«الآزوري».. مرشح صامت للفوز بكأس العالم

برانديللي أخرجه من قائمة «المحتملين الستة»

بيرلو في تدريبات المنتخب الإيطالي استعدادا للمونديال (رويترز)
بيرلو في تدريبات المنتخب الإيطالي استعدادا للمونديال (رويترز)
TT

«الآزوري».. مرشح صامت للفوز بكأس العالم

بيرلو في تدريبات المنتخب الإيطالي استعدادا للمونديال (رويترز)
بيرلو في تدريبات المنتخب الإيطالي استعدادا للمونديال (رويترز)

رغم تصريحات مديره الفني بشأن عدم وجود الفريق ضمن المرشحين للمنافسة على اللقب، يبدو المنتخب الإيطالي لكرة القدم، أكثر من أي وقت سابق، قادرا على المنافسة بقوة على اللقب العالمي.
ويطمح المنتخب الإيطالي (الآزوري) إلى أن يصبح أول فريق أوروبي ينتزع لقب كأس العالم في أميركا الجنوبية عندما يخوض فعاليات بطولة كأس العالم بالبرازيل، كما يأمل معادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب البطولة الذي ينفرد به المنتخب البرازيلي برصيد خمسة ألقاب.
وقال تشيزاري برانديللي المدير الفني لـ«الآزوري»: «هناك على الأقل ستة منتخبات أكثر قوة ولديها لاعبون أفضل من منتخبنا. لسنا بين أقوى الفرق، ولكننا نستطيع الفوز في مواجهة أقوى الفرق».
وفي 2010، أصبح المنتخب الإسباني أول فريق أوروبي يفوز بلقب المونديال خارج حدود القارة الأوروبية، ولكن ممثلي القارة العجوز فشلوا حتى الآن في إحراز أي لقب للمونديال في الأميركتين، حيث ذهبت ألقاب البطولات السبع التي أقيمت بالأميركتين إلى منتخبات البرازيل وأوروغواي والأرجنتين.
ورغم هذا، يتحلى المنتخب الإيطالي، الفائز بلقب المونديال أربع مرات سابقة في (1934 و1938 و1982 و2006)، بالثقة قبل خوض فعاليات المونديال البرازيلي.
وقال برانديللي من قبل: «يمكننا أن نقدم غير المتخيل في كأس العالم»، لكنه يسعى حاليا إلى تخفيف الضغوط على لاعبيه بتأكيد أن الفريق ليس من بين المرشحين للفوز باللقب.
ونال «الآزوري» ثقة هائلة إضافية بعد انتهاء مسيرته الرائعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال البرازيلي، وذلك من خلال التعادل وديا مع نظيره الألماني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ويتطلع «الآزوري» إلى استعادة بريقه العالمي بعد المشاركة المخيبة للآمال في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، التي خرج فيها الفريق من الدور الأول للبطولة لتصبح المرة الأولى التي يودع فيها المونديال من الدور الأول منذ 1974.
وحل «الآزوري» في المركز الأخير بالمجموعة خلف منتخبات أوروغواي وسلوفاكيا ونيوزيلندا.
ولكن برانديللي أعاد بناء الفريق بشكل كامل عقب الخروج المدوي من مونديال 2010، ليصل به إلى المباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012)، لكنه خسر النهائي أمام نظيره الإسباني.
ويعتمد برانديللي مجددا على لاعبيه المخضرمين؛ مثل حارس المرمى العملاق جانلويجي بوفون، وصانع اللعب أندريا بيرلو. ويأمل أن ينجح في السيطرة على مهاجمه الشاب ماريو بالوتيللي.
وبينما يثير الطقس البرازيلي خلال فترة المونديال قلق الكثير من المنتخبات، كما يخوض «الآزوري» فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن مجموعة صعبة للغاية مع منتخبات إنجلترا وأوروغواي وكوستاريكا - يبدو بالوتيللي هو مصدر القلق الرئيس لبرانديللي.
وقد يصبح بالوتيللي هو اللاعب الأبرز والعامل الحاسم في مسيرة «الآزوري» على طريق الفوز باللقب العالمي الخامس، حيث يستطع بالوتيللي، (23 سنة)، حسم المباريات بمهاراته وإمكاناته، ولكنه قد يكون عاملا ضد مصلحة الفريق أيضا بسبب تصرفاته وسلوكياته الغريبة والعصبية داخل وخارج الملعب.
كما يضم «الآزوري» بين صفوفه لاعبين آخرين يمكنهما لعب دور الحسم في مباريات الفريق بالمونديال البرازيلي؛ وهما حارس المرمى جانلويجي بوفون، ولاعب الوسط المخضرم أندريا بيرلو اللذان ساهما من قبل في فوز «الآزوري» بلقبه العالمي الرابع عبر مونديال 2006 بألمانيا.
وقال برانديللي: «بالنسبة لنا، من الأفضل أن نبدأ البطولة بمجموعة صعبة». وفي الشأن الإيطالي، ربما تشتعل المنافسة بينه وبين الفرنسي بول بوجبا على لقب النجم الأول في صفوف يوفنتوس الإيطالي، ولكن أندريا بيرلو ما زال هو الملك المتوج في خط وسط المنتخب الإيطالي لكرة القدم. ورغم احتفاله بعيد ميلاده الخامس والثلاثين في مايو (أيار) الماضي، ما زالت التمريرات القاتلة والتسديدات الماكرة من الضربات الثابتة علامة مميزة لهذا اللاعب الذي يعد الممول الأساسي لهجوم «الآزوري». ولم يتردد المدرب تشيزاري برانديللي، المدير الفني لـ«الآزوري»، في الإطاحة بالكثير من نجوم الحرس القديم بـ«الآزوري» عندما تولى القيادة في 2010 بعد إخفاق الفريق في المونديال الماضي بجنوب أفريقيا، ولكنه لم يستطع التغاضي عن اسم بيرلو الذي يمثل العامل المشترك الأكبر في انتصارات «الآزوري» على مدار الفترة التي تولى فيها برانديللي المسؤولية.
وبهذا، أصبح بيرلو وزميله حارس المرمى جانلويجي بوفون هما عنصر الخبرة الذي يعتمد عليه الفريق من النجوم الفائزين بلقب مونديال 2006 بألمانيا.
ولا يكتفي بيرلو بدوره كصانع لعب أو النجم الأبرز للضربات الثابتة في صفوف «الآزوري»، وإنما يحمل على عاتقه مهمة الاستحواذ على الكرة في اللحظات العصيبة للحفاظ على تقدم الفريق وهيمنته على مجريات اللعب. ومنذ بداية مشاركاته مع «الآزوري» في 2002، خاض بيرلو أكثر من مائة مباراة دولية وما زال من العناصر الأساسية الفاعلة في الفريق بغض النظر عن مسيرته مع يوفنتوس ومساهمته في حفاظ الفريق على لقب الدوري الإيطالي.
ولذلك، لم يجد برانديللي ما يصف به بيرلو إلا أن يقول: «القائد الهادئ الذي يتحدث بقدميه». ويسعى بيرلو إلى ختام رائع لمسيرته الدولية مع «الآزوري» من خلال إحراز لقب المونديال البرازيلي هذا الشهر، خاصة أن سنه لن تساعده غالبا في المشاركة مع الفريق في أي بطولة كبيرة أخرى.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».