للوشاح قوانين في النمسا

للوشاح قوانين في النمسا
TT

للوشاح قوانين في النمسا

للوشاح قوانين في النمسا

هل وشاحي قانوني؟ سؤال قد يبدو للوهلة الأولى غريباً إلا أنه أصبح من الضروريات في النمسا خصوصاً هذه الأيام، مع دخول فصل الشتاء، والحاجة الماسة لغطاء يصد الريح ويقي من البرد، والأهم ألّا يتعارض في الوقت ذاته مع قانون حظر النقاب وكل ما يحجب معالم الوجه الذي دخل حيز التنفيذ وبقوة منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
من جانبها وبحثا عن حلول لمراعاة القانون الذي تصل غرامة مخالفته إلى 150 يورو، تدفع فورياً، وقد يتطور الأمر إلى السجن، أنشأت مجموعة صفحة إلكترونية بالإضافة لتطبيق يمكن تحميله على الجوالات الذكية، يساعد على معرفة أدق تفاصيل الأحوال الجوية اليومية خصوصاً سرعة الرياح؛ ومن ثم تحديد إن كان الطقس يتطلّب التوشح وتغطية الوجه.
في هذا السياق تستعين المجموعة بمؤشر قياس أميركي Wind Chil Temperature، معروف بأنّه الأكثر حداثة، لاعتماده على آخر ما بلغه التقدم العلمي والنمذجة الحاسوبية لتوفير صيغة دقيقة لحساب درجات الحرارة وشدة الرياح، ومدى مقاومة أنسجة الجلد ممّا يمكن الاستعانة به كـ«توجه» لتغطية معالم الوجه بوشاح للحماية من البرد أو لا، سيما وأنّ الضجة حول قانون الحظر لا تزال في أشدها.
هذا ولم تغفل تلك التطبيقات، التوضيح أنّ ما تقدّمه من معلومات ليست ملزمة قانونيا ومن دون ضمانات.
ما يجدر ذكره أنّ الشرطة التي تنشط بصورة ملحوظة في مراقبة قانون الحظر، ولها حق تقييم الموقف والتمييز بدلاً عن تطبيق أعمى وكأنّ القانون خاطئ، مما قد يفسح مجالاً للمحاججة بأنّ الإصابة بالبرد قد تصيب المرء بما لا تحمد عقباه.
ولا يستبعد أن تستغل محال تجارية من تلك التي تنشط هذه الأيام بسبب البرد، في بيع الأوشحة والأغطية، بحجج الترويج لمبيعاتها الملونة والمزخرفة، بدعوى أنّها الأكثر جاذبية وقد «يرق» لها قلب الشرطي، فلا يسجل مخالفة.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».