إسرائيل تجيز بناء وحدات سكنية داخل أراض فلسطينية خاصة

في خطوة مستفزة يمكن أن تؤجج المواجهات بين الجانبين

TT

إسرائيل تجيز بناء وحدات سكنية داخل أراض فلسطينية خاصة

في خطوة مستفزة يمكن أن تؤجج المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أعلن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أبيحاي مندلبليت أنه يعمل على دفع مصادرة أراض فلسطينية خاصة من أجل تشريع نحو 2300 وحدة سكنية داخل المستوطنات، تعتبر حتى في نظر القانون الإسرائيلي غير شرعية لأن المستوطنين نهبوها بالخداع والتزوير. وقال مصدر إسرائيلي رفيع في أجهزة القضاء أمس إن المستشار يعتقد أن المحكمة العليا ستلغي القانون، الذي يسمح بمصادرة عدد من أراضي الفلسطينيين، ولكن حسب خطته فإن ثلث المباني غير المرخصة في المستوطنات تقريبا، يمكن ترخيصها بطرق أخرى.
وحسب مصادر مطلعة، فقد بلور مندلبليت الخطة بعد أن تعرض لضغوط كبيرة من وزيرة القضاء اييلت شكيد، أحد القيادات البارزة في حزب المستوطنين «البيت اليهودي».
وتشمل هذه الخطة الاستيلاء على أراضي فلسطينيين، ساد الاعتقاد سابقا أنها أراض تابعة للدولة، وتم بناء المستوطنات عليها. وفي حين كانت الالتماسات التي يتم تقديمها في الماضي ضد هذه البيوت تقود إلى إخلائها، يريد مندلبليت استخدام المادة الخامسة من الأمر العسكري الإسرائيلي الخاص بالممتلكات الحكومية في الضفة الغربية من أجل السماح للدولة بالسيطرة على هذه الأراضي.
ومن الناحية القانونية يختلف هذا الإجراء عن قانون المصادرة، المعروف باسم التسوية، ولكن النتيجة متشابهة، ذلك أن المستوطنات ستبقى في مكانها، وأصحاب الأراضي لن يتمكنوا من الوصول إليها، ولن يكونوا قادرين على معارضة الاستيلاء عليها، وسوف يحصلون على تعويض من الدولة.
وفي رده أمس على الالتماس الذي تم تقديمه إلى المحكمة العليا ضد قانون المصادرة، كتب مندلبليت قائلا إنه «غير دستوري وجوهره غير مناسب».
وأضافت المصادر ذاتها أنه يمكن استخدام هذه المادة من الأمر العسكري في عدة التماسات قبل أن تبت المحكمة العلیا في قانون المصادرة. وقد نشر مندلبليت هذا الأسبوع رأيا يسمح للدولة بالسيطرة على 45 دونما من الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة داخل مستوطنة «عوفرا»، بناء على المادة الخامسة. وتم اتخاذ القرار باللجوء إلى هذا المسار في نهاية السنة الماضية، عندما حاول مندلبليت صد قانون المصادرة. لكن بعد ضغوط سياسية مورست عليه، أعرب عن موافقته على طريقة السيطرة الموضعية على الأراضي.
وحسب مصادر في الجهازين القضائي والسياسي، فإن مندلبليت لم يكن ليقضي بهذا القرار في التوقيت الحالي لولا الضغوط التي مورست عليه من قبل الوزيرة شكيد لدفع قانون المصادرة. وحسب مسؤول إسرائيلي رفيع فقد طلبت شكيد من مندلبليت دفع «وسائل جديدة إلى صندوق الأدوات القضائي، تسمح بتنظيم المستوطنات التي أقيمت على أراضي فلسطينية خاصة.
وحسب تقديرات الإدارة المدنية، فقد أقام المستوطنون 3455 بيتا على أراض فلسطينية خاصة في الضفة، من بينها 1048 منزلا أقيمت على أراض خاصة ساد الاعتقاد أنها أراض حكومية، وتم لاحقا إخراجها من هذا الإطار بعد أن اتضح أنها أراض فلسطينية خاصة. وإلى جانب هذه البيوت، هناك 1285 بيتا أقيمت على «أراض فلسطينية خاصة وواضحة المعالم»، أي التي لم يتم اعتبارها أراضي حكومية بتاتا.
ويمكن لقانون المصادرة تنظيم هذه البيوت، لكن سيكون من الصعب تنظيمها وفقا لخطة مندلبليت. أما بقية المباني فقد أقيمت قبل أكثر من 20 سنة، وهي ذات مكانة غير واضحة، لكنه قد يتم تنظيم قسم منها بناء على خطة مندلبليت.
ومن شأن وجهة النظر هذه أن تشرع بناء 14 بؤرة غير قانونية في الضفة. وقد بعث مندلبليت إلى المحكمة العليا برد شديد اللهجة على قانون المصادرة، قال فيه إن القانون يفضل بشكل ظاهر المستوطنين على الفلسطينيين، «ولا مفر من الإعلان القضائي عن قانون التسوية بأنه غير دستوري ويجب إلغاؤه».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.