{القمة الإسلامية ـ المسيحية} في بيروت: قرار ترمب يتحدى 3 مليارات شخص

TT

{القمة الإسلامية ـ المسيحية} في بيروت: قرار ترمب يتحدى 3 مليارات شخص

طالبت المرجعيات الدينية في لبنان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرجوع عن قراره باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أن هذا القرار «يسيء إلى ما ترمز إليه مدينة القدس، وهو مبني على حسابات سياسية ويشكل تحديا لأكثر من 3 مليارات شخص».
ودعت هذه المرجعيات التي اجتمعت أمس في مقر البطريركية المارونية في بكركي، شمال شرقي بيروت «للعمل معا بغية الضغط على الإدارة الأميركية للتراجع عن هذا القرار الذي يفتقد إلى الحكمة التي يحتاج إليها صانعو السلام الحقيقيون».
وأعرب المجتمعون عن «قلقهم الشديد من أن يؤدي التفرد الأميركي بالانقلاب على قرار هام من قرارات الشرعية الدولية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، إلى الانقلاب على قرارات أخرى بما في ذلك القرار الذي يتعلق باللاجئين الفلسطينيين لمحاولة فرض تقرير مصيرهم خارج إطار العودة إلى بلادهم المحتلة».
أما مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، فشدد في كلمته على أن «القدس ليست قطعة أرض، بل هي قضية العرب التي يجب أن تكون القضية الأولى والمركزية والمحورية في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي»، معتبرا أنه «لا كرامة ولا عزة للعرب ما دامت فلسطين مغتصبة، والقدس تنتهك من العدو الصهيوني». وبدوره، أثنى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على المواقف التي اتخذها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل في القمم التي شاركوا فيها دعما للقدس.
من جهة ثانية، احتوت الحكومة اللبنانية أي تداعيات داخلية أو قانونية دولية مرتبطة بمقترح لإنشاء سفارة لبنان في القدس، عاصمة فلسطين، وذلك عبر الإعلان عن تشكيل لجنة وزارية برئاسة رئيسها سعد الحريري لدراسة المقترح ومتابعته.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أعلن أنه رفع «كتاباً إلى الحكومة لإنشاء سفارة لبنان في القدس، عاصمة فلسطين»، مشيراً إلى أنه طرح «على الرئيس الفلسطيني تبادل أراض بين لبنان وفلسطين لهذه الغاية». وأشار باسيل قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس إلى أنه طرح «على الرئيس الفلسطيني تبادل أراض بين لبنان وفلسطين لهذه الغاية».
وتتمثل التداعيات الخارجية المحتملة على إعلان مشابه باصطدامها بالقوانين الدولية، التي لم تتوصل بعد إلى تسوية للقضية الفلسطينية، ولم تبتّ القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، بحسب ما تنص عليه مقترحات «حل الدولتين». أما التداعيات الداخلية المحتملة فترتبط بـ«حزب الله» اللبناني، حليف «التيار الوطني الحر»، الذي يرفض بأدبياته السياسية حل الدولتين، ويعتبر القدس بأكملها عاصمة لفلسطين، فضلاً عن أن إعلاناً مشابهاً، وفي ظل الوضع الميداني والأمني القائم في فلسطين، يتطلب المرور بمناطق تحت سلطة إسرائيل التي يصنفها القانون اللبناني على أنها دولة عدوة.
وتريث «حزب الله» أمس قبل إبداء أي موقف، إذ أعلن ممثله في الحكومة وزير الشباب والرياضة محمد فنيش قبل اجتماع مجلس الوزراء «إننا لم نطلع على حيثياته بعد، ولم ندرس محاذيره». فيما قالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إن المقترح «تمت مناقشته وطرحت عدة آراء، حسمت لاحقاً بتشكيل اللجنة الوزارية لدراسة المقترح».
ونفى وزير البيئة طارق الخطيب أي تباين بين موقفي «حزب الله» ووزير الخارجية جبران باسيل حول هذه النقطة، موضحاً أن جميع أركان الحكومة يجمعون على موقف لبنان المتقدم فيما يخص قضية القدس، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «اقتراح باسيل جاء ضمن هذا السياق ليؤكد أن القدس لفلسطين»، وقال إن «ما طرح في مجلس الوزراء لجهة تشكيل لجنة وزارية لدراسة المقترح، ينطلق من أن الاقتراح المشابه يحتاج إلى مزيد من الدراسة والوقاية من أن يؤدي إلى ارتدادات سلبية على مستوى العلاقات الدولية، والقوانين الدولية المتعلقة بفلسطين».
وأوضح الخطيب أنه «ليكون القرار بمنتهى الدقة، تم تشكيل اللجنة الوزارية لدراسة المقترح أكثر كي لا نقع بمطبات تؤثر على العلاقات الدولية»، لافتاً إلى أن اللجنة الوزارية تتألف من رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، ووزير العدل سليم جريصاتي، ووزير المال علي حسن خليل، ووزير الشباب والرياضة محمد فنيش.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.