حسين فهمي: النزعة التجارية للسينما المصرية أبعدتها عن منصات التتويج

قال لـ«الشرق الأوسط» إن دوره في مسلسل «خط ساخن» غير مسبوق

حسين فهمي
حسين فهمي
TT

حسين فهمي: النزعة التجارية للسينما المصرية أبعدتها عن منصات التتويج

حسين فهمي
حسين فهمي

يتمتع الفنان المصري حسين فهمي بمكانة متميزة بين أبناء جيله، ليس فقط لكونه تميز بـ«وسامة لافتة»، أهلته لأن يهيمن على أدوار «الجان» لسنوات طويلة، ولكن أيضاً لأنه درس السينما في مصر والولايات المتحدة الأميركية، وهو الأمر الذي أكسبه ثقافة فنية، كانت أحد العوامل التي قادته لتولي منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في وقت سابق، ورئاسة لجنة تحكيم المهرجان في دورته الأخيرة.
على هامش مشاركته في الدورة الـ39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي رئيساً للجنة تحكيم المسابقة الدولية، تحدث حسين فهمي إلى «الشرق الأوسط»، مؤكداً اعتزازه بالمشاركة في المهرجان، ومعبراً عن الحزن لعدم وجود فيلم مصري في المسابقة، بسبب «هيمنة النزعة التجارية على الإنتاج السينمائي المصري»، وتفضيل صناع السينما المصرية المشاركة في المهرجانات العربية «ذات الجوائز المالية الكبيرة» مقارنة بمهرجان القاهرة ذي الموارد المحدودة.
يقول فهمي: «قررتُ المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي لأقف بجواره وأسانده؛ فهو مهرجان بلدي، ولا بد ألا أبخل بخبرتي عليه، خصوصاً أنني كنت رئيساً له في كثير من الدورات السابقة، وهذا واجب على أي فنان مصري، فأنا اعتبرتُ مشاركتي في المهرجان واجباً وطنياً».
وعن وجود قنوات «DMC» راعياً للمهرجان في هذه الدورة، رأى أن هذا الأمر شيء جيد وخطوة ممتازة، فـ«المهرجان كبير ويحتاج إلى دعم مادي قوي، كما أنه سيحظى بمشاهدة عالية من خلال متابعة قطاع عريض من المشاهدين له على تلك القنوات».
وبدا أن فهمي مستاء من غياب الفيلم المصري عن الدورة الـ39 لمهرجان القاهرة، إذ قال إنه «حزن بشدة» بسبب هذا الغياب، وحين سألته «الشرق الأوسط»، عن تفسيره لهذا الأمر، قال: «المشكلة تكمن في أننا نعتمد بشكل رئيسي على الفيلم التجاري، ونبتعد بشكل أو بآخر عن الفيلم الذي يحمل رؤية فنية ومؤهل للاشتراك في المهرجانات، وإن وجدت تلك النوعية من الأفلام نجد المنتجين يركزون على المهرجانات العربية أكثر من مهرجان القاهرة، بسبب ارتفاع قيمة الجوائز، وهذه المشكلة تكررت كثيراً، حتى عندما كنتُ رئيساً للمهرجان في 4 دورات متتالية».
وإضافة إلى الجدل حول المستوى الفني للأفلام المشاركة، فقد تلقت إدارة المهرجان في دورته الـ39 الكثير من الملاحظات حول الجوانب التنظيمية واللوجيستية، لكن حسين فهمي دافع عن بعض الإجراءات التي اتخذتها الإدارة وأثارت الجدل، واعتبر أن «نقل حفل الافتتاح والختام من دار الأوبرا المصرية إلى قاعة المنارة بالتجمع الخامس (ضاحية في شرق القاهرة) أفضل كثيراً، لأن هناك كثيراً من المشاهير من داخل مصر وخارجها من ضيوف المهرجان، ودار الأوبرا المصرية تقع في وسط البلد حيث الازدحام الشديد، مما يسبب القلق لدى البعض منهم، لكن منطقة التجمع الخامس منطقة هادئة وليس بها ازدحام، وقاعة المنارة مجهزة لهذا الحدث بشكل أكبر، وتتسع لعدد كبير من الضيوف وظهر الفرق واضحاً».
وعن رأيه في «مهرجان الجونة السينمائي» الذي أقيم أخيراً، ومقارنته بمهرجان القاهرة أوضح قائلاً: «لا يوجد مجال للمقارنة، فمهرجان القاهرة السينمائي هو مهرجان دولي وكذلك مهرجان الإسكندرية، بينما مهرجان الجونة السينمائي يندرج تحت (المهرجانات السياحية)، التي تروج للسياحة في البلد، وهذا لا يعني أنني ضد هذا المهرجان، لأن تنظيمه كان جيداً، وأتمنى تكراره بالطبع لدورات كثيرة». وحول ما يتمناه في الدورات القادمة لمهرجان القاهرة، قال: «أتمنى أن يكون هناك دعم مادي قوي للمهرجان، لأن دعم الدولة بمفرده غير كافٍ، لا سيما أن مهرجان القاهرة يعتبر من أكبر المهرجانات الدولية التي تقام في المنطقة العربية، والدعم المادي يساعد على رفع قيمة الجائزة، مما يجعل هناك إمكانية لاستقطاب عدد أكبر من الأفلام».
وعلى جانب آخر تحدث فهمي عن مشاركته في بطولة مسلسل «السر»، الذي قال عنه: «مسلسل (السر) بطولة مجموعة من النجوم منهم نضال الشافعي، ومايا نصري، وأحمد حلاوة، ونورين كريم، ومايا فارس، ونور الكاديكي، ومحمد سليمان، ومنة جلال، ووفاء عامر، ومن تأليف حسام موسى، وإخراج محمد حمدي، وإنتاج محمد فوزي، وهو مسلسل اجتماعي مشوق، وأقوم بدور والد الفنان نضال الشافعي».
وحول مشاركته للفنانة سميرة أحمد في مسلسل «بالحب هنعدي» أكد أنه «سعيد جداً بهذه المشاركة، لأنها ستجمعنا معاً مرة أخري، ومعنا كوكبة من النجوم، وهو عمل اجتماعي يناقش كثيراً من القضايا والمشكلات الاجتماعية، من كل الزوايا، ولكن بما يتناسب مع العصر الحالي. وسيشارك في بطولة المسلسل يوسف شعبان، وحسن يوسف، وأسامة عباس، وهو من تأليف يوسف معاطي، وإخراج رباب حسين، ومن المقرر بدء تصويره نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول)، حيث سيتم عرضه في شهر رمضان المقبل».
أما عن تعاقده على بطولة مسلسل «خط ساخن»، فأوضح قائلا: «مسلسل (خط ساخن) بطولة الفنانة سولاف فواخرجي، ونضال الشافعي، وسهر الصايغ، وصلاح عبد الله، وميدو عادل، وهو من تأليف فوزية حسين، وإخراج حسني صالح، وإنتاج أحمد الجابري، ولا يمكن أن أفصح عن تفاصيل دوري في العمل ولكنه سيكون عملاً قوياً للغاية، ودوري مفاجأة للجمهور، ولم أقدمه من قبل خلال مشواري الفني، ومن المقرر عرضه أيضاً في شهر رمضان».
ولد الفنان حسين فهمي في القاهرة، وتخرج في المعهد العالي للسينما عام 1963، ودرس الإخراج بالولايات المتحدة الأميركية، وبعد أن عاد اكتشفه المخرج الشهير الراحل حسن الإمام كممثل، فأرجأ مشروع العمل في الإخراج كي يعمل ممثلاً بين السينما والمسرح والتلفزيون.
قدم كثيراً من الأعمال السينمائية البارزة، أهمها فيلم «العار»، و«الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«أميرة حبي أنا»، و«جري الوحوش»، و«اللعب مع الكبار».
ومن مسرحياته «أهلاً يا بكوات»، و«إمبراطور عماد الدين»، و«سحلب»، و«كعب عالي»، ومن أعماله التلفزيونية: «ألف ليلة وليلة»، و«المال والبنون»، و«يا رجال العالم اتحدوا»، و«وش تاني».
تولى فهمي رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ابتداء من عام 1998، وحتى عام 2000، وحصل على جوائز أحسن ممثل عن أفلامه: «دمي ودموعي وابتساماتي»، و«الأخوة الأعداء»، و«الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«انتبهوا أيها السادة»، وجائزة أحسن بحث سينمائي عن علاقة المخرج بالممثل في مهرجان النيلين عام 1983.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».