«العدالة والتنمية» المغربي ينتخب اليوم أميناً عاماً جديداً

ابن كيران
ابن كيران
TT

«العدالة والتنمية» المغربي ينتخب اليوم أميناً عاماً جديداً

ابن كيران
ابن كيران

في «خطبة وداع» ألقاها أمس أمام المؤتمر العام الثامن لحزبه، قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة التنمية المغربي رئيس الحكومة السابق، إن حزبه سيخرج موحداً وبقيادة جديدة عازمة على الاستمرار في مسار الإصلاح، رغم الظروف القاسية التي يمر منها.
وأوضح ابن كيران خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي عُقد بالمجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، أن انعقاد المؤتمر الثامن جاء بعد هزات كبيرة، شهدها الحزب، وبعد انتصارات كبرى أسفرت عن قيادة «العدالة والتنمية» للمدن الكبرى كافة في البلاد بعد الانتخابات البلدية لعام 2015، كما انتصر في الانتخابات التشريعية لعام 2016 على «الخصوم رغم كل ما مُدوا به من سند مادي وسلطوي، حيث استطاع بفضل الله، وبتشبث المغاربة به، أن يهزم خصومه الخطيرين على الوطن»، في إشارة إلى غريمه السياسي حزب الأصالة والمعاصرة المعارض.
وينتخب حزب العدالة والتنمية اليوم أميناً عاماً جديداً خلفاً لابن كيران المنتهية ولايته.
ووصف ابن كيران إعفاءه من رئاسة الحكومة من قِبل الملك محمد السادس، وتعيين سعد الدين العثماني خلفاً له، بـ«ضربة قاسية جداً» تعرض لها الحزب. وكشف عن أنه «كان من المفروض أن يقف الحزب موقفاً صعباً، وأن يختار المعارضة بشراسة، غير أننا قررنا في النهاية امتصاص الضربة، والتفاعل إيجابياً مع بيان الديوان الملكي».
وشدد على أنه «رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الحزب، فإنه سيبقى وفياً لمبادئه وقيمه؛ لأن رأسماله هو الصدق مع المواطنين»، مشيراً إلى أن «الناس صوّتوا للعدالة والتنمية بسبب نزاهته ونظافة يده وسلوكات أعضائه المشرفة والنزيهة».
وأضاف مخاطباً المؤتمرين: «سيرى الناس فيكم أنكم ما زلتم متواضعين، وقريبين من شعبكم وأوفياء لملككم»، مشدداً على أن «الأساس هو أن تبقى الدولة آمنة ومستقرة».
ورغبة منه في طي صفحة الخلافات التي نشبت بين قياديي الحزب الذين عارضوا التمديد له لولاية ثالثة، قال: «طلبت من الإخوان التسامح والتغافر والذهاب للمستقبل، وبعض الكلمات آلمتني، والله يسامح الجميع».
وكان ابن كيران قد وصف كلمته في افتتاح المؤتمر بأنها «خطبة وداع من الأمانة العامة وليس من الحزب»، في تلميح إلى أن دوره السياسي لم ينته.
من جانبه، نوّه جامع المعتصم، رئيس المؤتمر، بالمسار السياسي لابن كيران، وقال: إنه «قاد الحزب لنجاحات متوالية، وتمكّن من تجاوز المحطات الحرجة والدقيقة والخطيرة»، مشيداً بحرصه على أن تأتي قيادة «العدالة والتنمية» موحدة إلى المؤتمر؛ وهو ما يعكس «أخلاق وأعمال الكبار»، بحسب تعبيره. وقال القيادي الحزبي: إن المؤتمر يأتي بعد مخاض سياسي عسير، حيث تعرض الحزب لمناورات تستهدف وحدته، إلا أن «تعقل القيادة وحرصها على صون مشروعية الحزب والتمسك بالخيار الديمقراطي، فوّت الفرصة على المتربصين، وتمكن الحزب من تجاوز كل العقبات».
وتتجه الأنظار إلى الشخصية التي ستخلف ابن كيران على رأس الحزب، والمقرر أن يعلن عنها اليوم، وذلك بعد ولايتين قضاهما هذا الزعيم السياسي على رأس الحزب، وحقق بفضله انتصارات انتخابية غير مسبوقة في 2011 و2016. إلا أن إعفاءه من قِبل الملك محمد السادس بعد تعثّر تشكيل الحكومة، وتعيين العثماني خلفاً له، أحدث زلزالاً سياسيا كبيراً داخل الحزب، ونشبت خلافات حادة بين قيادييه، حول التوجه العام للحزب بعدما اتخذ العثماني نهجاً «مهادناً» مع الدولة، و«توافقياً» مع الحلفاء السياسيين في الحكومة عده معارضوه تنازلات وانقلاباً على خط ابن كيران.
ويتوقع كثيرون أن يخلف العثماني ابن كيران على رأس الحزب؛ تفادياً لأي تضارب بين منصبي الأمانة العامة للحزب ورئاسة الحكومة، بعدما أعلن مصطفى الرميد الذي عارض بشدة التمديد لابن كيران أنه زاهد في المنصب. إلا أن المؤتمر هو من يحسم في هذا الأمر؛ لأن أدبيات الحزب تنص على أن المسؤوليات لا تُطلب، ولا أحد من القياديين يرشح نفسه، بل يجري ترشيحهم عن طريق التصويت.



