بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* تعب العين
* يخلط كثير من الناس بين معاناتهم من إرهاق العين وضعف البصر، معتقدين أن الأخير هو ما يعانونه فعلا عندما يتعرضون لاضطراب مؤقت في الرؤية، ويطلبون من طبيبهم تقديم العلاج المناسب، ويصرون على تغيير درجة النظارة.
تصاب العين بالتعب والإرهاق لدرجة أن الشخص يشكو من أنه لم يعد يستطيع فتح عينيه أو أنه لا يتمكن من التركيز بشكل صحيح وطبيعي في الأجسام أمامه، وقد ينتج عن ذلك أعراض غير محددة، مثل الصداع، وألم في العين، أو تغيرات في الرؤية.
ويحدث إرهاق العين بسبب المحاولات المستمرة لعضلات العين الصغيرة، المسؤولة عن حركة عدسة العين، الانقباض لتجعل عدسة العين تركز وتحدق جيدا في الأجسام، في حين تفشل الأخيرة في الاستجابة لفقدانها المرونة بسبب كبر السن مثلا كما كانت سابقا، وعليه تتعرض هذه العضلات للتعب. كما يحدث إرهاق العين عندما يكون الشخص متعبا أو تعرضت عيناه للإجهاد بدرجة كبيرة بعد مضي ساعات طويلة في القراءة أو العمل عن قرب، مما يؤدي إلى جفاف العين وتعبها، ومن ثم صعوبة الرؤية بوضوح.
وجفاف العين يعني نقصا في كمية الدموع أو نوعيتها وهي التي ترطب وتنقي القرنية وتقي من الجفاف واضطراب الرؤية. وقد يخلط البعض إجهاد العين بالرؤية القاتمة التي تحدث بسبب عدم دخول الضوء الكافي لشبكية العين لرؤية الأشياء بوضوح، وهو ما يحدث عند المصابين بالماء الأبيض (الساد)، أو ضيق حدقة العين، تشوهات القرنية، تدلي جفن العين العلوي، أو أن تكون العين غير قادرة على نقل الإشارات إلى الدماغ كما يحدث عند المصابين بأمراض شبكية العين، الماء الأزرق، أمراض العصب البصري، وضعف الدورة الدموية.
ومن الأعراض التي ترافق تعب العين، حرقة العين التي تتحسن عادة بإغماض العين بعض الوقت أو إغماضها وفتحها عدة مرات. هذه الحالة تحدث في وجود مشكلة جفاف العين أو تهيجها (متلازمة العين الجافة)، وهي حالة شائعة جدا ترتبط بالقراءة المستمرة أو استخدام الكومبيوتر طويلا أو قيادة السيارة لمسافات طويلة، فجميع هذه الأعمال تؤدي إلى جفاف العين، ومن ثم تعب العين واضطراب الرؤية المؤقت. ولمكافحة تعب العين ننصح بالآتي:
* إجراء فحص طبي للعين.
* عمل نظارة جديدة إذا كان هناك ضعف في حدة البصر مسببا تعبا وإرهاقا للعين أثناء الرؤية.
* أداء الأعمال الكتابية في بيئة مناسبة من حيث الإضاءة الجيدة، الكتب ذات الطباعة الواضحة.. إلخ
* معالجة حساسية العين، إن وجدت، لأنها تزيد من الشعور بتعب العينين وتكوين غشاوة على القرنية.
* اختيار شاشات الكومبيوتر من النوع الجيد المضاد للسطوع الضوئي وأن تكون مائة في المائة مانعة للأشعة فوق البنفسجية، فقد أظهرت بعض الدراسات أن الإفراط في مشاهدة الشاشات الساطعة يقلل من مستويات الميلاتونين في الجسم، فيؤثر سلبا على النوم ويسبب الأرق وقلة النوم.
* أثناء العمل أمام الكومبيوتر، خذ قسطا من الراحة كل بضع دقائق بإغلاق العينين، واستعمال قطرات الدموع الاصطناعية بشكل متكرر.
* يلاحظ أثناء ممارسة ألعاب الكومبيوتر أن العينين لا ترمشان لمدة طويلة، وعليه فيجب التوقف عن اللعب كل 30 دقيقة لمدة دقيقتين للتحرك والدوران حول الكرسي لأخذ راحة للعينين ولجميع عضلات الجسم.

* فيتامين «دي» عنصر حيوي
* ارتبط فيتامين «دي» عند الكثيرين بفوائده الخاصة بتكوين العظام فقط، بينما، ومنذ ثلاثة عقود من الزمن، ظهرت لهذا الفيتامين اكتشافات حديثة عن آثاره الأخرى بعيدة المدى من مجرد كونه مهما لصحة العظام؛ فهو يدعم كل أنظمة صحة الجسم بطرق متنوعة.
تشير البحوث إلى أن ما يصل إلى 85 في المائة من الناس يمكن أن يكون لديهم نقص في فيتامين «دي» دون أن يعرفوا ذلك، مكتفين بالحد الأدنى من المستوى الصحي الذي يخفي وراءه مشكلة نقص هذا الفيتامين. كما تشير الأبحاث العلمية الحالية إلى أن جميع الخلايا والأنسجة في الجسم لديها مستقبلات لفيتامين «دي» بمعنى أن كل خلية ونسيج يحتاج لهذا الفيتامين من أجل قيامه بوظائفه بطريقة سليمة وأنه مسؤول عن تنظيم عمل أكثر من 2000 جين في جسم الإنسان. ويعتقد العلماء أن فيتامين «دي» يقدم مجموعة واسعة من الوظائف البيولوجية الأساسية المتعلقة بالكثير من الجوانب الصحية.
ومن المعروف أن بشرة الإنسان تستطيع إنتاج ما يحتاج إليه الجسم من فيتامين «دي» من التعرض المباشر لمدة عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة لأشعة الشمس يوميا، إلا أن الكثيرين يخشون التعرض لأشعة الشمس، وبالتالي يضعون الكريمات الواقية من الشمس وهي تمنع الموجات المفيدة التي تنتج فيتامين «دي» في الجلد.
فيتامين «دي» عنصر حيوي لدعم أنظمة وظائف الجسم ومنها: صحة القلب، الجلد، السمع، العيون، البنكرياس، عملية الشيخوخة، تشكيل الخلايا وإطالة عمرها، صحة المناعة، أنماط النوم، الإنجاب، صحة الأوعية الدموية، الصحة التنفسية، طبيعة المزاج والمشاعر، إدارة الوزن بما في ذلك التمثيل الغذائي وسلامة الهضم وامتصاص المواد الغذائية، صحة الشعر، العضلات وقوة العظام حيث يشجع فيتامين «دي» امتصاص الكالسيوم.
وحيث إن توفر فيتامين «دي» في الجسم، ضمن مستوياته الطبيعية، يحمي ويعزز الكثير من الوظائف، فإن نقصه يعني افتقار الجسم إلى إحدى أهم الأدوات التي يحتاجها لتمام الصحة. وأهم مصادر اكتساب فيتامين «دي» هو من خلال أشعة الشمس المباشرة على الجلد، وهي الطريقة الأكثر طبيعية للحصول على الفيتامين ومن ثم ينظم الجسم الكمية التي يحتاجها منه. أما بالنسبة لمن لا يحظون بهذه الطريقة الطبيعية فهناك البديل وهو مكملات فيتامين D3 مع ضرورة عمل اختبار مستويات فيتامين «دي» بشكل روتيني للتأكد من أن الجرعة لم تتعد الحد الأعلى المسموح به.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال