بيّن تقرير أنجز في إسرائيل أن غالبية الإسرائيليين قلقون من أشكال ممارسات الحكم في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأنها تؤدي، في نظرهم، إلى تقليص حاد في قيم الديمقراطية وحرية الرأي، وأظهروا خيبة أملهم تجاه كل مؤسسات الحكم وأحزاب المعارضة، باستثناء الجيش، الذي ظل يتربع على قمة المؤسسات التي يحترمها الإسرائيليون.
وأظهر التقرير، الذي تسلمه الرئيس رؤوبين ريفلين، والذي يحلل «مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية» الجديد لسنة 2017، أن هناك تحسنا في تقييم الإسرائيليين للحالة العامة للبلاد، حيث قال 48 في المائة إن الوضع جيد، مقارنة مع 36.5 في المائة في العام الماضي. ومع ذلك يعتقد 45 في المائة من الإسرائيليين أن النظام الديمقراطي في إسرائيل يواجه خطرا كبيرا. وقال 58 في المائة من المستجوبين أنهم يعارضون فكرة انتزاع صلاحية المحكمة العليا بإلغاء القوانين التي تشرعها الكنيست. فيما أكد 65 في المائة من المستجوبين أن السياسيين منقطعون عن احتياجات ناخبيهم.
وبخصوص تقييم أداء مؤسسات الدولة، أوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي يتمتع بأكبر قدر من الثقة، وذلك بنسبة 81 في المائة، يليه رئيس الدولة بنسبة 65 في المائة، ثم المحكمة العليا بنسبة 56 في المائة. كما يعتقد 56 في المائة أن وسائل الإعلام تصف الوضع في البلاد أسوأ مما هو عليه، في حين أن 74 في المائة يعارضون قانونا يسمح بإغلاق وسائل الإعلام التي تنتقد سياسة الحكومة.
وعند تفصيل هذه المعطيات للتمييز ما بين مواقف المواطنين اليهود والمواطنين العرب، تنجلي هوة في الإجابات. فعلى مستوى الثقة بمؤسسات الدولة في وسط اليهود، تبين أن نسبة الثقة في الجيش تصل إلى 88 في المائة، وبرئيس الدولة 71 في المائة، وبالمحكمة العليا بنسبة 57 في المائة، وبالمستشار القضائي للحكومة بنسبة 44 في المائة، وبالشرطة بمعدل 42 في المائة، وبالحكومة بنسبة 30 في المائة، وبالكنيست بنسبة 27 في المائة، وبالأحزاب بنسبة 15 في المائة. أما على مستوى ثقة العرب بمؤسسات الدولة، فقد تبين أن نسبة الثقة بالمحكمة الشرعية تصل إلى 59 في المائة، وبالمحكمة العليا إلى 54 في المائة، فيما تصل الثقة بالجيش إلى 41 في المائة، وبرئيس الدولة 34 في المائة، وبالمستشار القضائي للحكومة 31 في المائة، وبالشرطة 29 في المائة، وبالحكومة 22.5 في المائة، وبالكنيست 19 في المائة، وبالأحزاب بنسبة 16 في المائة.
وأظهرت المعطيات أيضا أن المصدر الرئيسي للأخبار هو التلفزيون بنسبة 53 في المائة، وفي الدرجة الثانية الصحافة المطبوعة بنسبة 28 في المائة، تليها الإذاعة بنسبة 26 في المائة. وقال 26 في المائة من المستطلعين إن شبكات التواصل الاجتماعي هي مصدر المعلومات السياسية المركزية لهم في القضايا الإخبارية.
وينشر هذا المؤشر في كل سنة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية. ومن تفاصيل نتائجه أن 45 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون بأن النظام الديمقراطي في إسرائيل في خطر شديد، و51.5 في المائة يعتقدون بأن جزءا من القوانين التي سنها الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في السنوات الأخيرة يمس بالطابع الديمقراطي للدولة، فيما يعتقد 68 في المائة أن أعضاء الكنيست لا يجتهدون في عملهم، كما يعتقد 64 في المائة أن الطريقة التي تعالج بها الحكومة المشكلات الأساسية للدولة ليست جيدة، بينما يعتقد 67 في المائة من المستجوبين أن المعارضة في إسرائيل لا تقوم بدورها كما يجب، بينما يعتقد 80 في المائة من الإسرائيليين أن السياسيين يهتمون بمصالحهم الشخصية أولا.
ويكشف التقرير عن مدى تفاقم العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، حيث أيد نصف اليهود تقريبا رصد ميزانيات للبلدات اليهودية أكثر من العربية، وأن ثلثي اليهود يؤيدون أن تتخذ القرارات العامة للدولة في الشؤون المصيرية مثل قضية السلام وقضايا الأمن فقط بأغلبية يهودية.
وقال يوحنان بلسنر، رئيس معهد الديمقراطية، إن «نتائج مؤشر الديمقراطية تكشف أن الديمقراطية الإسرائيلية في أزمة مستمرة، ولا يوجد ما يشير إلى تغيير في الاتجاه. وتشير النتائج في هذا العام إلى عدم توافق جوهري وعميق بين المجموعات المركزية في المجتمع الإسرائيلي في تعريف طابع وهوية الدولة والأفضل المشترك. فالخلافات الجوهرية في الرأي في إسرائيل ليست بين العرب واليهود فقط، وليست فقط على خلفية التوترات في المجال السياسي والأمني».
45 % من الإسرائيليين يتخوفون على مستقبل الديمقراطية في بلدهم
45 % من الإسرائيليين يتخوفون على مستقبل الديمقراطية في بلدهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة