البرازيل تتعافى وتصبح المرشح الأقوى للحصول على كأس العالم

في المونديال السابق سحقت الماكينات الألمانية راقصي السامبا بسباعية هزت عالم كرة القدم

مشجعو البرازيل في نصف نهائي مونديال 2014 («الشرق الأوسط»)  -  تياغو سيلفا وديفيد لويز بعد السباعية الألمانية («الشرق الأوسط»)
مشجعو البرازيل في نصف نهائي مونديال 2014 («الشرق الأوسط») - تياغو سيلفا وديفيد لويز بعد السباعية الألمانية («الشرق الأوسط»)
TT

البرازيل تتعافى وتصبح المرشح الأقوى للحصول على كأس العالم

مشجعو البرازيل في نصف نهائي مونديال 2014 («الشرق الأوسط»)  -  تياغو سيلفا وديفيد لويز بعد السباعية الألمانية («الشرق الأوسط»)
مشجعو البرازيل في نصف نهائي مونديال 2014 («الشرق الأوسط») - تياغو سيلفا وديفيد لويز بعد السباعية الألمانية («الشرق الأوسط»)

لم يكن غريباً أن يتم ترشيح البرازيل وألمانيا على أنهما المنتخبان الأوفر حظاً للفوز ببطولة كأس العالم 2018 بروسيا، لأنهما وقبل كل شيء هما أكثر منتخبين حاصلين على لقب البطولة (ولا يجب أن ننسى منتخب إيطاليا الذي لم يتأهل للمونديال، والذي حصل على أربع بطولات لكأس العالم بالتساوي مع ألمانيا، وبفارق بطولة واحدة عن البرازيل الذي حصل على اللقب العالمي خمس مرات).
وكان منتخبا البرازيل وألمانيا هما طرفا المباراة التاريخية التي انتهت بفوز الماكينات الألمانية على راقصي السامبا بسبعة أهداف مقابل هدف وحيد في الدور نصف النهائي لكأس العالم 2014 في مفاجأة هزت عالم كرة القدم بأسره. وإذا كنت بحاجة إلى التذكرة - رغم أنها كانت لحظة لن تمحى من ذاكرة كل من شاهدها من عشاق كرة القدم حول العالم - كانت الفجوة بين ألمانيا والبرازيل منذ أربع سنوات واسعة للغاية للدرجة التي جعلت نجوم المنتخب الألماني، بقيادة المدير الفني يواخيم لوف، يعترفون بأنهم هدأوا من وتيرة اللعب في شوط المباراة الثاني، لأنهم كانوا مدركين لمدى الإهانة التي يشعر بها البرازيليون.
وقد ضاقت الفجوة بين المنتخبين، وأصبحا على قدم المساواة، وباتت الترشيحات تصب في مصلحة كل منهما للفوز بلقب كأس العالم المقبلة بروسيا. وقد أدت هذه الهزيمة القاسية إلى إعادة النظر في كل شيء في البرازيل، ليس فقط أداء اللاعبين داخل الملعب في تلك الليلة، ولكن تم تحليل البنية التحتية بأكملها في منشآت كرة القدم بالبلاد، ووجهت الانتقادات لكل شيء تقريباً، بدءاً بطريقة تطوير وتنمية الشباب، وحتى طرق اللعب والتمويل، وطريقة إدارة الدوري البرازيلي وطريقة التفكير كلها. ولم يكن هناك شعور بأن الأمور ستتحسن قريباً.
وتولي تيتي القيادة الفنية لمنتخب البرازيل في صيف عام 2016، بعدما خرج «السيليساو» من بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، وقبل وقت قصير من قيادة نيمار لمنتخب بلاده تحت 23 عاماً للفوز بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأولمبية في ماراكانا لأول مرة في تاريخ البلاد. ونجح المدير الفني السابق لنادي كورينثيانز في إعادة الثقة للاعبين، كما أعاد جزءاً كبيراً من الحيوية للفريق ممزوجة ببعض البراغماتية أيضاً. ونتيجة لكل ذلك، كان المنتخب البرازيلي هو أول من يحجز بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم بروسيا.
مدرب البرازيل تيتي رفض التعليق على منافسيه، وقال: «اقتناعي الوحيد هو أن الفريق البرازيلي يجب أن يحقق مستويات قوية». ورداً على سؤال حول إمكانية مواجهة ألمانيا أو المكسيك في دور الـ16، رفض المدرب البرازيلي التعليق، واكتفى بالقول: «اتركوني أستخدم طاقتي على المتغيرات التي يمكنني التحكم فيها: وضع خدمات لوغيستية جيدة، وإجراء تدريبات جيدة للسماح للاعبين بالتطور في أفضل الظروف».
وأوضح تيتي أنه يعتبر «تقوية» و«تطوير» مستوى فريقه أكثر أهمية من الانشغال بالمنافسين الذين سيواجههم الفريق في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا. وأوقعت قرعة المونديال الروسي، التي أجريت الجمعة الماضي في العاصمة الروسية موسكو، المنتخب البرازيلي على رأس المجموعة الخامسة التي تضم معه منتخبات سويسرا وكوستاريكا وصربيا.
كما أشار تيتي إلى المشاكل الخاصة بالتنقلات بين المدن المضيفة لكأس العالم في روسيا، نظراً لبعد المسافات بين هذه المدن، وهو ما قد يدفع الفريق إلى أن يتخذ من منتجع سوتشي في جنوب شرقي روسيا مقراً لإقامته خلال المشاركة في المونديال. وأوضح تيتي أن المنتخب البرازيلي سيضطر إلى قطع سبعة آلاف كيلو متر بالطائرات لخوض مبارياته الثلاث في الدور الأول للبطولة. وقال تيتي: «ليست أمامنا وسيلة للتحكم في هذا الأمر. نود الإقامة في سوتشي. رغم طول المسافات، يتمتع منتجع سوتشي بتنظيم رائع».
ويستهل المنتخب البرازيلي مسيرته في المونديال الروسي بلقاء نظيره السويسري في 17 يونيو (حزيران) المقبل بمدينة روستوف، فيما يلتقي بعدها منتخبا كوستاريكا وصربيا في 22 و27 من الشهر نفسه بمدينتي سان بطرسبرغ وموسكو.
وأوضح تيتي: «لدي قناعة راسخة بأن المنتخب البرازيلي يحتاج إلى تقوية صفوفه وتطوير مستواه، بغض النظر عن إمكانات ومستوى المنافسين أو سماتهم». وأضاف: «المنتخب الإيطالي (صاحب المركز الثالث في مونديال 2014 بالبرازيل) لن يشارك في البطولة، وكذلك لن يشارك منتخب هولندا، كما يغيب منتخب تشيلي الفائز بلقب آخر نسختين من بطولات كوبا أميركا. الاستعداد للبطولة يجب أن يكون شاملاً متكاملاً بغض النظر عن المنافسين».
وإذا حقق المنتخب البرازيلي المتوقع منه في الدور الأول للبطولة بصدارة مجموعته، سيجد الفريق نفسه بدور الـ16 في مواجهة أي من المنتخبين الألماني والمكسيكي المرشحين للعبور من المجموعة السادسة. وأوضح تيتي أن المواجهة المرتقبة في دور الـ16 تعتمد على أمور غير محددة أو محسومة حتى الآن. وقال تيتي: «علينا أن نركز الآن جميع طاقتنا على المواجهات المحددة التي ندرك تماماً أننا سنخوضها (في الدور الأول)»، مشيراً إلى أن باقي المواجهات في الأدوار التالية ليست معروفة حتى الآن.
وتأهلت ألمانيا لكأس العالم بسهولة كبيرة بعدما حققت رقماً قياسياً بالفوز في المباريات العشر التي خاضتها في التصفيات دون أي تعادل أو هزيمة، كما أحرزت عدداً كبيراً من الأهداف، وتحقق ذلك بفضل امتلاك الفريق لعدد كبير من المواهب والنجوم، الذين يمكنهم تمثيل منتخبين قويين في نهائيات كأس العالم من دون أي مبالغة، في الوقت الذي لن ينجح فيه نجوم آخرون في الانضمام لصفوف المنتخب بسبب العدد الهائل من اللاعبين الجاهزين. وبعيداً عن البرازيل وألمانيا، تضم قائمة المرشحين للحصول على بطولة كأس العالم كلاً من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا والأرجنتين.
ويبدو أن بعض المجموعات التي أسفرت عنها القرعة في كأس العالم ستخلو من المفاجآت والإثارة. وستكون المباراة الافتتاحية بين روسيا والمملكة العربية السعودية، وفقاً لتصنيفات فيفا، هي أقل مباراة في التصنيف بين مباريات البطولة. ومثل معظم بطولات كأس العالم التي أقيمت في القرن الحادي والعشرين، كانت تثار بعض المخاوف، وإن كانت بطولة كأس العالم بألمانيا عام 2006 تعد استثناءً لذلك، لأن الجميع كان يعتقد أن البطولة ستنظم بشكل رائع، وهو ما حدث بالفعل، وربما كان مصدر القلق الوحيد هو ثقة الجمهور الألماني في قدرة منتخب بلاده على الظهور بالشكل الذي يجب أن يكون عليه البلد المستضيف للبطولة، وظهر المنتخب الألماني بشكل جيد للغاية.
وفي بطولة 2002، كانت المخاوف تتعلق بما إذا كانت البطولة ستنظم بشكل جيد في شرق آسيا أم لا، ومدى نجاح فكرة تنظيم البطولة في أكثر من دولة. وفي بطولتي 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل كانت المخاوف تتعلق بالأمن والتأخير في الانتهاء من البنية التحتية اللازمة للبطولة، لكن كل شيء كان على ما يرام في نهاية الأمر. لكن لا ينبغي التقليل من قدرة كأس العالم على إزالة كافة المخاوف والسلبية التي توجد قبل انطلاق البطولة دائماً. وقد لخص حارس مرمى منتخب بنما خايمي بينيدو ذلك بجملة واحدة، عندما قال: «الذهاب إلى كأس العالم يشبه مفتاح الدخول إلى بُعد مختلف تماماً». يعني هذا أن هناك حماساً كبيراً بين جميع الفريق، بداية من أضعف فريق ووصولاً إلى المرشح الأوفر حظاً للحصول على لقب البطولة. وقبل أربع سنوات، عانت البرازيل بسبب الضغوط الكبيرة التي كانت تواجهها، لكنها عادت مرة أخرى لتنافس بكل قوة على المونديال العالمي.


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.