مصر: بعثة إيطالية تُرجح العثور على مقبرة «نفرتيتي»

الكشف عن «ورشة حرفية» تعود للأسرة الـ18 بجزيرة «ألفنتين» في أسوان

TT

مصر: بعثة إيطالية تُرجح العثور على مقبرة «نفرتيتي»

اقتربت بعثة آثار إيطالية فيما يبدو، من الوصول إلى مقبرة الملكة الفرعونية الشهيرة «نفرتيتي». وأعلن فريق جامعة بولي تيكنيكو الإيطالية الذي يعمل بالتنقيب عن الآثار في مصر، دلائل علمية جديدة، ترجح وجود غرفة لم يكشف عنها خلف مقبرة الملك «توت عنخ آمون» المُلقب بالفرعون الذهبي في وادي الملوك بمحافظة الأقصر جنوب مصر.
وقالت مصادر أثرية إن نتائج دراسات المسح الجيوفيزيقى الذي أجراه فريق الجامعة في محيط المقبرة مطلع العام الحالي، رجحت وجود «قبر» لأحد ملوك أو ملكات الفراعنة، خلف جدران مقبرة «توت عنخ آمون»؛ لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من العمل للوصول إلى صاحب أو صاحبة القبر، الذي كان قد رجح العالم الإنجليزي نيكولاس ريفز، أن تكون للملكة «نفرتيتي» زوجة الملك إخناتون المعروف بفرعون «التوحيد» ووالد الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، الذي لعبت «نفرتيتي» دوراً مهماً في تنصيبه ملكاً على عرش مصر، بعد وفاة والده.
وما زالت القاهرة تقوم بمجهودات كبيرة للإعلان عن كشف أثري عالمي بعد استجابتها لصحة النظرية الأثرية التي أطلقها العالم ريفز، ورجح فيها وجود غرف إضافية خلف جدران مقبرة «الملك الذهبي» قد تضم مقبرة إحدى الملكات... واعتمد ريفز في نظريته على نتائج صور وأشعة مقطعية لعمل نموذج لمقبرة «توت عنخ آمون».
وأكد أثريون مصريون، وجود شواهد تؤكد وجود مقبرة خلف جدران مقبرة «توت عنخ آمون»، وقد تكون للملكة «نفرتيتي»... وكانت نتائج سابقة قد أشارت إلى وجود مواد عضوية في الفراغات الموجودة خلف جدران مقبرة «توت عنخ آمون»، الأمر الذي يعنى وجود «مومياوات وعظام»، وفق الأثريين.
والمعروف تاريخياً أن «توت عنخ آمون» قد مثل فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد «إخناتون» الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد؛ لكن في عهد «توت عنخ آمون» تم العودة لعبادة آلهة مصر القديمة المتعددة، وتم اكتشاف مقبرته عام 1922 من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر... وأحدث الاكتشاف وقتها ضجة إعلامية واسعة في العالم.
وأجرت مصر عدداً من عمليات المسح العالمي باستخدام أجهزة الرادار في إطار البحث عن قبر الملكة «نفرتيتي»... وكان ريفز قد طالب مصر في مايو (أيار) عام 2016 بعمل فتحة «ثقب» في مقبرة «توت عنخ آمون» للتأكد من صحة نظريته؛ لكن مصر رفضت حينها، وقال العالم الأثري زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، لا نستطيع أن نقوم بعمل فتحة داخل المقبرة نظرا لأهميتها الكبيرة، بالإضافة لعدم وجود أدلة كافية تؤكد وجود مقبرة خلف مقبرة «توت عنخ آمون»، حيث إن الأجهزة التي تم استخدامها في المسح الراداري لا يمكن أن توضح ما إذا كانت هناك بقايا عضوية من عدمه.
وأعلنت وزارة الآثار المصرية في أبريل (نيسان) عام 2016 أن النتائج الأولية لأعمال المسح الراداري الرقمي، الذي أجراه فريق العمل المصري - الأميركي بمقبرة الملك «توت عنخ آمون» رقم 62 بوادي الملوك، واستمرت على مدار أكثر من عشر ساعات، قد أظهرت عدم تعارض نتائج المسح الراداري السابق، غير أن الوزارة قالت إن «الأمر يحتاج لمزيد من الوقت للخروج بالنتائج النهائية».
وقامت الآثار بعمل مسح راداري آخر للمقبرة بواسطة جهاز رادار رقمي أكثر دقة، وتم الإعلان عن اكتشاف غرفتين خلف مقبرة «توت عنخ آمون» في الجانب الغربي والشمالي، ويعتقد أنه يوجد بهما مواد عضوية ومعدنية.
في غضون ذلك، أعلنت الآثار أمس، الكشف عن عنصر معماري أثري من الحجر الرملي في الجزء الشمالي الغربي من معبد كوم أمبو بمحافظة أسوان جنوب مصر، وإحدى الورشات الحرفية بجزيرة ألفنتين بأسوان تعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن العنصر المعماري المكتشف بمعبد كوم أمبو له أهمية خاصة، حيث أثبتت الدراسات المبدئية أنه يعود لعصر الإمبراطور فيليب إرهاديوس، الأخ غير الشقيق للإسكندر الأكبر الذي تولى الحكم بعده، الأمر الذي قد يجعل تاريخ المعبد أقدم مما هو متعارف عليه حتى الآن.
بينما أضاف الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، أنه قد سبق العثور على بقايا عناصر معمارية ترجع إلى عصر الملك أمنحتب الأول، بالإضافة إلى تماثيل لإحدى زوجات الملك تحتمس الثالث؛ إلا أن أقدم تاريخ معروف لدى الأثريين لإعادة بناء المعبد الحالي هو العصر البطلمي في عهد الملك بطليموس الخامس عام 181 قبل الميلاد.
وأشار هاني أبو العزم، رئيس إدارة آثار مصر العليا، إلى أنه على الرغم من عدم تحديد هوية العنصر المكتشف بعد أو مكانه الأصلي؛ فإن الأثريين استطاعوا تحديد أبعاده حيث يبلغ طوله نحو 83 سم، وعرضه 55 سم، وسمكه 32 سم، نقشت عليه مجموعة من الكتابات الهيروغليفية بالنحت الغائر توضح اسم التتويج واسم العرش لفيليب إرهاديوس، وأدعية له وللإله سوبك سيد مدينة كوم أمبو، مضيفاً: «في الجزء العلوي منه يوجد نقش للإلهة نخبت، أما الجزء السفلي فحفر عليه وجه الإمبراطور فيليب مرتدياً التاج الأحمر (تاج الوجه البحري)، وعلى الجانب يوجد خرطوش يحوي اسم الإمبراطور مع وجود بقايا ألوان».
أما عن الورشة الحرفية المكتشفة بجزيرة ألفنتين، فأوضح الدكتور كورنيليوس فون بلجريم أنها كانت ورشة نجارة حيث عثر بداخلها على بلطتين ذواتي وجهين، وعصا خشبية واحدة، وهذا النوع من البلطات بدأ ظهوره في عصر الأسرة الثامنة عشرة حيث يمكن تأريخ البلطتين بعصر الملك تحتمس الثالث وأوائل عصر الملك أمنحتب الثاني.


مقالات ذات صلة

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

يوميات الشرق اكتشافات أثرية جديدة في الأقصر (البعثة الآثارية)

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

أعلن عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، الأربعاء، عن اكتشاف بقايا معبد الوادي للملكة حتشبسوت بالأقصر (جنوب مصر)، مع عدد من الاكتشافات الأثرية الأخرى.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.