«أرامكو» و«سابك» السعوديتان تنشآن أكبر مجمع لتحويل النفط إلى كيماويات

الناصر: المخزونات في طريقها للعودة إلى مستويات السنوات الخمس الماضية

توقيع مذكرة التفاهم بين شركتي {أرامكو السعودية} و{سابك} (تصوير: عمران حيدر)
توقيع مذكرة التفاهم بين شركتي {أرامكو السعودية} و{سابك} (تصوير: عمران حيدر)
TT

«أرامكو» و«سابك» السعوديتان تنشآن أكبر مجمع لتحويل النفط إلى كيماويات

توقيع مذكرة التفاهم بين شركتي {أرامكو السعودية} و{سابك} (تصوير: عمران حيدر)
توقيع مذكرة التفاهم بين شركتي {أرامكو السعودية} و{سابك} (تصوير: عمران حيدر)

أعلن قطبا الصناعة السعودية؛ شركة أرامكو وشركة سابك للصناعات الأساسية، أمس، تدشين حقبة جديدة في صناعة البتروكيماويات، بإعلان إنشاء مجمع مشترك لتحويل النفط إلى كيماويات وغاز مناصفة بين الشركتين (50 في المائة لكل شركة)، يتوقع أن يكون الأكبر من نوعه على مستوى العالم، في خطوة ستعزز مكانة السعودية عالمياً على مستوى صناعة الكيماويات، كما سيضم المجمع وحدات تشغيل مبتكرة تمكنه من تحقيق معدل غير مسبوق لعملية تحويل النفط إلى كيماويات، وذلك بصورة تنافسية واقتصادية.
وعلى هامش المناسبة، أبدى المهندس أمين الناصر رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، تفاؤله حيال أسعار النفط، متوقعاً نمو الطلب على النفط بعد التوازن بين العرض والطلب، مضيفاً أن الطلب على النفط في تزايد مستمر، حيث شهد هذا العام زيادة بنحو 1.6 مليون برميل يومياً ونحو 5 ملايين برميل يومياً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مضيفاً أن المخزونات في طريقها للعودة إلى مستوى الخمس سنوات الماضية، وهذا يساعد في تحسن الأسعار.
وبحسب الناصر، فإن منتجات المشروع المشترك بين «أرامكو» و«سابك»، التي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 20 مليار دولار (75.5 مليار ريال)، تشمل البنزين والديزل والمواد الأساسية لزيوت التشحيم، كما سيدعم المشروع المردود على الاقتصاد الوطني في عام 2030 والناتج المحلي بنحو 1.5 في المائة.
وسيتم تصميم المشروع لاستهلاك نحو 400 ألف برميل يومياً من النفط الخام، وذلك لإنتاج نحو 9 ملايين طن من المواد الكيماوية سنوياً. وسيبدأ تشغيل المشروع في عام 2025، ويتواءم مع التوجهات السعودية في رؤيتها 2030، في حين سيوفر المشروع أكثر من 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب السعودي من الجنسين.
أمام ذلك، أكد رئيس «أرامكو السعودية» أن الشركة لديها كثير من المشاريع المستقبلية التي سيعلن عنها خلال الفترة المقبلة، سواء كانت هذه المشاريع ملكاً لشركة أرامكو بمفردها أو عبر تحالفات مع شركات وطنية وعالمية، مضيفاً أنه لا جديد على تعديل طرح الشركة للاكتتاب، الذي حدد في منتصف العام المقبل.
وقال الناصر إن الشركة لا تمانع في دمج بعض المشاريع المشتركة مع شركة سابك أو غيرها، إذا كانت هنالك جدوى اقتصادية لتطوير التكامل الاقتصادي بين الشركتين، مضيفاً أن شركة أرامكو السعودية تبحث عن الفرص داخل وخارج المملكة، وتعمل على تطوير التكامل الاقتصادي والصناعي بين الشركتين، وهناك تعاون في البحث والتطوير بين «أرامكو» و«سابك».
وتابع أن «الشراكة مع سابك ستدعم الاقتصاد الوطني وتزيد من قوة الشركتين، كما أن هناك شراكات متعددة مع شركات عالمية متخصصة في البتروكيماويات»، متطلعاً إلى عقد شراكات أخرى من أجل دعم الاقتصاد الوطني.
وقد أنجزت الشركتان دراسة تطوير مجمع صناعي متكامل لتحويل النفط الخام إلى كيماويات منذ عام 2016، فيما تنتهي دراسة تحويل النفط إلى غاز، وهي دراسة تابعة للمشروع بنهاية عام 2019.
من جانبه، قال يوسف بن عبد الله البنيان، نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي، إن الشراكة ستسهم في تحقيق محور مهم من محاور «رؤية المملكة 2030» الذي يركز على تحقيق اقتصاد مزدهر، من خلال تطوير الأدوات الاستثمارية، لإطلاق إمكانات القطاعات الاقتصادية في المملكة، وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني، ما يؤدي إلى توليد مزيد من فرص العمل للمواطنين، ويحقق التنمية الاقتصادية المنشودة ويسهم في استقطاب أفضل الكفاءات العالمية والاستثمارات النوعية، وصولاً إلى استغلال الموقع الاستراتيجي للمملكة.
وقال البنيان إن الحدث استثنائي في العلاقة التكاملية بين شركتي «سابك» و«أرامكو السعودية»، فهذه هي المرة الأولى، التي يدخل فيها أكبر كيانين صناعيين في المملكة في شراكة استراتيجية من أجل مواصلة الريادة السعودية لابتكار تقنية جديدة، تسهم في توسيع آفاق الممكن في مجال صناعة البتروكيماويات.
وأضاف أن الآفاق المستقبلية لتحويل النفط إلى كيماويات كبيرة ومتنوعة، وعندما يصبح المشروع حقيقة، فلن يكون مجمع تحويل النفط إلى كيماويات هو الأكبر في العالم وحسب، بل سيكون معياراً تنافسياً جديداً، وسيُمكن الشركتين من الاستفادة من عملية الدمج وحجم المشروع الكبير، كما سيرسخ مكانة المملكة دولةً رائدة من رواد التقنية في صناعة البتروكيماويات.
وقال رئيس شركة سابك إن المشروع سيقدم فرصاً جديدة لبناء صناعات تحويلية رائدة في المملكة من خلال 4 محاور؛ هي تعزيز قيمة إنتاج النفط الخام في المملكة عبر التكامل الشامل في سلسلة الصناعات الهيدروكربونية، والإسهام في التنويع الاقتصادي من خلال إنتاج مواد جاهزة للاستهلاك أو شبه جاهزة، وكذلك تطوير وابتكار تقنيات متقدمة، ومواءمة النمو الاقتصادي المستدام للمملكة مع برنامج التحول الوطني.
وبيّن أن للإعلان عن إنشاء مجمع صناعي متكامل لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيماوية في المملكة أهمية، ليس فقط بسبب التعاون والاستثمار بين أكبر شركتين سعوديتين، ولكن أيضاً لأنه سيعزز مكانة المملكة عالمياً على مستوى صناعة الكيماويات، حيث سيضم المجمع وحدات تشغيل مبتكرة تمكنه من تحقيق معدل غير مسبوق لعملية تحويل النفط إلى كيماويات، وذلك بصورة تنافسية واقتصادية، وهذا يعد إنجازاً على مستوى الصناعة.


مقالات ذات صلة

السعودية ترفع أسعار النفط للمشترين في آسيا لشهر فبراير

الاقتصاد شعار «أرامكو» السعودية على صهريج لتخزين النفط في حقل نفطي بالسعودية (أ.ف.ب)

السعودية ترفع أسعار النفط للمشترين في آسيا لشهر فبراير

رفعت شركة «أرامكو»، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، أسعارها للمشترين في آسيا لشهر فبراير (شباط)، وذلك للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، وسط انخفاض الإمدادات الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «بترورابغ» (موقع الشركة)

«بترورابغ» السعودية تتوقع زيادة تكلفة إنتاجها 0.73 % بعد تعديل أسعار الوقود

أعلنت شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات أن تعديل أسعار بعض منتجات الوقود من جانب «أرامكو» ستنتج عنه زيادة إجمالي تكلفة الإنتاج للشركة بنحو 0.73 %.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد «أرامكو» زادت أسعار الديزل في السعودية إلى 1.66 ريال للتر (واس)

«أرامكو» ترفع أسعار الديزل في السعودية

رفعت شركة «أرامكو» أسعار الديزل في السعودية إلى 1.66 ريال للتر، بدءاً من 1 يناير 2025، وفقاً لآخر تحديثاتها عبر موقعها الإلكتروني الثلاثاء.

