سحب 38 متهما معتقلا على خلفية احتجاجات مدينة الحسيمة المغربية تفويض الدفاع عنهم من قبل المحاميين إسحاق شارية ومحمد زيان، وذلك على خلفية تصريحات أدليا بها الأسبوع الماضي، ادعيا فيها تورط إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، في تحريض النشطاء على تأجيج الاحتجاجات والتآمر ضد الملكية.
وجاء في ملتمس وجهه ناصر الزفزافي باسم المعتقلين إلى هيئة المحكمة صباح أمس، أن المعتقلين الموقعين على الملتمس تفاجأوا بتصريحات المحامي شارية خلال جلسة المحكمة الثلاثاء الماضي، التي أكدها المحامي زيان في تصريحات صحافية، والتي نسب إليهم بأنهم يتوفرون على معلومات حول دور مزعوم لإلياس العماري في دعم الاحتجاجات، وسعيه لتحويلها إلى مؤامرة ضد الملكية. وأضاف البيان أن المتهمين يعلنون للمحكمة أنه لا علاقة لهم بمحتوى هذه التصريحات وأنهم يتبرأون منها، كما أعلنوا سحب تفويض الدفاع عنهما من المحامين.
وأحدثت تصريحات شارية وزيان رجة سياسية في المغرب الأسبوع الماضي، حيث سارع إلياس العماري إلى توكيل محام للدفاع عنه، وطالب بإجراء تحقيق في تصريحات زيان وشارية، مع إعلانه الاحتفاظ بحقه في اتخاذ إجراءات قضائية ضدهما. كما أمرت النيابة العامة بإجراء تحقيق تكميلي في الموضوع، ووجهت ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للاستماع إلى الزفزافي بهذا الصدد.
وواصل دفاع المتهمين أمس تقديم الدفوعات الشكلية، التي اتجهت في معظمها إلى المطالبة ببطلان إجراءات المتابعة، كما طالب عدد من المحامين باستدعاء الشهود. وبرر المحامون هذه المطالب بالخروقات القانونية التي شابت نقل ملفات القضية من محكمة الحسيمة إلى محكمة الدار البيضاء، وإجراءات ترحيل المعتقلين من الحسيمة إلى الدار البيضاء باستعمال طائرة عسكرية، كما تحدثوا عن التقاط المكالمات الهاتفية للمعتقلين ووضع هواتفهم تحت المراقبة.
وطالب المحامون في هذا الصدد من المحكمة الاستماع إلى خبراء ومؤرخين للوقوف على حقيقة هذا المطلب، الذي يرتبط بمخلفات حرب الريف خلال العشرينات من القرن الماضي، التي استعملت فيها إسبانيا الغازات السامة ضد سكان الريف في سعيها لإخماد المقاومة الوطنية ضد الاستعمار. وأوضح الدفاع أن من بين الغازات التي استعملت مواد تسبب السرطان، وتؤثر على الرصيد الوراثي بحيث يتناقل المرض الخبيث عدة أجيال.
وأشار أحد المحامين إلى أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن 70 في المائة من البالغين المصابين بالسرطان في المغرب، و50 في المائة من الأطفال المصابين يوجدون في مدينتي الحسيمة والناظور، مضيفا أن والد أحد المعتقلين توفي الأربعاء الماضي جراء إصابته بنوعين من السرطان في الرئة والمتانة. كما أشار الدفاع إلى أن الشخص نفسه سبق له أن فقد أحد أبنائه جراء سرطان في الدماغ، كما أن والدة الزفزافي مصابة أيضا بالسرطان.
وطالب الدفاع بالاستماع إلى خبراء في القانون حول حقيقة القانون الذي أعلن الحسيمة منطقة عسكرية نهاية الخمسينات من القرن الماضي ومدى صحة إلغائه، على اعتبار أن رفع العسكرة عن المنطقة كان من بين أبرز مطالب المحتجين. كما طالب الدفاع أيضا باستدعاء كل الأشخاص المذكورين في محاضر المحققين بارتباط مع اتهام تلقي المتهمين مساعدات مالية من الخارج لدعم الاحتجاجات.
الزفزافي ورفاقه يتبرأون من اتهام العماري بالتآمر ضد الملكية
معتقلو احتجاجات الحسيمة قالوا إنهم تفاجأوا بتصريحات المحاميين شارية وزيان
الزفزافي ورفاقه يتبرأون من اتهام العماري بالتآمر ضد الملكية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة