السعودية تخفف قيود الاستثمار في سوق الأسهم أمام المؤسسات الأجنبية

خفض الحد الأدنى المطلوب لقيمة الأصول التي تديرها المؤسسة الأجنبية بـ50 %

السعودية تخفف قيود الاستثمار في سوق الأسهم أمام المؤسسات الأجنبية
TT

السعودية تخفف قيود الاستثمار في سوق الأسهم أمام المؤسسات الأجنبية

السعودية تخفف قيود الاستثمار في سوق الأسهم أمام المؤسسات الأجنبية

نحو تحفيز مزيد من الاستثمارات في سوق الأسهم السعودية، قررت هيئة السوق المالية في البلاد تخفيف قيود الاستثمار المفروضة على المؤسسات المالية الأجنبية. يأتي ذلك من خلال خفض الحد الأدنى المطلوب لقيمة الأصول التي تديرها المؤسسة المالية طالبة التأهيل، ليكون 1.87 مليار ريال (500 مليون دولار)، بدلاً من 3.75 مليار ريال (مليار دولار).
وفي هذا الخصوص، من المتوقع أن تحدث هذه الخطوة الجديدة انعكاساً إيجابياً على تداولات سوق الأسهم المحلية، كما أنها ستواكب مرحلة جديدة ستكون فيها السوق السعودية ضمن قائمة مؤشرات الأسواق العالمية الناشئة، سواءً أكان ذلك عبر مؤشر «MSCI» أو مؤشر «فوتسي»، وهما المؤشران اللذان يقتربان من إدراج سوق الأسهم السعودية ضمن قائمة الأسواق العالمية الناشئة.
وفي إطار ذي صلة، دعت هيئة السوق المالية، المستثمرين والمهتمين والعموم إلى إبداء آرائهم وملاحظاتهم حول مشروع تحديث القواعد المنظمة لاستثمار المؤسسات المالية الأجنبية في الأسهم المدرجة، والتي أتاحتها اعتباراً من أول من أمس على موقعها الإلكتروني، وذلك لمدة 14 يوماً تقويمياً، مؤكدة في بيان لها أن المقترحات والملاحظات التي تتلقاها ستكون محل العناية والدراسة؛ لغرض اعتماد ‏الصيغة النهائية للقواعد.
وتنظم القواعد الصادرة عن مجلس هيئة السوق المالية الإجراءات والمتطلبات والشروط اللازمة لتسجيل المستثمرين الأجانب المؤهلين لدى الهيئة، وللموافقة على عملائهم للاستثمار في الأسهم المدرجة، وتحديد التزاماتهم والتزامات الأشخاص المرخص لهم في ذلك الشأن.
ومن التعديلات المقترحة على القواعد، إلغاء شرط موافقة الهيئة على طلب التسجيل، مما سيدعم ويسهل إجراءات تأهيل المستثمر الأجنبي، علماً بأن القواعد ما زالت تفرض على الشخص المرخص له مسؤولية التأكد من أهلية المستثمر الأجنبي بحسب شروط التأهيل الواردة في القواعد. إضافة إلى ذلك، ولغرض زيادة مرونة التحقق من أهلية المستثمر الأجنبي، تم استبدال قائمة المستندات الواجبة بقائمة استرشادية، مع إتاحة استخدام أي معلومات ومستندات أخرى بديلة.
وتضمن مشروع تحديث القواعد خفض الحد الأدنى المطلوب لقيمة الأصول التي تديرها المؤسسة المالية طالبة التأهيل ليكون 1.87 مليار ريال (500 مليون دولار) أو أكثر، بدلاً من 3.75 مليار ريال (مليار دولار) أو أكثر، بالإضافة إلى تأهيل المؤسسات المالية التابعة للمستثمر الأجنبي المؤهل والصناديق الاستثمارية المدارة من قبله، دون الحاجة لتقديم طلب تأهيل مستقل، وتخفيف بعض الالتزامات المستمرة.
من جهة أخرى، أثمرت الجهود التي تقوم بها هيئة السوق المالية من خلال تطوير لوائحها، في تقدم ترتيب المملكة في مؤشر «حماية أقلية المستثمرين» من المرتبة 63 عام 2017 إلى المرتبة 10 عام 2018؛ حيث تمت الإشارة إلى ذلك ضمن تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2018 الذي تصدره مجموعة البنك الدولي.
ويعتبر المؤشر مرآة لقياس مدى الحماية المقدمة للأقلية من المستثمرين، ويعتمد على عدة عوامل تتمحور على حفظ حقوق المساهمين، ومدى الشفافية والإفصاح لدى الشركات.
كما أشارت مجموعة البنك الدولي في تقريرها إلى أن هذه البيانات وضعت بناءً على استبيانات شملت محامين متخصصين في قوانين الشركات والأوراق المالية، وهي تستند أيضاً إلى أنظمة الأوراق المالية، وقوانين الشركات، وقوانين الإجراءات المدنية وقواعد الإثبات لدى المحاكم. ويتم تحديد ترتيب الاقتصادات في المؤشر وفقاً لقوة نظام حماية المستثمرين الأقلية في كل اقتصاد.
وأوضحت هيئة السوق المالية السعودية، أن هذه القفزة في المؤشر جاءت نتيجة سلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز ثقة المستثمرين في السوق، ورفع مستوى الشفافية والإفصاح.
وكانت هيئة السوق قد أعلنت مطلع هذا العام عن تطوير لائحة الحوكمة الخاصة بشركات المساهمة المدرجة في السوق المالية السعودية، وذلك للمساهمة في وضوح العلاقة بين المساهمين ومجلس إدارة الشركة من جهة، ومجلس الإدارة وفريق الإدارة التنفيذية من جهة أخرى، واهتمت كذلك بحقوق المساهمين في تلك الشركات، كالحق في المعاملة العادلة دون تمييز، والحصول على المعلومات بشفافية، بما يمكنهم من ممارسة حقوقهم النظامية على أكمل وجه، إلى جانب اهتمامها بحقوق غيرهم من أصحاب المصالح في هذه الشركات.
وتسعى هيئة السوق المالية السعودية إلى إبراز أهمية المستثمر، ودوره في تنمية السوق، بغض النظر عن حجم استثماراته، وذلك عن طريق تشريعات تمكن المستثمر من ضمان حقوقه، هذا بالإضافة إلى توفير بيئة تنظيمية تساهم في حماية المستثمرين، مهما كانت أحجام استثماراتهم.
كما تضمنت مبادرات هيئة السوق الكثيرة الرامية إلى حماية السوق والمستثمرين، كلاً من «إدارة حماية المستثمر» التي استحدثت مؤخراً في الهيئة، والنظام الإلكتروني لاستقبال ومعالجة البلاغات عن مخالفات نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية، إضافة إلى إتاحة التصويت الإلكتروني للمساهمين في الجمعيات العامة لشركات المساهمة، المدرجة أسهمها في السوق المالية.


