نجح «إيفرتون» في اجتياز المباريات الخمس الأخيرة له دون هزيمة، وبدأت لمسات المدرب الجديد سام ألاردايس تظهر بتحسن أداء الفريق خاصة بعودة يانيك بولاسي وسيمس كولمان وحصولهما على بعض المساحة للحركة.
ويشعر ألاردايس بثقة كبيرة بعدما بدأ الفريق يتذوق طعم الانتصارات والخروج من المنطقة المهددة بالهبوط.
وبدأ المدرب مفعما بالمشاعر عقب الفوز على نيوكاسل 1 - صفر وكأن عمره أقل من 63 عاما.
وقال ألاردايس: «عندما أتولى أي منصب أكون ملتزما تماما ومرتبطا بالأمر ولا أوافق على تولي المهمة تحت أي ظروف أخرى. رفضت الكثير من العروض قبل قبول عرض إيفرتون. شعرت أنه العرض المناسب لي. هذا منصب كنت أحلم به وسأقدم 100 في المائة من مجهودي».
ومنذ أيام قليلة كان إيفرتون يصارع للابتعاد عن الهبوط لكن بعد فوز ثالث وتعادل في مباراتين تقدم إلى المركز العاشر في جدول الدوري.
ولم يتوان ألاردايس في الإشادة بما فعله ليساعد إيفرتون على العودة إلى سكة الانتصارات وقال: «كان علي القيام ببعض العمل الخططي لتحسين الأداء الدفاعي وتفعيل خط الهجوم والأمور ستتحسن تدريجيا».
وكان الاختبار الأصعب لألاردايس هو مباراة الديربي أمام الجار ليفربول على استاد «أنفيلد» يوم الأحد الماضي التي خرج منها بتعادل إيجابي 1-1 وهو أوجز أحداث اللقاء على النحو التالي: «صوبوا (ليفربول) ثلاث كرات باتجاه مرمانا، بينما كان نصيبنا نحن في كرتين فقط على المرمى. ويكشف هذا أننا واجهنا فريقاً جيداً للغاية». ومع أن هذا الوصف حمل في طياته بعض التحيز، تظل الحقيقة أن النتيجة كانت أهم عن مستوى الأداء بالنسبة لمدرب «إيفرتون» الجديد، وله كل الحق في ذلك بالنظر إلى أنه لا يزال في مرحلة مبكرة للغاية من فترة عمله مع الفريق. وقد نجح «إيفرتون» في اجتياز المباريات الخمس الأخيرة له دون هزيمة، مع تعادله أمام «ليفربول» بنتيجة 1 - 1 في أعقاب فوزه على «وستهام يونايتد» بأربعة أهداف دون مقابل، وكذلك الفوز على «هيدرسفيلد» بهدفين دون مقابل والفوز أمام «أبولون ليماسول» بنتيجة 3 - 0 وأخيرا الفوز أول من أمس على نيوكاسل 1 - صفر، لكن ألاردايس يدرك جيداً أنه لا تزال أمامه مهمة كبرى يتعين عليه القيام بها.
ولا تزال علامات الاستفهام تحيط بطبيعة التشكيل الأقوى لـ«إيفرتون». الملاحظ أن الفريق استعان بتسع تشكيلات مختلفة للاعبين خلال مباريات بطولة الدوري الممتاز هذا الموسم، الأمر الذي يوجز المشكلات التي يواجهها هذا الفريق المضطرب أكثر عن أي مؤشر آخر. وتكشف حقيقة أن 22 لاعباً مختلفاً شاركوا في التشكيل الأساسي لـ«إيفرتون» على امتداد مباريات الدوري أن الفريق لا يزال يفتقر إلى هوية واضحة. من جانبه، نجح ألاردايس في دفع الفريق نحو النصف الأعلى من جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، لكن المؤكد أن مهمة صياغة رؤية واضحة للاعبين ستستغرق وقتاً.
بيد أنه ثمة أمر محدد ينبغي أن يكون واضحاً بخصوص هذا الفريق، على الأقل في ظل القائمة الحالية من الغائبين عن صفوفه، وهي أنه لا يتواءم مع فكرة الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع. جدير بالذكر أن «إيفرتون» لعب بثلاثة لاعبين في خط الدفاع في خمس مناسبات هذا الموسم واخترقت شباكه 12 هدفاً. بدلاً عن ذلك، يبدو أن الخيار الأمثل بالنسبة للفريق يكمن في تنويع أسلوب لعب بين 1 - 4 - 4 - 1 أو 3 - 4 - 3. ومع هذا، يتعين على الفريق العمل على استغلال المساحات الواسعة داخل الملعب على نحو أفضل، الأمر الذي مثل مشكلة كبرى أمامه لفترة طويلة.
