عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> وليد اليعقوب، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، التقى في مقر السفارة ببيروت، وفد مجلس الأعمال اللبناني - السعودي، برئاسة رؤوف أبو زكي. وجرى خلال اللقاء بحث أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ولبنان في مختلف المجالات، لا سيما على صعيد الأمور التي تتعلق بمهام المجلس.
> عباس مصطفى أحمد، السفير السوداني، قدم أوراق اعتماده لرئيس أذربيجان، إلهام حيدر علييف، سفيراً فوق العادة ومفوضاً لجمهورية السودان لدى باكو. وتناول اللقاء مسيرة العلاقات بين البلدين وأهمية دفعها وتطويرها، حيث تطابقت رؤى القيادة السياسية في البلدين فيما يتعلق بأهمية تطوير شراكة اقتصادية بين البلدين واستمرار الدعم والتنسيق السياسي في المحافل الدولية وخلق آلية مشتركة لدفع التعاون الاقتصادي والثقافي.
> الدكتور خالد عبد الغفّار، وزير التعليم العالي في مصر، وقع على هامش مشاركته في منتدى أفريقيا 2017 مذكرة تفاهم بالأحرف الأولى مع جامعة ريجينت بيزنس سكول بجنوب أفريقيا لإنشاء فرع للجامعة بالقاهرة. وقال الوزير إن هذه الاتفاقية تأتي في إطار التوسع في منظومة التعليم بشكل عام التي تدعمها الدولة بشكل متكامل.
> الشيخ عزام مبارك الصباح، عميد السلك الدبلوماسي سفير الكويت لدى البحرين، شارك في فعاليات المنتدى الـ13 لحوار المنامة 2017 الذي تستضيفه البحرين. وأكد الشيخ عزام حرص الكويت على دعم الجهود الدولية كافة في محاربة الإرهاب والتطرف، مشدداً على أهمية المنتدى الذي يشارك فيه الخبراء العسكريون والأمنيون لبحث أهم القضايا وتبادل الآراء والأفكار والرؤى في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيداً بالجهود المبذولة التي يقوم بها القائمون على تنظيم فعاليات منتدى حوار المنامة.
> حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع في الإمارات، افتتحت «جناح الصنعة» الذي يقام للسنة التاسعة على التوالي وبدعم من إدارة القرية العالمية بمشاركة 50 أسرة منتجة وذلك في إطار حرصها على دعم وتمكين الأسرة الإماراتية المنتجة اقتصاديا. وقالت «حصة» إن الوزارة حريصة على دعم الأسرة الإماراتية التي تعتبر من أولويات اهتمام الحكومة في تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي بما ينسجم مع اهتمام القيادة الرشيدة بالأسرة الإماراتية.
> السفير جمال فارس الرويعي، المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة، شارك في اجتماع الجمعية العامة بالأمم المتحدة الذي عقد لمناقشة بند ثقافة السلام. وأكد السفير أن ظواهر التعصب والتطرف لا يمكن دحرها إلا من خلال بناء وتنمية ثقافة السلام على المستويات الوطنية والدولية من خلال ترسيخ مبادئ الحوار والتعايش السلمي والتنمية المستدامة واحترام حقوق الإنسان، مضيفاً أن تاريخ وموقع البحرين الجغرافي علاوة على تراثها الإنساني جعلها ملتقى للتعايش بين معتنقي الديانات والثقافات المختلفة والمجتمع البحريني.
> أشرف دبور، سفير دولة فلسطين في بيروت، التقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. وأعرب «دبور» عن شكره وتقديره باسم القيادة الفلسطينية للموقف اللبناني الرسمي والحزبي والشعبي الموحد ضد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب الصادر باعتبار القدس عاصمة دولة الاحتلال.
> الدكتورة عبير بسيوني رضوان، سفيرة مصر لدى بوروندي، أقامت احتفالية بمناسبة مرور 54 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأكدت السفيرة، في كلمتها، عمق العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، وتبادل الزيارات بين الجانبين وآخرها وجود وفد من بوروندي، برئاسة النائب الثاني لرئيس الجمهورية، في مدينة شرم الشيخ حاليا للمشاركة في منتدى (أفريقيا 2017)، والذي استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي.
> الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، شارك في احتفالية «جسور» التي نظمتها الوزارة ضمن احتفالاتها باليوم الوطني الـ46. وأكد الشيخ نهيان، في كلمته، أن دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً تمثل أنموذجاً فريداً ومتطوراً في التسامح والسلام والتعايش والوئام واحترام التعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وطائفياً والتمسك بالقيم النبيلة التي جبلتنا عليها فطرتنا الإنسانية السوية، مشيداً بالإنجازات التي تحققت وما زالت تتحقق في جميع ربوع أرض الإمارات.
> الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، ألقى محاضرة عن «أسرار الفراعنة» في جامعة الزقازيق بحضور أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة، في إطار سلسلة المحاضرات التي يلقيها بالجامعات المصرية. وقال «حواس» إن عشق العمل وإتقانه هو سر النجاح، وإنه من المهم الاستماع وتقبل الرأي والرأي الآخر، وطالب الطلاب بأن يكونوا سفراء لمصر في الداخل والخارج.
> الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، منحها الاتحاد البرلماني العربي «جائزة التميز البرلماني لفئة رؤساء البرلمانات العربية» تقديراً للإسهامات البرلمانية المتميزة لها على المستويين الوطني والعربي والصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك خلال أعمال الدورة الـ22 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي التي عقدت بالرباط..



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)