50 قتيلاً على الأقل في اشتباكات بين قبائل في جنوب السودان

TT

50 قتيلاً على الأقل في اشتباكات بين قبائل في جنوب السودان

قُتِل خمسون شخصاً على الأقل في اشتباكات بين قبائل في جنوب السودان، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بحسب ما أعلنه مسؤول محلي، أمس.
وقال وزير الدولة دوت اشويك إن ثمانية أشخاص قتلوا في هجوم شنه مسلحون، الاثنين، في ولاية جونقلي (شرق) ثم «قتلت 23 امرأة و19 رجلاً»، الثلاثاء، في هجوم ثانٍ. وأضاف اشويك أن معظم الضحايا مدنيون أُحرِقَت منازلهم وسُرقت ماشيتهم. والهجومان اللذان نفذهما مسلحون من قبيلة المورلي، استهدف أفراداً من قبيلة الدنكا في قرى تبعد نحو 150 كلم عن بور، عاصمة الولاية.
من جهة ثانية، اتهم مسؤول كبير في جنوب السودان، زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار، بوضع العراقيل أمام جهود إعادة توحيد حزب الحركة الشعبية الحاكم، في وقت حث فيه مشار اللاجئين من بلاده على الامتناع عن المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس سلفا كير.
وقال مستشار رئيس جنوب السودان نيال دينق نيال إن مشار وضع مطالب من المحتمل أن تعرقل الجهود الرامية إلى تحقيق عملية إعادة توحيد حزب الحركة الشعبية الحاكم، مشيراً إلى أن إعلان القاهرة بشأن توحيد الحزب نص على ما ستقوم به الفصائل المنشقة وعملية بناء الثقة. وأضاف: «رياك مشار يشير إلى أنه لا يرغب في المشاركة وفي إعادة توحيد حزب الحركة الشعبية»، ولم يحضر الاجتماعات التي انعقدت في كمبالا رغم الدعوات التي قدمت له، وقال: «لذلك نحن نتعامل مع تعبان دينق النائب الأول للرئيس وهو زعيم لحزب الحركة الشعبية في المعارضة، وقد شارك في الاجتماعات من خلال ممثليه».
وكانت الفصائل المتناحرة لحركة الشعبية قد وقَّعَت أخيراً في القاهرة اتفاقية لإعادة بناء الثقة فيما بينهم، ومن المتوقع أن يسرع الإعلان الذي وقع عليه باقان أموم الأمين العام السابق للحركة الشعبية وعن الحكومة وزير دفاعها كوال ميانيق، في تنفيذ «اتفاق أروشا» عام 2015، بيد أن نيال قال إن الحكومة الائتلافية ستواصل التعامل مع النائب الأول للرئيس تعبان دينق. وأضاف: «سنمضي قدماً في هذا الاتجاه ونحن لن ننتظر».
من جانبه، قال وزير النقل في جنوب السودان جون لوك جوك وهو أحد أعضاء مجموعة المعتقلين السياسيين السابقين إن مجموعته ستشارك في جميع الاجتماعات الخاصة لإعادة توحيد الحزب الحاكم دون شروط مسبقة. وأضاف: «إعلان القاهرة لا يختلف عن وثيقة أروشا وعملية بناء الثقة بين أصحاب المصلحة من أجل التوصل إلى طرق عملية لتنفيذ الاتفاق»، مشدداً على أن إعلان القاهرة لم يستبعد أحداً.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.