بعد الشبكة العنكبوتية... محال تتشارك أكثر من خدمة

TT

بعد الشبكة العنكبوتية... محال تتشارك أكثر من خدمة

هل خطر على بالك في يوم أن تحلق ذقنك أو تقص شعر رأسك داخل بنك؟ أو أن تصرف وصفة طبية داخل مكتب بريد؟ هذا الأمر بات ممكناً في أكثر من مدينة نمساوية، تكيفا مع مستجدات الأحوال الاقتصادية والمكننة سيما في ظل المنافسة الحادة بسبب انتشار خدمة الزبائن والتسوق عبر الشبكة العنكبوتية «أونلاين» ممّا اضطر الكثير من المحال التقليدية إلى تقليل نفقاتها بالمواكبة، ومن ذلك اقتسام مبانيها مع خدمات تختلف اختلافاً كاملاً عمّا تقدمه من خدمة لعملائها وزبائنها طيلة تاريخها القديم.
في هذا السياق. في إقليم بورقندلاند وحده أُغلق 9 فروع لمصارف أو جرى تصغيرها لأقصى حدٍ ممكن، وذلك بعد دراسات مستفيضة أكدت أنّ المصارف بعد المكننة وخدمات الـ«أونلاين»، لم تعد بحاجة لفروع ضخمة، وأنّها يمكن أن تستفيد أكثر إن شاركت مبانيها الواسعة التي غالباً ما تكون في مواقع جغرافية جيدة وسط المدن مع جهات أخرى تقتسم معها مساحاتها الواسعة، وهكذا تفسح المجال لخدمات أخرى، مما يعود عليها وعلى العملاء بفوائد أكثر.
تنفيذاً لرؤية تلك الدراسات حول مصرف كان يستخدم موقعا ضخما لما يشبه مركزاً تجارياً، وذلك بتأجير مقسم من مبناه لمحل تجميل وحلاقة وتصفيف شعر، وقسم لوكالة سفر وسياحة، وقسم لعيادة طبيب، وقسم كمكتب رسمي لاستخراج جوازات.
فرع آخر اكتفى بعدد من ماكينات الصرف الآلي التي تقوم بأكثر من مهمة كسحب الأموال والتحويل من حساب لآخر وتسديد فواتير، وبالتالي لم يعد ذلك الفرع في حاجة لموظفيه ومكاتبهم ومساحته الشاسعة فاستفيد منها بتأجيرها لتقديم خدمات أخرى بدورها بالغة الضرورة للمواطن..
من جانبها، أقدمت مصلحة البريد والبرق النمساوية على إغلاق أكثر من فرع بعد التحول لخدمات وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية فأبقت فقط على عدد محدود جداً من مكاتبها داخل صيدلية أو مصرف.
ومعلوم أن مكاتب البريد تنشط بصورة ملحوظة جداً في مثل هذه الأيام لتوصيل طرود الهدايا بسبب عيد الميلاد، كما لا تزال المكتبات الحكومية تصل للمواطنين عبر خطابات مسجلة.
ولم تعد مثل هذه التغييرات والخدمات المشتركة قاصرة على مؤسسات كبرى لها مساحات واسعة، بل افتتح فنانان الأسبوع الماضي معرضاً لهما داخل متجر كباب، مستفيدين منه كمحل له موقع فريد ومميز قبالة «حي المتاحف» على طرف شارع «ماريا هيلفر» الذي يعتبر أهم شارع تسوق بالعاصمة فيينا، سيما وأن محال الكباب أمست مورداً غذائياً لوجبات شعبية سريعة.
بدورها لم تعد مقاه حديثة تكتفي بتقديم مشروبات ومأكولات مما كانت تُعرف به تقليديا وإنما أصبحت تبيع حتى أثاثاتها وكأنها محلا لعرض وبيع موبيليا فيما تعمل مقاه أخرى على بيع كتب وأسطوانات يُسمح للزبائن بتصفّحها وسماعها بميكرفونات فردية أثناء جلوسهم، وإن أعجبتهم اشتروها.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».