الملاحظ أنه جرت الاستعانة بواين روني وغيلفي سيغوردسون للعب في مساحات واسعة اسمياً أمام «ليفربول»، في الوقت الذي بدا «إيفرتون» دون خطورة حقيقية في الهجمات المرتدة. وجاءت ركلة الجزاء التي تصدى لها روني في الدقيقة 77 من المباراة لتمثل الكرة الوحيدة التي صوبها لاعبو الفريق من داخل منطقة مرمى «ليفربول». وبالنظر إلى افتقار إيفرتون إلى الخطورة في المساحات الواسعة، فإن ألاردايس سيشعر بالسعادة بالتأكيد بعودة يانيك بولاسي بعد تعافيه من الإصابة للمشاركة في صفوف فريق الشباب تحت 23 عاماً في مواجهة «ليستر سيتي»، مساء الاثنين. ومن الممكن أن تشكل عودة بولاسي نقطة تحول حقيقية بالنسبة للفريق.
من جهته، قال بولاسي، بعد أن نال فرصة المشاركة خلال النصف ساعة الأخيرة من المباراة من جانب ديفيد أنسورث: «كان اللعب من جديد تجربة مؤثرة للغاية بالنسبة لي. عندما دخلت أرض الملعب، انتابني شعور جيد. وكنت على علم منذ أسبوعين أنني سأشارك في هذه المباراة. وأرى أن الفريق في الوقت الحالي يبلي بلاءً جيداً للغاية، لذا سيتعين على المرء النضال من أجل ضمان المشاركة في صفوفه، لكنني لست في عجلة من أمري. إنني أدرك جيداً ماهية دوري لأن الغياب عاماً عن كرة القدم يعني أنني سوف أستغرق شهراً أو اثنين قبل أن أعود للفريق بشكل حقيقي. ومع هذا، يبدو الأمر الأساسي هنا أنني أشعر بأنني على ما يرام. الحقيقة أن مجرد استنشاق رائحة العشب في أرض الملعب خلق داخلي شعوراً رائعاً».
من ناحية أخرى، لا يمكننا الاستعانة بأي من الأوصاف التي جرى إطلاقها على أداء «إيفرتون» الرديء هذا الموسم في وصف مستوى بولاسي. في الواقع، يتمتع اللاعب الذي يشارك في مركز الجناح بالسرعة والابتكار وصعوبة التكهن بتحركاته، وهي عناصر يفتقر إليها «إيفرتون» بوضوح. ويعتبر بولاسي، اللاعب الدولي المنتمي إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، واحداً من أفضل لاعبي بطولة الدوري الممتاز على الإطلاق عندما يكون في أفضل حالاته. اللافت أنه من العسير للغاية توقع تحركات بولاسي لدرجة أنه في بعض الأحيان يبدو أن اللاعب نفسه ليست لديه أدنى فكرة عن الخطوة التالية له.
جدير بالذكر أن «إيفرتون» ضم بولاسي من «كريستال بالاس» مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، وقد امتلك اللاعب بالفعل السمات التي افتقر إليها «إيفرتون» على وجه التحديد هذا الموسم. ومن المنتظر أن يضفي بولاسي على الفريق سرعة في الأداء، وكذلك الحال مع سيموس كولمان، الذي عاود الانضمام إلى التدريب في أعقاب معاناته من تمزق مزدوج في ساقه اليمنى في مارس (آذار).
يذكر أن كولمان وقع عقداً جديداً لمدة خمس سنوات مع النادي في مايو (أيار)، ومن المعتقد أن «إيفرتون» سيبدو في صورة مختلفة تماماً عندما يصبح اللاعبان في كامل الاستعداد. المعروف أن لاعب الظهير الأيمن كان عنصراً محورياً في طرفي الملعب على امتداد سنوات، بينما قدم بولاسي بداية ممتازة في «ميرسيسايد» قبل أن يتعرض لإصابة في الرباط الصليبي بالركبة خلال مباراة أمام «مانشستر يونايتد» ديسمبر (كانون الأول) الماضي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من الفريقين.