مقالات ذات صلة

القطاع الخاص السعودي يختتم عام 2024 بأقوى نمو في المبيعات

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

القطاع الخاص السعودي يختتم عام 2024 بأقوى نمو في المبيعات

اختتم اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط بالسعودية عام 2024 على نحو قوي حيث تحسنت ظروف الأعمال بشكل ملحوظ مدفوعة بزيادة كبيرة في الطلبات الجديدة

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد من معرض سيتي سكيب 2024 الأكبر عقارياً في العالم (واس)

سوق الرهن العقاري بالسعودية... محرك رئيسي في النمو والتنويع المالي

يأتي توجه السعودية نحو تطوير سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري من ضمن التطورات المتسارعة التي يشهدها التمويل العقاري في السعودية.

محمد المطيري
الاقتصاد المشروع استخدم مخلفات البناء والهدم في طبقات الرصف الأسفلتية (هيئة الطرق)

الأول عالمياً... السعودية تُنفِّذ طريقاً باستخدام ناتج هدم المباني

نفَّذت السعودية أول طريق في العالم يستخدم ناتج هدم المباني في الخلطات الأسفلتية على سطح الطريق، بهدف تعزيز الاستدامة البيئية، وتطوير بنية تحتية أكثر كفاءة.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

السعودية تُرتب تسهيلات ائتمانية بـ2.5 مليار دولار لتمويل الميزانية

أعلن المركز الوطني لإدارة الدين في السعودية إتمام ترتيب اتفاقية تسهيلات ائتمانية دوّارة متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بهدف تمويل احتياجات الميزانية العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تصدرت مجموعة الدول الآسيوية عدا العربية والإسلامية مجموعات الدول المُصدَّر لها من السعودية في أكتوبر 2024 (الشرق الأوسط)

الميزان التجاري السعودي ينمو 30 % في أكتوبر الماضي

سجّل الميزان التجاري في السعودية نمواً على أساس شهري بنسبة 30 في المائة، بزيادة تجاوزت 4 مليارات ريال (1.06 مليار دولار) في شهر أكتوبر 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.