انتكاسة جديدة لميلان وانتصار كبير ليوفنتوس

فرق القمة الإيطالية استفادت من خسارة الإنتر المتصدر

دوناروما حارس ميلان يفشل في التصدي لتسديدة دانيال بيسا لاعب فيرونا (أ.ب)
دوناروما حارس ميلان يفشل في التصدي لتسديدة دانيال بيسا لاعب فيرونا (أ.ب)
TT

انتكاسة جديدة لميلان وانتصار كبير ليوفنتوس

دوناروما حارس ميلان يفشل في التصدي لتسديدة دانيال بيسا لاعب فيرونا (أ.ب)
دوناروما حارس ميلان يفشل في التصدي لتسديدة دانيال بيسا لاعب فيرونا (أ.ب)

منيَ ميلان بخسارته الثانية في 4 مباريات خاضها بقيادة مدربه الجديد، لاعب وسطه السابق جنارو غاتوزو، بسقوطه الكبير على أرض هيلاس فيرونا صفر – 3، بينما اقتنص يوفنتوس المركز الثاني بفوزه على مضيفه بولونيا 3 - صفر، أمس، في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
وأعاد فيرونا ضيفه ميلان إلى واقعه المرير، وأكد أن الفوز الأول الذي حققه غاتوزو مع الفريق في المرحلة السابقة ضد بولونيا (2 - 1) لم يكن نقطة بداية جديدة، بل إن شيئاً لم يتغير بعد التخلي عن المدرب السابق فينتشنزو مونتيلا في 27 نوفمبر (تشرين الثاني).
كان غاتوزو قد استهل مهمته خلفاً لمونتيلا بتعادل مخيب في الدوري المحلي أمام بينيفينتو الوافد الجديد إلى الدرجة الأولى وصاحب المركز الأخير، 2 – 2، في مباراة كان الفريق فيها متقدماً حتى الوقت بدل الضائع قبل أن يسجل حارس الفريق المنافس ألبرتو برينيولي هدف التعادل، ثم خسر الثانية ضد رييكا الكرواتي (صفر - 2) في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».
وبعدما فرض سيطرته الميدانية دون أن ينجح في الوصول إلى الشباك، أنهى ميلان الشوط الأول متخلفاً بهدف سجله أنطونيو كاراتشولو في الدقيقة 24 من كرة رأسية ارتدّت إلى الشباك من العارضة، وظهر الحارس جانلويجي دوناروما الذي يواجه ضغطاً كبيراً من مشجعي الفريق بعد تجدد الحديث عن إمكان انتقاله ليوفنتوس.
وتعقدت مهمة ميلان في الدقيقة 55 عندما اهتزت شباكه مجدداً بهدف لمويز كين، بعد تمريرة من البديل البرازيلي دانيال بيسا الذي وجه الضربة القاضية إلى لاعبي غاتوزو بإضافة الهدف الثالث في الدقيقة 77 إثر هجمة مرتدة وتمريرة من رومولو سوزا.
وأكمل ميلان، الذي مني بهزيمته السابعة وتجمد رصيده عند 24 نقطة، الثواني الأخيرة بـ10 لاعبين، بعد طرد لاعب وسطه الإسباني خيسوس سوسو.
وتأتي الخسارة القاسية لميلان الذي أنفق مالكوه الصينيون مبالغ طائلة هذا الصيف من أجل محاولة إعادته لمكانته بين الكبار، بعد يومين على قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم رفض طلبه لإبرام «اتفاق طوعي» حول اللعب المالي النظيف.
وعلق غاتوزو على الخسارة قائلاً: «خلال 25 دقيقة، صنعنا الكثير من الفرص، لكن عندما واجهنا الصعوبة الأولى، وجدنا أنفسنا في موقف سيئ ودون رد فعل». ولدى سؤاله عن التأثير المحتمل لملفي دوناروما واللعب المالي النظيف على أداء اللعب، رد غاتوزو «من السهل قول: إن هذا الأمر ألقى بثقله، لكن هذا ليس صحيحاً. الأجور تصل إلى اللاعبين في موعدها، وحضور النادي جيد جداً. لا نتحدث عن أمور كهذه في غرفة تبديل الملابس».
وبات ميلان يواجه احتمال اتخاذ عقوبات بحقه على خلفية مخالفته قواعد اللعب المالي النظيف بعدما تراكمت خسائره في السنوات الثلاث الأخيرة لتصل إلى 255 مليون يورو، علماً بأن قواعد الاتحاد القاري تحدد العجز المالي الأقصى لأي نادٍ خلال 3 سنوات بـ30 مليون يورو.
وارتقى هيلاس فيرونا مرتبتين إلى المركز السابع عشر (13 نقطة)، في حين بقي ميلان سابعاً برصيد 24 نقطة بعد أن اكتفى فيورنتينا بالتعادل سلباً مع ضيفه جنوا.
واستغل يوفنتوس، بطل المواسم الستة الأخيرة، خسارة إنتر ميلان وانقضّ على المركز الثاني بفوزه على مضيفه بولونيا 3 - صفر.
ورفع يوفنتوس رصيده إلى 42 نقطة، وعاد على بعد نقطة واحدة من نابولي، وتقدم بفارق نقطتين على إنتر ميلان.
وانتظر يوفنتوس الذي سيطر على مجريات اللقاء من البداية، حتى الدقيقة 27 لافتتاح التسجيل من ركلة حرة نفذها بإتقان الدولي البوسني ميراليم بيانيتش في سقف الزاوية اليمنى.
وساهم بيانيتش في صنع الهدف الثاني عندما أرسل كرة موزونة إلى الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، تابعها بيسراه من الجهة اليمنى في أسفل الزاوية اليسرى في الدقيقة 36.
وفي الشوط الثاني، عزز الفرنسي بليز ماتويدي تقدم فريق «السيدة العجوز» بالهدف الثالث بتسديدة من داخل منطقة الجزاء. وسقط سمبدوريا، السادس، على ملعبه أمام ساسوولو بهدف لاليساندرو ماتري في الدقيقة 90، بعد أن أهدر زميله ماتيو بوليتانو ركلة جزاء في الدقيقة 83. وتغلب كروتوني على كييفو، 1 – صفر، سجله البونسي أنتي بوديمير.


مقالات ذات صلة

إيقاف مدربي الأرجنتين وتشيلي بسبب التأخر في النزول لأرض الملعب

رياضة عالمية سكالوني سيوجه فريقه من المدرجات السبت (أ.ف.ب)

إيقاف مدربي الأرجنتين وتشيلي بسبب التأخر في النزول لأرض الملعب

أعلن اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) في بيان الجمعة، إيقاف ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين، وريكاردو جاريكا مدرب تشيلي، مباراة واحدة لكل منهما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية بوستر نشره النادي القطري لخوسيلو أعلن فيه انتقال اللاعب إلى الفهود (الغرافة القطري)

«الغرافة» يتعاقد مع خوسيلو مهاجم ريال مدريد

أعلن نادي الغرافة المنافس في دوري نجوم قطر لكرة القدم اليوم الجمعة تعاقده مع خوسيلو مهاجم ريال مدريد المشارك مع منتخب إسبانيا.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية أوروغواي وفرحة سحق بوليفيا بخماسية نظيفة (أ.ف.ب)

أوروغواي تلامس دور الثمانية بخماسية في بوليفيا

بعد خسارتها في أول جولتين أصبحت بوليفيا على أعتاب الخروج من دور المجموعات للمرة الرابعة على التوالي.

رياضة عالمية لافوينتي يفكر في مواجهة جورجيا (أ.ف.ب)

«كأس أوروبا»: إسبانيا تعول على هدوئها... وجورجيا تتطلع لمفاجأة أخرى

بينما تستعد إسبانيا لمواجهة جورجيا في دور الستة عشر لبطولة أوروبا 2024 لكرة القدم يوم الأحد، سيعود للأذهان انتصارها الساحق 7 - 1 على نفس المنافس العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (كولن (ألمانيا))
رياضة عالمية ساوثغيت خلال تدريبات إنجلترا (رويترز)

«كأس أوروبا»: إنجلترا بحاجة لفرض شخصيتها أمام السندريلا «سلوفاكيا»

ستحتاج إنجلترا التي قدمت أداء باهتاً بقيادة المدرب غاريث ساوثغيت إلى فرض شخصيتها وتأكيد حضورها في بطولة أوروبا 2024 لكرة القدم أمام سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بلانكنهاين (ألمانيا))

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
TT

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

قبل 16 عاماً، فقد عثمان الكناني بصره فألمّ به خوف من فقدان صلته بكرة القدم التي يهواها منذ صغره. لكن إصراره على عدم الاستسلام دفعه إلى توظيف شغفه في تأسيس أوّل فريق للمكفوفين في العراق وإدارة شؤونه.

ويقول الرجل الذي يبلغ حالياً 51 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما فقدت بصري، عشت سنة قاسية، نسيت فيها حتى كيفية المشي، وأصبحت أعتمد في كل شيء على السمع».

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

في عام 2008، فقد المدير السابق لمكتبة لبيع الكتب واللوازم المدرسية، البصر نتيجة استعمال خاطئ للأدوية لعلاج حساسية موسمية في العين، ما أدّى إلى إصابته بمرض الغلوكوما (تلف في أنسجة العصب البصري).

ويضيف: «ما زاد من المصاعب كان ابتعادي عن كرة القدم». ودام بُعده عن رياضته المفضّلة 8 أعوام.

شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف (أ.ف.ب)

لكن بدعم «مؤسسة السراج الإنسانية» التي شارك في تأسيسها لرعاية المكفوفين في مدينته كربلاء (وسط) في 2016، شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف، حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف.

وظلّ يلعب مع هذا الفريق حتى شكّل في عام 2018 فريقاً لكرة القدم للمكفوفين وتفرّغ لإدارة شؤونه.

ويتابع: «أصبحت كرة القدم كل حياتي».

واعتمد خصوصاً على ابنته البكر لتأمين المراسلات الخارجية حتى تَواصلَ مع مؤسسة «آي بي إف فاونديشن (IBF Foundation)» المعنيّة بكرة القدم للمكفوفين حول العالم.

يتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً (أ.ف.ب)

وكانت «الفرحة لا توصف» حين منحته المؤسسة في عام 2022 دعماً ومعدات من أقنعة تعتيم للعيون وكُرات خاصة.

ويوضح: «هكذا انطلق الحلم الرائع».

ويؤكّد أن تأسيس الفريق أتاح له «إعادة الاندماج مع الأصدقاء والحياة»، قائلاً: «بعد أن انعزلت، خرجت فجأة من بين الركام».

4 مكفوفين... وحارس مبصر

وانطلق الفريق بشكل رسمي مطلع العام الحالي بعدما تأسّس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين في نهاية 2023، وتشكّل من 20 لاعباً من محافظات كربلاء وديالى، وبغداد.

ويستعد اليوم لأوّل مشاركة خارجية له، وذلك في بطولة ودية في المغرب مقرّرة في نهاية يونيو (حزيران).

ويتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد، مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً. ومن بين اللاعبين 10 يأتون من خارج العاصمة للمشاركة في التمارين.

يصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب (أ.ف.ب)

ومدّة الشوط الواحد 20 دقيقة، وعدد اللاعبين في المباراة 5، منهم 4 مكفوفون بالكامل بينما الحارس مبصر.

وخلال تمارين الإحماء، يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم.

وتتضمّن قواعد لعبة كرة القدم للمكفوفين كرات خاصة، ينبثق منها صوت جرس يتحسّس اللاعب عبره مكان الكرة للحاق بها.

ويقوم كلّ من المدرّب والحارس بتوجيه اللاعبين بصوت عالٍ.

يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً (أ.ف.ب)

بعد ذلك، يأتي دور ما يُعرف بالمرشد أو الموجّه الذي يقف خلف مرمى الخصم، ماسكاً بجسم معدني يضرب به أطراف المرمى، لجلب انتباه اللاعب وتوجيهه حسب اتجاه الكرة.

ويصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب لئلّا يصطدموا ببعضهم.

وحين يمرّ بائع المرطبات في الشارع المحاذي للملعب مع مكبرات للصوت، تتوقف اللعبة لبضع دقائق لاستحالة التواصل سمعياً لمواصلة المباراة.

تمارين الإحماء لأعضاء الفريق (أ.ف.ب)

وبحسب قواعد ومعايير اللعبة، يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً، بينما يبلغ ارتفاع المرمى 2.14 متر، وعرضه 3.66 متر (مقابل ارتفاع 2.44 متر، وعرض 7.32 متر في كرة القدم العادية).

لا تردّد... ولا خوف

وخصّصت اللجنة البارالمبية العراقية لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة راتباً شهرياً للاعب قدره ما يعادل 230 دولاراً، وللمدرب ما يعادل تقريباً 380 دولاراً.

لكن منذ تأسيس الفريق، لم تصل التخصيصات المالية بعد، إذ لا تزال موازنة العام الحالي قيد الدراسة في مجلس النواب العراقي.

ويشيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين طارق الملا (60 عاماً) بالتزام اللاعبين بالحضور إلى التدريبات «على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهونها».

اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي (أ.ف.ب)

ويوضح: «البعض ليست لديه موارد مالية، لكن مع ذلك سيتحمّلون تكاليف تذاكر السفر والإقامة» في المغرب.

ويضيف: «أرى أن اللاعبين لديهم إمكانات خارقة لأنهم يعملون على مراوغة الكرة وتحقيق توافق عضلي عصبي، ويعتمدون على الصوت».

ويأمل الملّا في أن «تشهد اللعبة انتشاراً في بقية مدن البلاد في إطار التشجيع على ممارستها وتأسيس فرق جديدة أخرى».

ودخل الفريق معسكراً تدريبياً في إيران لمدة 10 أيام، إذ إن «المعسكر الداخلي في بغداد غير كافٍ، والفريق يحتاج إلى تهيئة أفضل» للبطولة في المغرب.

وعلى الرغم من صعوبة مهمته، يُظهر المدرّب علي عباس (46 عاماً) المتخصّص بكرة القدم الخماسية قدراً كبيراً من التفاؤل.

خلال تمارين الإحماء يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم (أ.ف.ب)

ويقول: «اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي، وهذا ما يشجعني أيضاً».

ويشير عباس، الذي يكرس سيارته الخاصة لنقل لاعبين معه من كربلاء إلى بغداد، إلى أن أبرز صعوبات تدريب فريق مثل هذا تتمثل في «جعل اللاعبين متمرّسين بالمهارات الأساسية للعبة لأنها صعبة».

وخلال استراحة قصيرة بعد حصّة تدريبية شاقّة وسط أجواء حارّة، يعرب قائد الفريق حيدر البصير (36 عاماً) عن حماسه للمشاركة الخارجية المقبلة.

ويقول: «لطالما حظيت بمساندة أسرتي وزوجتي لتجاوز الصعوبات» أبرزها «حفظ الطريق للوصول من البيت إلى الملعب، وعدم توفر وسيلة نقل للاعبين، والمخاوف من التعرض لإصابات».

ويطالب البصير الذي يحمل شهادة في علم الاجتماع، المؤسّسات الرياضية العراقية الحكومية «بتأمين سيارات تنقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن التدريب للتخفيف من متاعبهم».

ويضيف: «لم تقف الصعوبات التي نمرّ بها حائلاً أمامنا، ولا مكان هنا للتردد، ولا للخوف».