وخلال المباريات الـ12 التي شارك في التشكيل الأساسي بها مع الفريق، كان للاعب البالغ 28 عاماً دور مباشر في تسجيل خمسة أهداف وحقق مهارة التحكم في الكرة بمتوسط 2.8 للمباراة. وكي نرى هذه الأرقام في إطار مناسب، ينبغي الإشارة هنا إلى أنه من بين لاعبي الموسم الماضي الذين شاركوا في التشكيل الأساسي أكثر عن مرتين مع «إيفرتون» هذا الموسم، يعتبر إدريسا غاي منافسه الأقرب بمتوسط إبداء مهارة تحكم في الكرة 0.8. ومن بين اللاعبين الذين شاركوا بالتشكيل الأساسي خمس مباريات على الأقل هذا الموسم، نجد أن دومينيك كالفرت ليوين يتصدر القائمة من جديد بـ0.8. واللافت أن متوسط مهارة التحكم في الكرة لـ«إيفرتون» ككل هذا الموسم والبالغ 5.6 للمباراة يعادل فقط ضعف المتوسط الذي حققه بولاسي بمفرده.
وبالنظر إلى طبيعة إصابته ونمط اللعب الذي يشكله بولاسي، فإنه من المهم لـ«إيفرتون» ألا يتعجل في إعادته لصفوف الفريق بعد عام قضاه بعيداً عن الملاعب. المعروف أن تمزق أربطة الركبة إصابة بمقدورها تدمير مستقبل أي لاعب يفرط في الاعتماد على السرعة والقوة والنشاط. ومع ذلك، فإنه بمجرد استقراره وكولمان داخل صفوف الفريق مع بزوغ فجر العام الجديد ـ في ظل توقعات بعودة اللاعب الآيرلندي في يناير (كانون الثاني)، ينبغي أن يصبح «إيفرتون» بذلك قوة يحسب لها ألف حساب. بالنسبة للجماهير، فإنه سيتعين عليها التحلي بالصبر، وربما الرضا بمستويات من الأداء شبيهة بما قدمه الفريق أمام «ليفربول» على امتداد الأسابيع القليلة المقبلة، لكن تبقى الحقيقة أن فريقاً أكثر إثارة بكثير تبدو بشائره تلوح في الأفق.
ألاردايس في مواجهة لاعبيه
ولكي تكتمل انتفاضة سام ألاردايس يتوقع أن يواجه كل لاعبي الفريق الأول في «إيفرتون» للاستفسار حول مدى رغبتهم في الاستمرار مع النادي في المستقبل قبل أن يضع اللمسات النهائية على خططه المرتبطة بموسم انتقالات يناير.
ويرغب ألاردايس في ضم هداف مخضرم عندما يعاود موسم الانتقالات فتح أبوابه في أعقاب إخفاق النادي في إيجاد بديل مناسب محل روميلو لوكاكو في الصيف. من جهته، أقر ألاردايس أن أولى الصفقات التي يبرمها «يجب أن تكون مناسبة بالنسبة لـ(إيفرتون) ومستقبلي أنا شخصياً هنا، ذلك أن إبرام صفقات انتقال رديئة سيكبدني ببساطة منصبي».
إلا أنه في ظل وجود 31 لاعباً بالفريق الأول، يبدو المدرب البالغ 63 عاماً مستعداً لبيع أصول من اللاعبين الذين يعتبرون أنفسهم فائضين عن حاجة الفريق. ومن المقرر أن يوجه ألاردايس سؤالاً مباشرا إلى كل فرد بالفريق خلال اجتماعات يعقدها وجهاً لوجه معهم حول مدى رغبة كل منهم في البقاء.
وقال ألاردايس: «إذا تحلى اللاعبون بالصدق الكافي عندما أتحدث إليهم واحداً تلو الآخر وجهاً لوجه، فإنني في النهاية سأتعرف بوضوح حول من يرغب في البقاء ومن يود الرحيل. أما إذا رغب البعض في إرجاء اتخاذ قرار بهذا الشأن لفترة أطول بعض الشيء ورؤية ما سيتمخض عنه موسم انتقالات يناير من فرص، فإنني سأضطر في هذه الحالة إلى تولي زمام الأمور بنفسي».
وأضاف ألاردايس: «لا أرغب في وجود شخص هنا لا يود البقاء... ربما يرغب البعض في الانتقال إلى ناد آخر لأن الأمور لم تسر على ما يرام بالنسبة لهم هنا أو أنهم لم يشعروا بالاستقرار بالصورة التي توقعوها. وحتى انطلاق موسم الانتقالات الجديد، لا تزال هناك فرصة قائمة أمام هؤلاء».
جدير بالذكر أن دافي كلاسن الذي ضمه النادي من «أياكس» مقابل 23.6 مليون جنيه إسترليني ومهاجم نادي «ملقة» السابق ساندرو راميريز ينتمي كلاهما إلى هذه الفئة من اللاعبين التي عانت من أجل ترك بصمة ملموسة على الفريق منذ انضمامهما إلى النادي في الصيف. من ناحيته، يصر ألاردايس على أن كل لاعب يملك فرصة صياغة استراتيجية الانتقال الخاصة به على امتداد الأسابيع القادمة.
وقال: «في الوقت الحالي، نود ضم هداف. لقد أبلى دومينيك كالفرت ليوين بلاءً حسناً، وسجل عمر نياسي بضعة أهداف. في الواقع، تكمن المهمة الأصعب على الإطلاق في ضم لاعبين قادرين على تسجيل أهداف ونأمل في أن نعثر على ضالتنا. وإذا لم يتحقق ذلك، سنضطر إلى محاولة دفع ساندرو نحو تقديم المزيد».
وأوضح المدرب أنه: «عندما يكون الجميع في حالة جيدة، يصبح لدينا 31 لاعباً. وفي هذه المرحلة المبكرة من عملي مع النادي، فإن ضم مزيد من اللاعبين يعني التفكير فيمن سيأتي بديلاً عن أحد لاعبينا وهل أنا على استعداد لبيع اللاعبين أو تدويرهم في التشكيل الأساسي لبعض الشيء؟ لا أود أن أجد نفسي في موقف حرج في يناير. وآمل أن يثبت لي اللاعبون أنني لست بحاجة ماسة لضم أي عناصر جديدة وأن الأمور ستسير على ما يرام خلال هذا الموسم. وسيكون هذا عنصراً محورياً خلال فترة الاستعداد لانطلاق الموسم الجديد العام المقبل. الحقيقة أن أصعب فترات العام فيما يخص ضم لاعبين جدد وأعلاها تكلفة، يناير».
ويأمل ألاردايس في تعيين طبيب نفسي في «إيفرتون» الأسبوع المقبل. من جانبه، فإن كونجو كيني على وشك توقيع عقد جديد مع النادي يستمر حتى عام 2022. ومن المحتمل أن يكون دومينيك كالفرت ليوين الاسم التالي في قائمة اللاعبين الذين يوقعون تعاقدات جديدة مع النادي.
والأمر الذي سيدفع ألاردايس أكثر للتحرك في سوق الانتقالات هو شعوره بالقلق من كثرة الإصابات في فريقه وخشية أن يؤثر ذلك على صحوة الفريق في الآونة الأخيرة وخاصة مع كثرة المباريات خلال فترة الأعياد خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) إلى بداية يناير.
ويعد الجناح بولاسي هو الوحيد بين سبعة مصابين في إيفرتون الذي يقترب من العودة لصفوف الفريق الأول بينما يطمح الفريق لتعزيز مسيرته الخالية من الهزيمة بعد أن حقق 3 انتصارات وتعادلين في آخر 5 مباريات.
وقال ألاردايس: «يغيب عن تشكيلتنا كل من مارتن ستيكلنبرغ وليتون بينز وشيموس كولمان وروس باركلي وراميرو فونيس موري وجيمس مكارثي وبولاسي».
وأضاف: «يغيب عن الفريق الكثير من كبار اللاعبين ونحقق نتائج طيبة وسنتحسن أكثر وأكثر عندما يعود هؤلاء اللاعبون... علينا إعادتهم إلى الفريق في أقرب فرصة ممكنة. نتطلع لعودتهم».
وتحت قيادة ألاردايس ابتعد إيفرتون عن منطقة الخطر وتقدم للمركز العاشر لكن المدرب ألغى الاحتفال بالأعياد من أجل الحفاظ على تركيز لاعبيه خلال هذه الفترة.
وقال المدرب عن ذلك: «أبلغت اللاعبين بأنني سأعوضهم عن ذلك عند الوصول لمركز أفضل بعد الأعياد في يناير».
وبعد مواجهة نيوكاسل سيخوض إيفرتون خمس مباريات في الدوري الإنجليزي خلال أسبوعين فقط.
ألاردايس يقود انتفاضة إيفرتون بنجاح
اجتاز المباريات الخمس الأخيرة من دون هزيمة وخرج بالفريق من الدائرة المهددة بالهبوط
ألاردايس يقود انتفاضة إيفرتون بنجاح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة