السرّاج يبلغ تركيا استنفار حكومته لإطلاق رعاياها المخطوفين في ليبيا

اتهامات لتنظيم {داعش} بقصف مطار طرابلس

السرّاج يبلغ تركيا استنفار حكومته لإطلاق رعاياها المخطوفين في ليبيا
TT

السرّاج يبلغ تركيا استنفار حكومته لإطلاق رعاياها المخطوفين في ليبيا

السرّاج يبلغ تركيا استنفار حكومته لإطلاق رعاياها المخطوفين في ليبيا

توقعت مصادر مقربة من المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، حدوث ما وصفته بمفاجآت خلال الأيام المقبلة في العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بالتزامن مع المهلة التي هدد فيها بالتدخل في المشهد السياسي إذا أخفقت مساعي السلام الراهنة التي تقودها بعثة الأم المتحدة، فيما أبلغ رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، رئيس الوزراء التركي علي يلدريم اهتمام حكومته بمصير الفنيين الأتراك الثلاثة المختطفين في ليبيا.
وقال ناشطون مقربون من قيادة الجيش، إن كتائب وميليشيات في طرابلس ستعلن ولاءها للمشير حفتر من داخل العاصمة، على نحو سيغير موازين القوة العسكرية على الأرض في المدينة، التي تسيطر عليها ميليشيات ما كان يعرف باسم عملية «فجر ليبيا»، التي خاضت معارك عنيفة عام 2014.
وكان لافتا أن مكتب الإعلام، التابع للمشير حفتر، أعاد نشر مقاطع مصورة من كلمة ألقاها حفتر في السابق، أكد فيها سيادة الوطن وحريته، متعهدا بأننا «سنصون هذه الأمانة بكل طاقتنا وقدراتنا».
وكان حفتر قد هدد قبل نحو ستة أشهر بتدخل قوات الجيش في المشهد السياسي إذا ما فشلت المساعي التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة لإقناع الفرقاء الليبيين بالتوصل إلى اتفاق سلام جديد، يستند إلى اتفاق جرى توقعيه في منتجع الصخيرات بالمغرب قبل نحو عامين.
لكن بعثة الأمم المتحدة والحكومات الغربية، الداعمة لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، استبعدت في المقابل وجود حل عسكري للأزمة الليبية، مؤكدة استمرار اتفاق الصخيرات حتى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع عقدها خلال العام المقبل.
وكان مقررا أمس أن يجتمع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، مع غسان سلامة، رئيس البعثة الأممية، لكن اللقاء تأجل بحسب ما أعلن عضو مجلس النواب، يوسف العقوري.
في المقابل، جرت اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار امعيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس، حيث أبلغ ناطق باسم المطار «الشرق الأوسط» أن حركة الطيران توقفت لمدة ساعتين على الأقل قبل استئنافها، موضحا أن الاشتباكات جرت في محيط المطار وليس داخله.
وكان لطفي الطبيب، مدير مطار امعيتيقة، قد نفى وجود أي اشتباكات في المطار، وطمأن المسافرين عبر المطار الوحيد في طرابلس بتسيير الرحلات المغادرة والقادمة للمطار بشكل طبيعي. وقال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: «لقد سُمِعت اليوم عِدّة طلقات قادمة من منطقة بعيدة نسبيا عن المطار، ولم تؤثر على حركة الملاحة، حيث تم تسيير واستقبال أكثر من رحلة إلى مطارات تونس قرطاج، والإسكندرية عبر شركة الخطوط الليبية، وشركة الأجنحة، فضلا عن الرحلات الداخلية لمطار بنينا في بنغازي».
لكن مصادر أخرى غير رسمية قالت في المقابل إن اشتباكات متقطعة جرت أول من أمس حول المطار بين قوة الردع الخاصة، وإحدى الميليشيات المسلحة في طرابلس.
وألمحت «قناة 218» إلى أن الاشتباكات جرت على خلفية نشرها معلومات عن صفقة تسليم ثمانية عناصر ينتمون لـ«داعش» ويحملون الجنسية التونسية محتجزين في أحد السجون بمنطقة تاجوراء، في مقابل مجموعة أخرى محتجزة في مصراتة إلى تونس، نظير مبالغ مالية. وقالت مصادر أمنية إن طائرة عسكرية من طراز «C130» أصيبت خلال الاشتباكات وتعرضت لأضرار، فيما توفي أحد الركاب وأصيب آخر.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث، لكن مسؤولا مقربا من العقيد الراحل معمر القذافي زعم أن تنظيم داعش هو المسؤول عن الهجوم، مشيرا إلى أن التنظيم بدأ يعيد وجوده في ليبيا عقب هزيمته مؤخرا في معاقله السابقة في العراق وسوريا.
والتزمت حكومة السراج الصمت حيال هذه المعلومات، ولم تعلق عليها رسميا، فيما قال سكان محليون إن الوضع الأمني كان معتادا مساء أمس في العاصمة.
من جهة أخرى، كشف السراج في بيان وزعه مكتبه أنه أبلغ رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي التقاه أول من أمس على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، اهتمام حكومته بمصير الفنيين الأتراك الثلاثة المختطفين منذ الشهر الماضي من محطة للكهرباء جنوب البلاد.
وأوضح السراج استنفار حكومته للقوى الأمنية بالمنطقة، من أجل إطلاق سراح المخطوفين دون أن يلحقهم أي ضرر، معتبرا أن الأزمة على طريق الحل. كما أشاد بقرار تركيا إعادة فتح السفارة التركية في العاصمة طرابلس وعودة شركات الكهرباء التركية، آملا ألا يعوق حادثة الخطف مسار التعاون المتطور في مجال الكهرباء، مشيرا إلى اتفاق الطرفين على عقد اجتماعات بين الفنيين والأجهزة الأمنية المختصة في البلدين، من أجل إزالة كل المعوقات التي تعترض عودة الخطوط الجوية التركية لاستئناف رحلاتها إلى ليبيا. إلى ذلك، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أمس، أن نحو 15 ألف مهاجر أفريقي سيتم ترحيلهم من ليبيا في غضون الشهرين المقبلين بموجب خطة طوارئ تهدف إلى وقف الانتهاكات بحقهم هناك.
وأعلن مسؤولون أوروبيون وأفارقة خطة لتسريع عمليات الترحيل «الطوعي» في قمة في أبيدجان قبل أسبوعين، لكنهم لم يحددوا جدولا زمنيا لإعادة المهاجرين الموقوفين في مراكز اعتقال حكومية في ليبيا.
وقالت موغيريني، قبيل قمة للاتحاد الأوروبي، إن عمليات الترحيل ستكون منتهية بحلول فبراير (شباط) المقبل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.