شنت وحدة مكافحة الإرهاب حملة في برلين شملت سبعة أهداف وأسفرت عن اعتقال شخصين يشتبه بأنهم قاتلوا إلى جانب «داعش» في سوريا والعراق.
شارك في الحملة، التي نفذت في الصباح الباكر من يوم أمس (الخميس)، عشرات رجال الشرطة المدججين بالسلاح، وبالتنسيق مع النيابة العامة، بحسب تصريح لمتحدثة باسم الشرطة البرلينية. وقالت المتحدثة إن الحملة شملت أشخاصاً من محيط الإسلاميين المتشددين الذين كان التونسي أنيس العامري، منفذ عملية الدهس الإرهابية في برلين، يتحرك فيه. شملت الحملة سبع شقق وأهدافاً أخرى يقع معظمها في حي نويكولن البرليني وفندقاً في غرب العاصمة. وأسفرت الحملة عن اعتقال وليد س. و محمود م. وكلاهما عاد إلى برلين بعد مشاركته في القتال في مناطق «داعش» في سوريا. وعرف الاثنان أنيس العامري، وكانا من زوار مسجد «فصلت33» الذي حظرت وزارة داخلية برلين نشاطه في فبراير (شباط) الماضي، وكان العامري من زواره المنتظمين.
وذكرت صحيفة «برلينر تسايتونغ» أن تحليل البيانات من كاميرات الفيديو قرب ساحة برايتشاد، حيث تمت عملية الدهس، كشفت أن وليد س. كان يراقب ما يجري في الساحة من خلف زجاج محل لبيع الملابس يقع مقابل الساحة مباشرة.
ورصدت الصحيفة حملة الشرطة في بناية عالية في «شارع بودابست» وطرحهم أحد المشتبه فيهم أرضاً وتقييده. ومداهمة شقة أخرى في شارع ليبشتزالي واعتقال مشتبه به آخر. كذلك مداهمة دكان لبيع الملابس مقابل ساحة برايتشايد.
وقالت الصحيفة إن الحملة شملت متشددين سافروا إلى سوريا عبر تركيا، وعادوا من مناطق «داعش» إلى برلين. ونقلت الصحيفة، عن مصادر في الشرطة، عدم وجود أدلة ملموسة على مخططات جاهزة لتنفيذ عمليات إرهابية.
وذكرت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار أن الحملة شملت متشددين من المحيط الذي كان أنيس العامري ينشط فيه. وأضافت أن الذين شملتهم الحملة راقبوا عملية الدهس ببرلين، وأن هدف الحملة هو معرفة ما إذا كانوا قد شاركوا العامري في التحضيرات.
شملت الحملة شخصاً اعترف للشرطة بأنه كان على صلة بالعامري، بحسب مصادر «بيلد». كما شملت شخصاً يشتبه بأنه قد دعماً مالياً للعامري عند تنفيذه العملية الإرهابية.
جدير بالذكر أن الإرهابي أنيس العامري (24 سنة) قاد شاحنة في سوق لأعياد الميلاد في ساحة برايتشايد ببرلين وتسبب بقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) 2016. ورصدت كاميرات الفيديو خروج العامري من مسجد «فصلت33» قبل ساعات قليلة من تنفيذه العملية الإرهابية. وتحدثت النيابة العامة عن 20 مرة زار فيها العامري مسجد «فصلت33» بين أكتوبر (تشرين الأول) ويوم 19 ديسمبر (كانون الأول) 2016.
وبعد ثلاث حملات مداهمة وتفتيش تعرض لها المسجد خلال أقل من سنة، اتضح أن 10 من زوار المسجد الأساسيين هم من المصنفين في قائمة الأصوليين «الخطرين». تجري حالياً محاكمة ثلاثة من أعضاء الهيئة الإدارية بتهمة دعم الإرهاب وتجنيد المتطوعين للقتال إلى جانب «داعش» في سوريا والعراق، يضاف إليهم عضو آخر معتقل رهن التحقيق بنفس التهمة، وعضو خامس متهم بالتحضير لعمليات إرهابية خطيرة تهدد أمن الدولة.
ويشكل الشيشانيون والأتراك معظم المترددين على مسجد فصلت.
وسبق للشرطة البرلينية ووحدات مكافحة الإرهاب، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن شنت حملات مداهمة في العاصمة الألمانية أسفرت عن اعتقال إسلامي متشدد ومصادرة أسلحة وكمية عتاد كبيرة من منزله.
وشملت الحملة آنذاك أربعة أهداف في حي راينكندورف وشارلوتنبورغ - فيلمرزدورف، وتمخضت عن اعتقال ألماني، من أصول أجنبية، عمره 40 سنة بتهمة خرق قانون حيازة السلاح والاتجار بالمخدرات. وأفادت مصادر الشرطة البرلينية أن الألماني اعتقل في مقهى للشيشة في برلين، وأنه لم يبد أي مقاومة. وصادرت الشرطة من منزله مسدسات وبنادق و20 - 30 صندوق عتاد من مختلف الأعيرة (20 ألف طلقة).
وذكر مصدر في النيابة العامة ببرلين أن الشرطة تقود تحقيقات سرية ضد المشتبه به منذ أشهر، ورصدت لديه «تصاعد الاستعداد لممارسة العنف في الفترة الأخيرة». وأكد المصدر أن الرجل يخضع للمراقبة منذ فترة بسبب علاقاته الوثيقة بأوساط المتشددين في العاصمة الألمانية. على صعيد متصل، أعلنت المحكمة الاتحادية تلقيها طعن النيابة العامة بقرار لمحكمة دسلدورف بخصوص ما يسمى «شرطة الشريعة». وكانت محكمة دسلدورف قبل أشهر أفرجت عن سبعة إسلاميين متشددين متهمين بخرق قانون لبس الأزياء أثناء التجمعات.
وذكر مصدر في المحكمة الاتحادية أن المحكمة ستصدر قرارها في الموضوع يوم 11 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأطلقت مجموعة الشباب على نفسها اسم «شرطة الشريعة»، وهم من أعمار تتراوح بين 24 - 35 سنة، وصارت تعظ الناس في مدينة فوربتال باتباع الشريعة والكف عن المحرمات. وتم اعتقالهم من قبل الشرطة، ووجهت النيابة العامة إليهم تهمة خرق فقرة «لبس الأزياء» في قانون حظر التجمعات. ولبس 6 من أفراد المجموعة، التي قادها المتهم بالإرهاب سفين لاو، صدريات برتقالية مشعة اللون كتب عليها بالإنجليزية «شرطة الشريعة». ويحرم قانون التجمعات لبس قطع الملابس أو الباجات التي تعبر عن شعارات سياسية، ولذلك فقد اعتبرت النيابة العامة لبس هذه الصدريات محاولة لفرض مفاهيم مجموعة دينية معينة على الآخرين.
ألمانيا: حملة مداهمات ضد عائدين من مناطق «داعش»
شملت سبعة أهداف وأسفرت عن اعتقال شخصين
ألمانيا: حملة مداهمات ضد عائدين من مناطق «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة