«كاثرين وولكر»... 40 عاماً من الأناقة

معرض يحتفل بالمصممة التي منحت الأميرة ديانا الثقة والقوة

دوقة كامبريدج كايت ميدلتون في معطف  على شكل فستان  من تصميم الدار
دوقة كامبريدج كايت ميدلتون في معطف على شكل فستان من تصميم الدار
TT

«كاثرين وولكر»... 40 عاماً من الأناقة

دوقة كامبريدج كايت ميدلتون في معطف  على شكل فستان  من تصميم الدار
دوقة كامبريدج كايت ميدلتون في معطف على شكل فستان من تصميم الدار

بشهادة الأميرة الراحلة نفسها، فإن المصممة كاثرين وولكر هي من أعطتها الثقة عندما كانت في أمسّ الحاجة إليها.
في معرض حميم أقيم الشهر الماضي في «سبنسر هاوس» بيت عائلة الأميرة، عُرضت مجموعة من الفساتين التي ظهرت بها الأميرة ديانا، وكانت من تصميم الفرنسية الأصل كاثرين وولكر.
من المعروضات كان فستان طويل باللون الأبيض مطرز باللؤلؤ وأحجار الكريستال، ارتدته ديانا في زيارتها إلى واشنطن، عام 1996. بجانبه كتبت كلمة بخط الأميرة جاء فيها: «كنت فخورة جدا، وأشعر بثقة عالية وأنا أمشي إلى المنصة بهذا الفستان لألقي أول خطاب لي بعد طلاقي. تخونني الكلمات ولا أستطيع أن أعبر لك عن مدى إعجابي بتصاميمك وجمالها».
إلى جانب هذا الفستان الأيقوني، كانت هناك مجموعة أخرى من الفساتين التي يحكي كل واحد منها قصة أو مناسبة، بعضها ارتدته خلال زواجها من الأمير تشارلز، وبعضها بعد طلاقها منه.
وفي كل الحالات ذكرتنا كيف كانت الأميرة الراحلة تستعمل أزياءها كلغة بليغة، ترسل من خلالها شفرات ورسائل، إما للعالم في بدايتها أو لطليقها الأمير تشارلز، ولوسائل الإعلام فيما بعد.
فما لا يختلف عليه اثنان أن استعمالها لهذه اللغة زاد بعد طلاقها. وللوصول إلى مبتغاها وتحقيق التأثير الذي تستهدفه، كانت تعتمد على مصممتها المفضلة لكي تُبدع لها فساتين تعزز ثقتها بنفسها، وتجعلها مستعدة لمواجهة العالم.
زوج كاثرين وولكر، سعيد سايروس الذي يدير الدار حاليا منذ وفاتها في عام 2010، لمح إلى أن الأميرة كانت في السنوات الأخيرة تستعير فساتينها من الدار عوض شرائها. يقول: «عندما كانت تُعيدهم لنا، لم نكن نعلم كم ستكون قيمة وتتحول إلى كنز وإرث تاريخي».
ويتذكر سايروس أنها كانت طليعة في لغة الموضة ومتمكنة من أدواتها، مشيرا إلى أنها لم تكن تتعامل معها بعفوية عشوائية، بل تفكر في كل قطعة والمناسبة التي ستظهر فيها. والأهم من هذا بحسب قول سايروس: «لم تكن تريد أن تُشعر من حولها بأنها مختلفة عنهم. كانت تحرص على أن يكون هناك توازن بينها كأميرة وبينها كإنسانة دافئة، وهذا ما كنت أراعيه وزوجتي دائما عندما كنا نصمم لها أي قطعة تطلبها».
بالنظر إلى أي قطعة معروضة والتمعن في تفاصيلها من الخارج والداخل، يبدو واضحا أن كاثرين وولكر وزوجها كانا يعرفان أن كل خطوة وكل حركة تقوم بها ستكون تحت المجهر، لهذا كانا يوليان اهتماما كبيرا بأدق التفاصيل، وينظران إلى أي تصميم من كل الزوايا. فالظهر كان بأهمية الصدر، وحواشي الأكمام بأهمية الياقة، والتنورة وغيرها. فالكاميرا لا ترحم، وأي خطأ بسيط أو تفصيل لم يتم الاهتمام به جيدا يمكن أن يتحول إلى كارثة.
أسست كاثرين وولكر - وهي من أصل فرنسي - دارها بمساعدة زوجها سعيد سايروس في عام 1977. وفي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي اشتهرت بعد أن ظهرت الأميرة ديانا بعدة فساتين من تصميمها في مناسبات كثيرة. بقيت علاقتهما جيدة حتى بعد طلاقها. تحتفل دار «كاثرين وولكر» بمرور 40 عاما على تأسيسها، ورغم أن مؤسستها توفيت منذ سبع سنوات، فإن دارها لا تزال تُبدع، خصوصا أن من تسلم المشعل منها هو زوجها الذي شهد بدايتها وكان شريكا فعالا، إضافة إلى فريق عمل تدرب على يدها ويحترم إرثها في تفصيل فساتين ومعاطف في غاية الأنوثة والفخامة، فتصميمها يحاكي الهندسة من ناحية الدقة، ومراعاتها لكل بوصة وسنتيمتر، من دون أن تتنازل عن الأنثوي والرومانسي الذي اشتهرت به الأميرة ديانا.
ولا تزال زبونات من الطبقات الأرستقراطية وسيدات الأعمال يترددن عليها، بمن فيهن دوقة كامبريدج، كايت ميدلتون، التي ظهرت بمجموعة من المعاطف والفساتين من تصميم الدار في عدة مناسبات رسمية.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
TT