انقلابيو اليمن يختطفون 70 مدنياً من 5 محافظات 

الجماعة الحوثية تعتمد سياسة البطش والتنكيل بالسكان لإخضاعهم (إكس)
الجماعة الحوثية تعتمد سياسة البطش والتنكيل بالسكان لإخضاعهم (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يختطفون 70 مدنياً من 5 محافظات 

الجماعة الحوثية تعتمد سياسة البطش والتنكيل بالسكان لإخضاعهم (إكس)
الجماعة الحوثية تعتمد سياسة البطش والتنكيل بالسكان لإخضاعهم (إكس)

أفادت مصادر حقوقية يمنية بأن الجماعة الحوثية اعتقلت أكثر من 70 مدنياً خلال أسبوعين وأودعتهم في سجون محافظات الحديدة وعمران وحجة وإب وذمار، بناء على تُهم ملفقة، في ظل تواصل النداءات للأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل وضع حد لانتهاكات الجماعة.

وتمثلت آخر هذه الانتهاكات في قيام نجل قيادي حوثي بخطف 4 من وجهاء وأعيان مدينة الحديدة الساحلية (غرب) وإيداعهم السجن في مسعى لتمرير جريمة نهب أراضٍ واسعة.

وذكرت مصادر محلية يمنية أن نجل القيادي الحوثي محمد عياش المعين محافظاً للحديدة، ويدعى إبراهيم، اختطف الوجهاء من مناطق «الربصة» و«الدريهمي» في الحديدة، وهم: محرم إبراهيم صغير المشقني، وحسن أحمد جعبلي، وإبراهيم أبو الحسن، ومحمد صغير سالم، وأودعهم السجن، نتيجة خلاف على نهب أراضٍ هو طرف رئيسي فيها.

وعادة ما يَستغل نجل القيادي في الجماعة الحوثية منصب والده غير الشرعي، إلى جانب التحاقه مؤخراً بما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للجماعة، في ممارسة أعمال التنكيل والبطش ضد سكان الحديدة.

وفي محافظة عمران (شمال صنعاء) هاجم عناصر حوثيون زعيماً قبلياً يدعى حميد قاسم عويدين الغولي، وهو أحد مشايخ منطقة «الغولة» بمديرية ريدة، قبل أن يتم الاشتباك معه وإصابته، بسبب قيامه بصفع مشرف حوثي رداً على جرائمه بحقه وضد أبناء منطقته.

وتحدثت مصادر قبلية في عمران عن أن الجماعة الحوثية اختطفت الزعيم القبلي، وترفض حتى اللحظة الكشف عن مصيره أو مكان احتجازه أو السماح لأسرته بزيارته.

حملة حوثية طالت بالتعسف والخطف سكاناً في محافظة ذمار (إكس)

وجاءت هذه الواقعة بالتوازي مع قيام مسلحين تابعين لما تسمى «شرطة الأخلاق» التابعة لجماعة الحوثيين بخطف أزيد من 20 فناناً ومنشداً ومهندساً صوتياً ومالك صالة أفراح، من مناطق متفرقة في محافظة عمران، ضمن توجه الجماعة نحو تقييد الحريات ومنع الغناء، وفرض تعليمات متشددة على خطى التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

وكانت الجماعة الحوثية قد نفذت مطلع مايو (أيار) الماضي حملة أغلقت فيها نحو 8 صالات أعراس، واعتقلت مُلاك بعضها، كما اختطفت 4 فنانين، وأودعتهم سجونها، بتهمة محاربة الغناء في الأفراح.

رفض التجنيد و«الصرخة»

على خلفية رفض التجنيد وحضور فعاليات ذات طابع الطائفي، اختطفت حملة مسلحة حوثية عدداً من أهالي قرية «الحازة» في مديرية خيران التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب)، وأودعتهم معتقلاتها الخاصة بمركز المحافظة.

وأفادت مصادر حقوقية بأن الحملة بقيادة فهد هادي روعت النساء والأطفال والشيوخ، واختطفت نحو 7 مدنيين من أسرة الطيب في المنطقة ذاتها، بعد رفضهم الانضمام للجبهات ومقاطعتهم فعاليات ما يسمى «يوم الولاية».

جانب من حملة حوثية استهدفت مدنيين في إحدى قرى محافظة حجة (إكس)

ورداً على ذلك، استنكرت منظمة «تقصي» لحقوق الإنسان تلك الجريمة، موضحة أنها تُعد ضمن الأعمال الإجرامية المستهدفة لاستقرار وسلامة المجتمع والمهددة لكل المساعي الأممية الرامية إلى تحقيق السلام الدائم في اليمن.

ووصفت المنظمة، في بيان لها، ما تعرض له المدنيون في حجة بـ«العمل الإرهابي» الذي يتعارض مع قانون حقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي كفلت حماية المدنيين، مطالبة بضرورة الضغط على الانقلابيين لوقف حملات الخطف.

في غضون ذلك، استهدف مسلحو الجماعة الحوثية بحملة مماثلة سكان قرية «الرونة» في مديرية السياني بمحافظة إب (جنوب صنعاء)، وأسفرت الحملة، بحسب مصادر محلية، عن اختطاف أكثر من 22 شخصاً بسبب رفضهم ترديد «الصرخة الخمينية» وعدم الالتحاق بالتشكيلات العسكرية الحوثية.

وبالانتقال إلى محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) التي لا تزال تشهد توتراً أمنياً بين الانقلابيين وأهالي منطقتين من قبيلة الحدا، أفادت مصادر محلية مطلعة بأن الجماعة تواصل فرض الحصار على أهالي قرى «بيت أبو عاطف» و«بني جلعة» بعد خطفها 15 شخصاً وإيداعهم المعتقلات.