«كراميل» دراما اجتماعية رومانسية لبنانية تخطف أبصار المصريين

استطاع المسلسل اللبناني «كراميل»، الذي يعاد عرضه حاليا على شاشات القنوات الفضائية المصرية والعربية المفتوحة، بعد عرضه للمرة الأولى في شهر رمضان الماضي على إحدى القنوات المشفرة، لفت أنظار الجمهور المصري حوله، بسبب أحداثه الدرامية والاجتماعية المشوقة، بعدما نال استحسان الكثيرين في مصر ولبنان وبعض الدول العربية الأخرى بعد إتاحته لقطاع كبير من الجمهور. و«كراميل» اللبناني، مقتبس عن مسلسل روسي، يحمل نفس الاسم من إخراج أوانبيك بايالييف، وفلوزا فارخشاتوفا.
تدور أحداث المسلسل حول فتاة تدعى «مايا» (ماغي بوغصن)، كانت تعشق تناول الكراميل، وتعيش حياة روتينية مع والدتها «جومانة» (مي صايغ)، حتى تناولت ذات مرة حبة كراميل، أكسبتها قدرات خارقة، مكنتها من قراءة أفكار الرجال، وما يدور في أذهانهم. ما أدى إلى ابتعادها عن خطيبها، لأنها استطاعت قراءة أفكاره، ثم تقابلت مع رجل الأعمال «رجا» (ظافر العابدين)، الذي كان عائدا من فرنسا إلى لبنان من أجل تأسيس شركة خاصة به في مجال الأدوية، بعدما تقدمت للالتحاق بالعمل بها. وبدأت «مايا» في التقرب من «رجا»، وظلت تساعده في حياته العملية والشخصية، حتى نشأت بينهما علاقة رومانسية في إطار مغلف بالكوميديا الخفيفة، التي تتعلق بمسار الأحداث الاجتماعية المثيرة والمشوقة.
قالت الفنانة اللبنانية ماغي بوغصن لـ«الشرق الأوسط»: عن دورها في هذا المسلسل «عندما عُرض علي العمل، شعرت أنني أمام حالة فنية متكاملة. وعلى الرغم من أننا جميعا نتمنى أن نتناول تلك الحبة، التي تجعلنا نستطيع أن نقرأ أفكار الآخرين، وما يدور في أذهانهم، فإن مجريات الأحداث ستكشف أن هذا الشيء بشع للغاية وليس جيدا على الإطلاق، وهو ما أبرزه المسلسل».
وتابعت قائلة: «كراميل مسلسل ينتمي للدراما الاجتماعية، والرومانسية، وقد يعتقد البعض أن المسلسل كوميدي، لأن بعض المشاهد الكوميدية به ليست مفتعلة، وهذا هو سر نجاحه، هو خليط بين أشكال مختلفة من الدراما.
ومن جهتها قالت الفنانة كارمن لبس، لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس دورها في العمل: «هذا المسلسل كان بمثابة تحدٍ كبير، لأنه أول عمل رومانسي كوميدي أقوم به، وليس عملا كوميديا بحتا، كما أن الشخصية التي قدمتها كانت شخصية شريرة، ومعتقدة تماما أن المال هو السلطة وأنها به تستطيع أن تملك الدنيا، وتربت على أن كل شيء تريده وتحلم به لا بد أن تحصل عليه»، لافتة إلى أن «الصعوبة كانت تكمن في وجود كل تلك الصفات الشريرة، في إطار من الكوميديا، لكن الحمد لله استطعت أن أوصل هذا الشكل للمشاهدين بشكل جيد، فالعمل حقق نجاحا كبيرا عند عرضه».
إلى ذلك قال الفنان التونسي ظافر العابدين، بطل المسلسل في تصريحات صحافية: «العمل يعتمد على كوميديا الموقف، وهي أقوى أنواع الكوميديا، بالإضافة إلى كونه عملا اجتماعيا رومانسيا لا يخلو من عنصر الإثارة والتشويق». ولفت إلى أن كل هذه العناصر أدت إلى نجاح العمل.
بينما قال مؤلف المسلسل، الكاتب السوري، مازن طه عن اقتباسه لهذا العمل، في تعليق نشره على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «عندما عرضت علي الشركة المنتِجة مشروع العمل الذي اقتبست مكوناته الأصليّة من شركة روسيّة، كان شرطي الأساسي، أن أكتفي بأخذ الفكرة، وكتابة العمل وفق منظور مختلف، ورؤية خاصّة أكثر مواءمة للمجتمع الشرقي، ووافقت الشركة على طلبي هذا، وأعطتني كامل الحريّة والمساحة لكتابة النص، وقمت باقتباس الفكرة، وغيّرت من تكوين ومسارات الشخصيّات التي كانت موجودة، وأضفت شخصيّات وخطوطاً دراميّة جديدة».
وأضاف: «حذفت أيضا عدداً من الخطوط، وغيّرت من حبكة العمل الأساسيّة، وتقاطعات الشخصيّات، لنصل إلى الشكل الحالي للعمل المعروض حالياً... أي أنّني لم أقتبس من العمل الأصلي إلا نحو 10 في المائة، وهو أساساً حقّ مشروع، على اعتبار أنّ الشركة المنتجة، قد اشترت (الفورمات) وكامل الحقوق، وقد تمّت الإشارة إلى ذلك في تيترات المسلسل».
وتابع الكاتب السوري قائلا: «كتبنا المسلسل وفق تجربة ورشة العمل، التي تضمّنت جلسات حواريّة طويلة، جمعتني مع المخرج، وبطلة العمل، وباقي الأبطال لمناقشة كلّ حلقة على حدة، فنحن أمام حالة اقتباس جزئيّة، مدفوعة الثمن ومشروعة وقانونيّة».