قناة «العالم سوريا} «هدية» إيران لدمشق

TT

قناة «العالم سوريا} «هدية» إيران لدمشق

فيما اعتبرته إيران هدية للنظام السوري، بدأت قناة «العالم سوريا» بثها التجريبي مساء أول من أمس، وسط صمت من الجانب الرسمي، حيث اكتفت وزارة الإعلام بإيراد النبأ على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعد أكثر من 12 ساعة على انتهاء البث، وكتبت وزارة الإعلام خبراً مقتضباً: «قناة (العالم سوريا) بدأت ليلة السبت بثها التجريبي كهدية من الجمهورية الإسلامية إلى الشعب السوري بمناسبة انتصاره على الإرهاب»، ولوحظ أنه لم يتم التفاعل سريعا مع الخبر، فيما لم تعلق على هذا الحديث أي وسيلة إعلام رسمية تابعة للنظام، كما لم يحظ البث التجريبي للقناة باهتمام يذكر من قبل الصفحات الإخبارية السورية في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي أول بث استضافت القناة ميس كريدي، عضو ما يسمى بـ«هيئة العمل الديمقراطي في سوريا» - من تشكيلات المعارضة مرخص لها من قبل النظام - وكتبت كريدي على صفحتها على «فيسبوك»: «في انطلاقة القناة سيكون لي شرف أن أكون ضيفة الحلقة الأولى من برنامج سوريا الحدث الساعة السابعة بتوقيت دمشق»، إلا أن ميس كريدي التي تلقت التهاني من بعض أصدقاء صفحتها لم تعد لتعلق على مشاركتها في انطلاقة القناة.
وانطلق البث التجريبي لقناة «العالم سوريا» ليل السبت لمدة ساعتين برعاية رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون الإيراني عبد العلي علي عسكري. ستتراوح مدته يوميا ما بين ساعتين وثلاث ساعات، من السابعة مساء حتى العاشرة مساء بتوقيت دمشق. على أن تزداد فترات البث بالتدريج إلى 7 حتى 8 ساعات، وصولا إلى بث يومي على مدى 24 ساعة في المستقبل.
وكان رئيس قسم اللغات الأجنبية في مؤسسة الإذاعة والتلفزة الإيرانية، بيمان جبلي، قد أعلن عبر قناة «العالم الإخبارية» الإيرانية، أن برامج القناة الموجهة للجمهور السوري ستكون برامج عامة ومنوعة و«ستختلف عن سياقات قناة (العالم الإخبارية)، وستكون قناة عامة أكثر منها خبرية، وستبث برامج ثقافية وفنية واقتصادية إلى جانب البرامج السياسية». ومن تلك البرامج «حديث الشام» و«المجلة الاقتصادية» و«المونولوغ» و«لقاءات مع الفنانين» وبرامج أخرى.
وتعتبر قناة العالم الإخبارية واحدة من القنوات القليلة التي سمح لها النظام بتغطية الأحداث والوقائع العسكرية في سوريا، حيث برز اسم مراسلها ومدير مكتبها كأحد أبرز الصحافيين الذين رافقوا قوات النظام والميليشيات الحليفة والرديفة خلال العمليات العسكرية، كما سمح له بممارسة أعتى أنواع الدعايات الحربية كالتقاط صور مع جثث القتلى، أو إرسال رسائل تهديد ووعيد وسخرية من المعارضة السورية عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة «فيسبوك» و«تويتر».



تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)
TT

تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)

تحدثت شركة «غوغل» عن خطتها لتطوير عملية البحث خلال عام 2025، وأشارت إلى تغييرات مرتقبة وصفتها بـ«الجذرية»؛ بهدف «تحسين نتائج البحث وتسريع عملية الوصول للمعلومات»، غير أن الشركة لم توضح كيفية دعم الناشرين وكذا صُناع المحتوى، ما أثار مخاوف ناشرين من تأثير ذلك التطوير على حقوق مبتكري المحتوى الأصليين.

الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل»، سوندار بيتشاي، قال خلال لقاء صحافي عقد على هامش قمة «ديل بوك» DealBook التي نظمتها صحيفة الـ«نيويورك تايمز» خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي: «نحن في المراحل الأولى من تحول عميق»، في إشارة إلى تغيير كبير في آليات البحث على «غوغل».

وحول حدود هذا التغيير، تكلّم بيتشاي عن «اعتزام الشركة اعتماد المزيد من الذكاء الاصطناعي»، وتابع أن «(غوغل) طوّعت الذكاء الاصطناعي منذ عام 2012 للتعرّف على الصور. وعام 2015 قدّمت تقنية (رانك براين) RankBrain لتحسين تصنيف نتائج البحث، غير أن القادم هو دعم محرك البحث بتقنيات توفر خدمات البحث متعدد الوسائط لتحسين جودة البحث، وفهم لغة المستخدمين بدقة».

فيما يخص تأثير التكنولوجيا على المبدعين والناشرين، لم يوضح بيتشاي آلية حماية حقوقهم بوصفهم صُناع المحتوى الأصليين، وأشار فقط إلى أهمية تطوير البحث للناشرين بالقول إن «البحث المتقدم يحقق مزيداً من الوصول إلى الناشرين».

كلام بيتشاي أثار مخاوف بشأن دور «غوغل» في دعم المحتوى الأصيل القائم على معايير مهنية. لذا، تواصلت «الشرق الأوسط» مع «غوغل» عبر البريد الإلكتروني بشأن كيفية تعامل الشركة مع هذه المخاوف. وجاء رد الناطق الرسمي لـ«غوغل» بـ«أننا نعمل دائماً على تحسين تجربة البحث لتكون أكثر ذكاءً وتخصيصاً، وفي الأشهر الماضية كنا قد أطلقنا ميزة جديدة في تجربة البحث تحت مسمى (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews، وتعمل هذه الميزة على فهم استفسارات المستخدمين بشكل أفضل، وتقديم نتائج بحث ملائمة وذات صلة، كما أنها توفر لمحة سريعة للمساعدة في الإجابة عن الاستفسارات، إلى جانب تقديم روابط للمواقع الإلكترونية ذات الصلة».

وحول كيفية تحقيق توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين البحث وضمان دعم مبتكري المحتوى الأصليين وحمايتهم، قال الناطق إنه «في كل يوم يستمر بحث (غوغل) بإرسال مليارات الأشخاص إلى مختلف المواقع، ومن خلال ميزة (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews المولدة بالذكاء الاصطناعي، لاحظنا زيادة في عدد الزيارات إلى مواقع الناشرين، حيث إن المُستخدمين قد يجدون معلومة معينة من خلال البحث، لكنهم يريدون المزيد من التفاصيل من المصادر والمواقع».

محمود تعلب، المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن التغييرات المقبلة التي ستجريها «غوغل» ستكون «ذات أثر بالغ على الأخبار، وإذا ظلّت (غوغل) ملتزمة مكافحة المعلومات المضللة وإعطاء الأولوية لثقة المُستخدم، فمن المرجح أن تعطي أهمية أكبر لمصادر الأخبار الموثوقة وعالية الجودة، والذي من شأنه أن يفيد مصادر الأخبار الموثوقة».

أما فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي المصري والمحاضر في الجامعة الأميركية بالقاهرة، فقال لـ«الشرق الأوسط» خلال حوار معه: «التغيير من قبل (غوغل) خطوة منطقية». وفي حين ثمّن مخاوف الناشرين ذكر أن تبعات التطوير «ربما تقع في صالح الناشرين أيضاً»، موضحاً أن «(غوغل) تعمل على تعزيز عمليات الانتقاء للدفع بالمحتوى الجيد، حتى وإن لم تعلن بوضوح عن آليات هذا النهج، مع الأخذ في الاعتبار أن (غوغل) شركة هادفة للربح في الأساس».