلاب الأجانب، بما فيهم العرب. وتربعت جامعة تورونتو على عرش الجامعات الكندية حسب تصنيف شركة «كيو أس» الأخير لعام 2018، وجاءت جامعة ماكغيل في المرتبة الثانية. وتقول «كيو أس» حول سمعة الجامعات الكندية إن هناك 26 جامعة كندية في لائحة أفضل الجامعات حول العالم وأربع جامعات في أفضل مائة جامعة حول العالم و9 جامعات في لائحة أفضل 300 جامعة حول العالم.
{كواكاريلي سيموندز} (كيو أس)، شركة بريطانية متخصصة في التعليم والدراسة في الخارج وتقدم دراسات وتصنيفات وإصدارات عن الجامعات والمؤسسات التعليمية حول العالم بهدف توسيع نطاق الدراسة في الخارج. تحمل الشركة اسمي مؤسسيها عام 1990 وهما نونزيو كواكاريلي ومات سيموندز.
وتقول الشركة إنها «تربط المتفوقين من الخريجين، وطلاب الماجستير في إدارة الأعمال... في جميع أنحاء العالم مع كليات إدارة الأعمال الرائدة والإدارات العليا في الجامعات ومع أصحاب العمل، من خلال مواقع الإنترنت، والأحداث، والأدلة الإلكترونية والحلول التقنية». وللشركة أقسام وفروع في عدد من عواصم العالم. تعتمد في تصنيفاتها الجامعية على ستة مقاييس رئيسية ولكل من هذه المقاييس أهمية مختلفة، وهي: السمعة الأكاديمية - سمعة صاحب العمل - الكلية / نسبة عدد الطلاب - عدد الاقتباسات أو الاستشهادات لكل كلية - نسبة الكليات - الطلاب الدوليين.
أفضل 10 جامعات كندية

1- جامعة تورونتو
الجامعة من أهم الجامعات البحثية العامة والهامة في كندا وقد تأسست في أونتاريو عام 1827 من قبل الكنيسة الإنجليزية، لكنها أصبحت مؤسسة علمانية عام 1850. تضم الجامعة 12 كلية للتعليم. تقول ك. س: «إن تورونتو جاءت في المرتبة 32 في ترتيب أفضل الجامعات في العالم عامي 2016 - 2017، وإنها عادة ما تعرف بامتيازها في حقول التمريض والرياضة والتشريح والجغرافيا. كما جاءت الجامعة في المرتبة 19 في تصنيف الجامعات التي تقصدها الشركات لتوظيف خريجيها. وعلى هذا الصعيد تقول الموسوعة الحرة إن الجامعة من المؤسسات المؤثرة في عوالم النقد الأدبي ونظرية الاتصالات، وقد كانت الجامعة مهد الإنسولين وبحوث الخلايا الجذعية ومكان أول مجهر إلكتروني، ومكان تطوير تكنولوجيا اللمس المتعدد، وتحديد أول ثقب أسود في الفضاء الخارجي.
2- جامعة ماكغيل
تلقب هذه الجامعة بهارفرد الكندية، وذلك لمعايير قبول الطلاب العالية التي تتبعها ولسمعتها وعراقية الطيبة في عالم الأبحاث والأكاديمية.
وعلى الرغم من أن لغة التدريس الرئيسية في الجامعة هي اللغة الإنجليزية، فإن للطلاب الحق بتلقي تعليمهم باللغة الفرنسية. وتضم الجامعة أكثر من 40 ألف طالب ربعهم من الطلاب الأجانب من أكثر من 150 دولة حول العالم. و«يوجد في الجامعة 21 كلية مختلفة، توفر لطلابها فرصة الحصول على درجات وشهادات علمية في أكثر من 300 تخصص من ميادين الدراسة بما في ذلك الطب والقانون». كما أن أكثر من 12 من خريجي الجامعة حازوا على جوائز نوبل في مختلف المجالات.
3- جامعة كولومبيا البريطانية
هذه الجامعة أيضاً من الجامعات الكندية البحثية العامة، وهي من أقدم مؤسسات التعليم العالي في مقاطعة كولومبيا البريطانية والتي تأسست في فانكوفر عام 1908 باسم «كلية ماكغيل الجامعية في كولومبيا البريطانية». لكنها أصبحت عام 1915 جامعة مستقلة باسم كولومبيا البريطانية. وتضم الجامعة نحو 63 ألف طالب 14.4 ألف منهم من الطلاب الأجانب من 162 دولة حول العالم، ونحو 10 آلاف موظف. من النواحي الأكاديمية تعرف الجامعة التي تملك أكبر وأضخم مكتبة للأبحاث في كندا، بسمعتها الطيبة في حقول الجغرافيا والمناجم والمعادن وعالم الرياضة. سبعة من الباحثين في الجامعة فازوا بجوائز نوبل المختلفة و65 من الخريجين فازوا بميداليات أولمبية، و3 أصبحوا رؤساء للحكومة.
4- جامعة ألبرتا
واحدة من أكبر وأقدم الجامعات في شمال أميركا ومقاطعة ألبرتا والتي تعتبر إحدى أغنى وأجمل المقاطعات الكندية. وهي من الجامعات والمؤسسات النخبوية في عالم البحث المكثف في كندا وفي العالم. جاءت الجامعة الحكومية التي تأسست عام 1908 في مدينة أدمنتون، في المرتبة 90 في تصنيف أفضل الجامعات حول العالم لعام 2018. عوضا عن أنها أكثر الجامعات الكندية تلقيا للتمويل الخارجي لأنشطتها البحثية، في الجامعة ما لا يقل عن 400 مختبر لأبحاث وقد تمكنت من اكتشاف أول علاج ناجح لمرض السكري من النوع (1).
هناك الكثير من الأكاديميين المشاهير الذي تخرجوا من الجامعة ومنهم وزير الصحة السعودي السابق الدكتور عبد الله الربيعة.
5- جامعة مونتريال
هذه الجامعة الفرانكفونية، واحدة من أهم الجامعات الكندية العامة في عالم الأبحاث حيث وصلت إيراداتها منها إلى نصف مليار دولار مؤخرا، كما تعتبر واحدة من أرقى الجامعات العالمية. جاءت الجامعة التي تأسست في مدينة مونتريال عام 1878 في الترتيب 130 في تصنيف أفضل الجامعات حول العالم لعام 2018. تعتبر الجامعة واحدة من أفضل مائة جامعة في العالم في مجال علوم الحياة والطب، وفي المرتبة 48 في العالم في عالم الصيدلة عام 2017. هي من المؤسسات الرائدة في عالم التدريس والبحوث الهندسية.
6- جامعة ماكماستر
تأسست هذه الجامعة عام 1887 في مدينة هاملتون بمقاطعة أونتاريو. وهي من الجامعات الدولية والمختلطة التي تضم عدداً لا باس به من الطلاب الذين يأتون من أكثر من 100 بلد حول العالم. وهي واحدة من أهم ثلاث مؤسسات أكاديمية كندية في عالم البحث المكثف. وفيها 73 برنامجا للبكالوريوس و104 برامج للدراسات العليا، أي الماجستير والدكتوراه.
7- جامعة واترلو
جاءت واترلو في المرتبة 152 في الترتيب العالمي للجامعات وهي واحدة من أصغر الجامعات الكندية سنا حيث فتحت أبوابها عام 1957.
وتقول «كيو اس» عن الجامعة إنها ستشكل مستقبل بناء الجسور، وإنها متميزة ونشطة في عوالم الحوسبة الكمومية وتكنولوجيا النانو أو عالم الصغر وعلم النفس السريري والهندسة والعلوم الصحية. ولا عجب أن صنفت الجامعة واحدة من أهم الجامعات وأكثرها ابتكارا على مدى الـ25 سنة الماضية.
8- جامعة غرب أونتاريو
تقع الجامعة في لندن في أونتاريو، وقد تأسست عام 1878. الجامعة موطن لعدد من مراكز البحوث ذات الشهرة العالمية مثل معهد روتمان للفلسفة وهندسة الرياح ومعهد بحوث الطاقة والبيئة ومعهد الدماغ والعقل. كما تعرف الجامعة على أنها من أفضل الجامعات الكندية في عالم الدكتوراه في الطب. كما تعرف بامتيازها في دراسة القانون وإدارة الأعمال والاقتصاد وطب الأسنان.
9- جامعة كالغاري
تأسست الجامعة عام 1966، ولا تزال واحدة من أهم خمس جامعات في كندا في عالم الأبحاث. وواحدة من أفضل الجامعات الأصغر سنا أو الجامعات اليافعة في العالم. وكانت الجامعة مهد مجموعة متنوعة من الاختراعات الهامة، بما في ذلك رقائق السيلكون القادرة على التفاعل مع الخلايا العصبية.
10- جامعة كوينز
جامعة كوينز من أقدم الجامعات الكندية العامة الممتاز وقد تأسست عام 1841 أي قبل تأسيس كندا نفسها، وتقع في مدينة كينغستون في أونتاريو. وهي بيت الفائز بجائزة نوبل للفيزياء عام 2015 آرثر ماكدونالد. تمتاز الجامعة وتعرف عالميا بحقول الفيزياء الفلكية والبحوث السرطانية والتاريخ البيئي وتكنولوجيا الطاقة النظيفة.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».