إيران تعتبر الدعوات إلى حل «الحشد» العراقي {مؤامرة}

TT

إيران تعتبر الدعوات إلى حل «الحشد» العراقي {مؤامرة}

وصف علي شمخاني، أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الحديث عن حل «الحشد الشعبي» في العراق بأنه «مؤامرة جدیدة لإعادة انعدام الأمن والإرهاب إلی المنطقة». جاء ذلك خلال استقبال شمخاني رئیس المجلس الإسلامي الأعلى العراقي الشیخ همام حمودي في طهران أمس.
وحسب وكالة «إسنا» الإيرانية، اعتبر شمخاني أن «صمود ومقاومة الشعب العراقي وبطولات الجیش والقوات الأمنیة والشعبیة لاسیما الحشد الشعبي أدت إلی إزالة أکبر تهدید إقلیمي». وتابع أن «وعي وحكمة المسؤولین ونواب البرلمان العراقیین لا یسمح لمؤامرات الأعداء من أجل ضرب الأمن الداخلي بجنی ثمارها».
وقالت مصادر مطلعة وقريبة من أجواء المجلس الإسلامي الأعلى، إن زيارة حمودي إلى إيران تهدف إلى اطلاع القيادة الإيرانية على طبيعة التحالفات في الانتخابات المقبلة ومناقشة مستقبل «التحالف الوطني» الشيعي.
ويساور بعض الكتل والشخصيات الشيعية ومنها المجلس الإسلامي الأعلى من المستقبل «الغامض» الذي ينتظر التحالف الوطني، نظراً لخروج التيار الصدري عنه والانقسامات الحاصلة بين أطرافه.
وتشير بعض المصادر إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها إيران من أجل «ترميم» التصدع الحاصل داخل «التحالف الوطني» لضمان سهولة حصول القوى الشيعية على منصب رئاسة الوزراء في الدورة الانتخابية المقبلة، كما حدث في الدورتين الانتخابيتين السابقتين.
ويشير المصدر المطلع إلى أن حمودي يترأس في زيارته لإيران وفدا مؤلفا من أعضاء الهيئة القيادية في المجلس الأعلى إلى جانب أعضاء عن المكتب السياسي، وسيقوم الوفد بتقديم الشكر إلى إيران لجهودها في مساعدة العراق في حربه ضد «داعش»، ويرجح أن يلتقي بالمرشد الإيراني علي خامنئي، ويناقش معه مختلف القضايا الثنائية بين البلدين.
ولم تستبعد المصادر أن يناقش حمودي مع الجانب الإيراني الدعوات التي تطلقها أطراف دولية لحل «الحشد الشعبي»، ومنها الدعوة الأخيرة التي أطلقها، أول من أمس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعا فيها إلى نزع سلاح تدريجي لسلاح «الحشد الشعبي» وحل الميليشيات في العراق. وكان حمودي انتقد دعوة ماكرون واعتبرها تدخلا في الشؤون الداخلية للعراق.
وكان المجلس الإسلامي الأعلى انتخب همام حمودي رئيسا له نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي بعد انشقاق رئيسه السابق عمار الحكيم وتأسيسه تيار «الحكمة الوطني» في نفس الشهر، ويرتبط المجلس الأعلى بعلاقات وثيقة مع إيران منذ تأسيسه فيها مطلع ثمانينات القرن الماضي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.