ماكرون يسعى لتمويل اتفاقية المناخ بعد انسحاب ترمب

الرئيس الفرنسي يختار 13 عالماً من الولايات المتحدة للبحث البيئي

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقاء عدد من السياسيين ورجال الأعمال (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقاء عدد من السياسيين ورجال الأعمال (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يسعى لتمويل اتفاقية المناخ بعد انسحاب ترمب

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقاء عدد من السياسيين ورجال الأعمال (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقاء عدد من السياسيين ورجال الأعمال (أ.ف.ب)

يحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الدول الغنية والشركات العالمية، اليوم (الثلاثاء)، على زيادة «تمويل المناخ» لتسريع جهود مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض ودعم الدول الأكثر فقراً في مواجهة آثار التغير المناخي.
ويستضيف ماكرون قمة «كوكب واحد» بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتوقيع اتفاقية «باريس للمناخ» التي اتفقت فيها نحو 200 حكومة على إنهاء الاعتماد الكثيف على الوقود الأحفوري، والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وكان الرئيس الفرنسي قد انتقد انسحاب الولايات المتحدة وحدها من اتفاق باريس بشأن المناخ في وقت سابق من العام الحالي، ووصفه بأنه «شديد العدائية» عقب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يونيو (حزيران) من الاتفاقية.
جاءت تصريحات ماكرون، التي أدلى بها لشبكة «سي بي إس» الأميركية، عشية قمة عقدها للاحتفال بالذكرى الثانية لاتفاق باريس بشأن المناخ، واقتراح سبل لتعزيز الاستثمار في العمل المناخي.
وفي المقابلة، قال ماكرون إن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق خلق «قوة دفع مضادة»، حيث أجبر الدول الأخرى والقطاع الخاص على الرد.
وقال ماكرون: «إذا قررنا عدم التحرك، ولم نغير طريقتنا ذات الصلة بالإنتاج أو الاستثمار أو التصرف، فإننا سنكون مسؤولين عن مليارات الضحايا».
وأوضح ماكرون أنه يعتقد أن ترمب سوف يغير رأيه، وأنه سيرحب به مجدداً إذا عاد إلى الاتفاق. لكنه قال إن فرنسا «غير مستعدة لإعادة التفاوض» حول شروط الاتفاق متعدد الأطراف.
وحددت فرنسا أمس (الاثنين) أول 18 عالماً دولياً في مجال البيئة للاستفادة من فرص البحث التي أعلنها ماكرون، رداً على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس حول تغير المناخ.
وسيحصل الفائزون الـ18، ومن بينهم 13 عالماً من الولايات المتحدة، على إقامة طويلة الأجل في المؤسسات البحثية الفرنسية.
وتتراوح المشاريع بين الرصد عالي الدقة لـ«النظام الأرضي»، من خلال دراسات عن تأثير تغير المناخ على الكائنات الحية، إلى إدارة الكربون من أجل الحد من استخدام الكربون الأحفوري.
وقال ماكرون للفائزين خلال فعالية في باريس: «ما تظهرونه هنا هذا المساء، في ظل التزامكم بالمشاريع التي تم اختيارها هو أننا لا نريد تغير المناخ. ونحن بإمكاننا أن ننتج، ونخلق فرص العمل، ونفعل الأشياء بشكل مختلف إذا قررنا ذلك».
وكان الفائزون الذين تم تحديدهم أمس (الاثنين) هم أول من يتم اختيارهم من بين 450 عالماً أعربوا عن اهتمامهم بالموقع makeourplanetgreatagain.fr، الذي يهدف إلى تلقي ردود على دعوة ماكرون.
ويشارك نحو 50 من زعماء العالم في قمة باريس، من بينهم الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، وزعماء دول تواجه ضرراً كبيراً بسبب التغير المناخي مثل تشاد ومدغشقر وبيرو.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.