الاقتصاد شعار «أرامكو» السعودية على صهاريج لتخزين النفط (الموقع الإلكتروني لشركة «أرامكو»)

كينيا تمدد مجدداً اتفاقاً لاستيراد النفط مع «أرامكو» و«أدنوك» و«إينوك»

ذكرت كينيا، الثلاثاء، أنها مدّدت أجل اتفاق لاستيراد النفط مع 3 شركات في منطقة الخليج، ما أسهم في تخفيف الضغط على الشلن الكيني.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
الاقتصاد شعار أرامكو (أ.ف.ب)

«فيتش» تثبّت تصنيف «أرامكو‬» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»

ثبّتت وكالة «فيتش‬» للتصنيف الائتماني تصنيف شركة «أرامكو‬ السعودية» عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المركزي الصيني» يضيف المزيد من الذهب إلى احتياطياته

منظر جوي لمجمعات سكنية عملاقة في جزيرة هونغ كونغ الصينية (رويترز)
منظر جوي لمجمعات سكنية عملاقة في جزيرة هونغ كونغ الصينية (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يضيف المزيد من الذهب إلى احتياطياته

منظر جوي لمجمعات سكنية عملاقة في جزيرة هونغ كونغ الصينية (رويترز)
منظر جوي لمجمعات سكنية عملاقة في جزيرة هونغ كونغ الصينية (رويترز)

أظهرت بيانات رسمية صادرة عن بنك الشعب الصيني يوم الثلاثاء أن البنك المركزي الصيني أضاف الذهب إلى احتياطياته في ديسمبر (كانون الأول) للشهر الثاني على التوالي، مستأنفاً تحركه في نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد توقف دام ستة أشهر.

وبلغت احتياطيات الصين من الذهب 73.29 مليون أوقية في نهاية ديسمبر، من 72.96 مليون أوقية في الشهر السابق. ورغم الزيادة في الكمية، انخفضت قيمة احتياطيات الصين من الذهب إلى 191.34 مليار دولار في نهاية الشهر الماضي، من 193.43 مليار دولار في نهاية نوفمبر.

وأوقف بنك الشعب الصيني حملة شراء الذهب التي استمرت 18 شهراً في مايو (أيار) 2024، والتي أثرت سلباً على طلب المستثمرين الصينيين. وقد يعزز قرار البنك باستئناف عمليات الشراء طلب المستثمرين الصينيين.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في «ساكسو بنك»: «نظراً لضعف الذهب في نهاية العام بسبب قوة الدولار على نطاق واسع، وارتفاع العائدات، فإن الشراء الإضافي من بنك الشعب الصيني في ديسمبر من شأنه أن يرسل رسالة مريحة إلى السوق، مفادها بأن الطلب من المشترين غير الحساسين للدولار مستمر بغض النظر عن الرياح المعاكسة للدولار والعائدات».

وفي عام 2024، دفعت دورة تخفيف أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، وعمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، السبائك إلى مستويات قياسية متوالية، ومكسب سنوي بنسبة 27 في المائة، وهو الأكبر منذ عام 2010.

وقال يوان دا، المسؤول عن التخطيط الحكومي في الصين، في مؤتمر صحافي يوم الجمعة، إن اقتصاد الصين سيواجه العديد من الصعوبات والتحديات الجديدة في عام 2025، وهناك مجال واسع للسياسات الاقتصادية الكلية.

وفي مقابل زيادة الاحتياطيات من الذهب، أظهرت بيانات رسمية يوم الثلاثاء أن احتياطيات النقد الأجنبي الصينية هبطت أكثر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) بفعل قوة الدولار المستمرة.

وانخفضت احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد - وهي الأكبر في العالم - بمقدار 64 مليار دولار الشهر الماضي إلى 3.202 تريليون دولار، وهو ما يقل عن توقعات «رويترز» البالغة 3.247 تريليون دولار، وانخفاضاً من 3.266 تريليون دولار في نوفمبر.

وانخفض اليوان 0.7 في المائة مقابل الدولار في ديسمبر، بينما ارتفع الدولار الشهر الماضي 2.6 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى.

وفي سياق منفصل، أصدرت الهيئة الوطنية للتنمية والإصلاح، وهي أعلى سلطة للتخطيط في الصين، يوم الثلاثاء، توجيهاً لبناء سوق موحدة صينية.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن هذه الخطوة جزء من جهود تستهدف تنفيذ مهام محددة تم عرضها في مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الصيني في ديسمبر الماضي، الذي ركز على أهمية صياغة توجيه لإقامة سوق وطنية موحدة.

ويستهدف التوجيه تشجيع كل السلطات المحلية والإدارات الحكومية على تسريع تكاملها في سوق وطنية موحدة مع دعم تنميتها بنشاط، بحسب الهيئة الوطنية للتنمية والإصلاح.

وحدد التوجيه إجراءات أساسية مطلوبة، ومنها توحيد المؤسسات والقواعد الأساسية للسوق، وتحسين اتصال البنية التحتية للسوق عالية المستوى، وبناء سوق موحدة للعناصر والموارد، وتعزيز التكامل عالي المستوى لأسواق السلع والخدمات، وتحسين التنظيم العادل والموحد، والحد من المنافسة غير العادلة في السوق والتدخلات غير المناسبة.