«الذراع اليمنى» لنتنياهو مشتبه بتلقي رشوة من رجل مافيا عربي

TT

«الذراع اليمنى» لنتنياهو مشتبه بتلقي رشوة من رجل مافيا عربي

بعد تحقيق مطول أجرته الشرطة الإسرائيلية على مدى 14 ساعة متواصلة مع رئيس الائتلاف الحكومي النائب عن حزب «ليكود» ديفيد بيتان، الذي يوصف بأنه «الذراع اليمنى» لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تبين أن الشبهات ضده تدور حول حصوله على رشوة من شخصية مركزية في تنظيم مافيا إجرامي يقوده مواطن عربي من يافا، وغسل أموال، و«خرق الثقة»، حين كان يشغل منصب نائب رئيس بلدية ريشون لتسيون.
وقال مصدر كبير في الشرطة إنها توصلت إلى هذه النتيجة، في أعقاب تراكم معلومات وأدلة كثيرة خلال الشهور الـ18 الماضية. وبناء عليها، اعتقلت الشرطة، أمس، رئيس بلدية ريشون لتسيون دوف تسور، بالشبهات نفسها، وتم تمديد اعتقاله لخمسة أيام. واتضح أن رئيس البلدية ساهم في ترسيخ الأدلة ضد بيتان.
كما تم اعتقال رئيس التنظيم الإجرامي المذكور حسام جاروشي، وامرأة مقربة من بيتان تم استخدام حسابها البنكي لإيداع مبالغ الرشاوى. وبلغ مجموع من استدعتهم الشرطة للتحقيق، أمس، 18 مشبوهاً، تقرر اعتقال 11 منهم.
وتكشف التحقيقات أن النائب بيتان الذي كان نتنياهو يخطط لتعيينه وزيراً في حكومته مطلع الشهر المقبل، تورط في ديون كبيرة في السوق السوداء، وتعرض لتهديدات من العالم السفلي. فلجأ إلى عصابة الجواريش لحمايته. وبالمقابل قام ومعه مسؤولون كبار من بلدية ريشون لتسيون، بدفع مصالح شخصية لرجال أعمال ولرئيس التنظيم الإجرامي، إذ رتب لهم الحصول على أرض بلدية بمساحة ألف دونم لإقامة مشاريع تجارية وقبض لقاء ذلك مبلغاً كبيراً من المال، قسم منه يقدر بـ450 ألف دولار أودع في حساب صديقته.
ووفقاً للشبهات المنسوبة إلى بيتان، فقد ارتكب المخالفات حين كان نائباً لرئيس البلدية، واستمر في الوساطة أيضاً بعد انتخابه للكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وأكدت الشرطة أنها ستجري تحقيقاً آخر مع بيتان خلال أيام. لكن هذا لم يؤثر على عنجهية بيتان الذي أطلق تصريحاً عبر أحد المقربين منه قال فيه إنه «ليست لديه نية لترك الكنيست، وستتم إعادة انتخابي أيضاً. وكل ما تبقى هراء».
وقالت وحدة التحقيقات في أعمال الغش إن «الاعتقالات جاءت بعد تحقيق سري، تم خلاله كشف التعاون بين جهات إجرامية ومسؤولين في السلطة المحلية. وخلال الأشهر الماضية جمع طاقم التحقيق إفادات في موضوع بيتان، وتم اتخاذ إجراءات تحقيق أخرى. ومع اعتقال المشبوهين تم تفتيش بيوتهم ومكاتبهم».
وكانت المحكمة سمحت، أمس، بالكشف عن هوية الشخص المعتقل الذي تزعم الشرطة أنه رئيس «منظمة إجرامية» وقدم الدعم والمساعدة لرئيس الائتلاف الحكومي بيتان. ولكن محامي جاروشي نفيا هذه الشكوك ضده. وقال المحاميان ندير بارانسي وأوري بار عوز في تصريح لوسائل الإعلام إن «المشتبه به ليس عضواً بارزاً في منظمة إجرامية. ولم يسبق له أن أدين بمنظمة إجرامية وسجله الجنائي صغير. وليست لديه علاقة تجارية أو جنائية مع بيتان».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.