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)

اهتمام الملك تشارلز الثالث بالموضة، وبكل ما يتعلق بالبيئة، أمر يعرفه الجميع منذ أن كان ولياً للعهد. لهذا لم يكن غريباً أن يستقبل في قصر سانت جيمس حديثاً مؤتمراً نظّمه «تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري (CBA)»، ليؤكد أنه لا يزال متمسكاً بمبادئه. فالمشروع الذي نُظّم المؤتمر من أجله يستهدف تسريع التحوّل نحو اقتصاد مستدام، وتعزيز التقدّم في المشروع الإنساني.

وتُعدّ هذه دورته الثانية، التي جاءت تحت عنوان «مختبر الأزياء المتجددة في جبال الهيمالايا»، علماً بأن من يقف وراءه أسماء مهمة في عالم المال والأعمال ومجال الإبداع على حد سواء، نذكر منها جيورجيو أرماني وبرونيللو كوتشينللي.

ريكاردو ستيفانيللي مع الملك تشارلز الثالث في المؤتمر (برونيللو كوتشينللي)

المشروع ثمرة تعاون بين فرق معنيّة بالموضة، في إطار «مبادرة الأسواق المستدامة»، التي أطلقها الملك تشارلز الثالث -عندما كان ولياً للعهد- وشركة «برونيللو كوتشينللي (S.p.A)» و«تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري». وتأسس لدعم القضايا المرتبطة بالمناخ العالمي وغيرها من المسائل الحيوية التي تُؤثّر على البشرية. وهي قضايا يشدد الملك تشارلز الثالث على أنها تحتاج إلى تكاثف كل القوى لإنجاحها.

حضر المؤتمر باحثون وعلماء وروّاد أعمال وقادة مجتمعات محلية (برونيللو كوتشينللي)

حضر المؤتمر، إلى جانب الملك البريطاني، نحو 100 مشارك، من بينهم باحثون وعلماء وروّاد أعمال، ومستثمرون، وقادة مجتمعات محلية.

كان للموضة نصيب الأسد في هذا المؤتمر، إذ شارك فيه فيديريكو ماركيتي، رئيس فرقة العمل المعنيّة بالموضة، وجوزيبي مارسوتشي، ممثل عن دار «جورجيو أرماني»، وبرونيللو كوتشينللي، الرئيس التنفيذي لشركة «برونيللو كوتشينللي». وتحدَّث هذا الأخير عن التقدّم الذي أحرزته الشركة الإيطالية حتى الآن في إطار دعم قيم الاقتصاد الدائري، وحماية البيئة، فضلاً عن تعزيز مفاهيم الأزياء والسياحة المستدامة، مستشهداً بدفعات أولية من «باشمينا»، استخدمت فيها مواد خام من مناطق واقعة في جبال الهيمالايا.

ويُعدّ مشروع الهيمالايا، الذي وُلد من رؤية مشتركة بين «برونيللو كوتشينللي» و«فيديريكو ماركيتي»، من المشروعات التي تحرص على ضمان إنتاج يُعنى برفاهية الإنسان، من دون أي تأثيرات سلبية على الطبيعة والبيئة. وحتى الآن يُحقق المشروع نتائج إيجابية مهمة، لكن دعم الملك تشارلز الثالث له يُضفي عليه زخماً لا يستهان به.