جورج هاجي: أسست فريق «فيتورول» لرد الجميل لكرة القدم التي صنعت اسمي

«الأسطورة الرومانية» أعرب عن إحباطه الشديد من عدم دعم الدولة للرياضة في بلاده

هاجي الأسطورة عندما كان لاعباً  - هاجي محمولاً على أعناق لاعبي فيتورول بعد فوزه بلقب الدوري الروماني الموسم الماضي - هاجي في مونديال 1994 حيث تأهلت رومانيا لدور الثمانية («الشرق الأوسط})
هاجي الأسطورة عندما كان لاعباً - هاجي محمولاً على أعناق لاعبي فيتورول بعد فوزه بلقب الدوري الروماني الموسم الماضي - هاجي في مونديال 1994 حيث تأهلت رومانيا لدور الثمانية («الشرق الأوسط})
TT

جورج هاجي: أسست فريق «فيتورول» لرد الجميل لكرة القدم التي صنعت اسمي

هاجي الأسطورة عندما كان لاعباً  - هاجي محمولاً على أعناق لاعبي فيتورول بعد فوزه بلقب الدوري الروماني الموسم الماضي - هاجي في مونديال 1994 حيث تأهلت رومانيا لدور الثمانية («الشرق الأوسط})
هاجي الأسطورة عندما كان لاعباً - هاجي محمولاً على أعناق لاعبي فيتورول بعد فوزه بلقب الدوري الروماني الموسم الماضي - هاجي في مونديال 1994 حيث تأهلت رومانيا لدور الثمانية («الشرق الأوسط})

لم يكن أسطورة كرة القدم الرومانية جورج هاجي خلال المقابلة الصحافية التي أجريناها معه، التي استمرت لما يقرب من الساعة يرفع عينيه عن ملعب التدريب المجاور الذي يشهد الحصة التدريبية لفريقي فيتورول كونستانتا تحت 17 عاماً و19 عاماً تحت أشعة الشمس بعد الظهيرة. وكنت أشعر في مرات كثيرة بأن هاجي يمنع نفسه من الوقوف لتصحيح بعض الأخطاء التي يرتكبها اللاعبون في التدريب. وقال النجم الروماني وهو يشير بذراعه في تلك الأجواء الحارة: «انظر إلى هذا، إنني لا أقوم به من أجل المال، فهذا آخر شيء أفكر فيه، لكن من أجل العمل والتفاني في العمل».
وبدأ العمل الجاد الذي قام به هاجي يؤتي ثماره ووصلت أصداؤه إلى العالم الخارجي وليس رومانيا فقط، حيث تأهل الفريق الذي كونه النجم الروماني قبل ثماني سنوات إلى دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. وقد تأهل نادي فيتورول كونستانتا للبطولة الأقوى في القارة العجوز بعد فوزه بلقب الدوري الروماني الممتاز الموسم الماضي رغم ميزانيته المحدودة، وهو ما يعد بمثابة إنجاز كبير يعوض هاجي عن أي إخفاقات قد واجهها منذ تأسيس النادي عام 2009. وكان هاجي يهدف من وراء تأسيس هذا النادي إلى رد الجميل للرياضة التي صنعت اسمه، وأن يساعد اللاعبين الصغار في رومانيا على أن يكونوا عظماء، مثله تماماً، لكن النادي حقق نتائج فاقت التوقعات بفضل رؤيته الواضحة.
يقول هاجي، الذي أنهى فريقه الموسم قبل الماضي في المركز الخامس وخسر بخماسية نظيفة أمام جينت البلجيكي في التصفيات المؤهلة للدوري الأوروبي الموسم الماضي: «لم نخطط لما حدث، لكنه تحقق وكان شيئاً رائعاً. الفوز بالدوري المحلي الموسم الماضي لم يكن هدفنا، لكنه كان بمثابة مفاجأة في حقيقة الأمر؛ لأننا كنا نسعى فقط للبقاء في الدوري الممتاز. لم يأتِ النجاح عن طريق الصدفة، فقد بدأنا من لا شيء، ويجب أن تعرف كيف تحقق النجاح. لقد حدث كل شيء هنا نتيجة العمل بالطريقة الصحيحة والعمل الجاد والجيد في نفس الوقت».
في الحقيقة، يمتلك هاجي مجموعة من الصفات التي جعلته أحد أبرز وألمع النجوم في عالم الساحرة المستديرة في أواخر الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كما حقق نجاحاً مذهلاً مع عملاقي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة ولعب لكل منهما لمدة عامين. يقول هاجي إنه تعلم من أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف في نادي برشلونة أن «البساطة هي أفضل شيء»؛ ولذا التزم دائماً بهذه النصيحة. وقبل تأسيسه نادي فيتورول، الذي يعني «المستقبل»، كان هاجي لديه خطة مكتوبة على الورق لكيفية صناعة نجوم كرة القدم، ثم قام بزيارة خمس أكاديميات هولندية رائدة من أجل وضع اللمسات النهائية على هذه الخطة.
يقول هاجي: «أردت أن أرى كيف يعمل النظام لديهم. إنها دولة صغيرة، لكنها تنتج أكبر عدد من اللاعبين؛ ولذا فهي دولة يحتذى بها. لقد اتبعت النموذج الهولندي، لكني أريد أن ألعب الكرة مثل الإسبان. يجب أن تكون لديك شخصيتك المستقلة وأن تستحوذ على الكرة وتحاول أن تقدم الأفضل». وكان مصدر إحباط هاجي على مدى سنوات كثيرة يكمن في أن رومانيا لم تعد من بين الأفضل في عالم كرة القدم. وفي الحقيقة، ابتعد منتخب رومانيا عن الساحة الدولية قبل نهاية مسيرة هاجي الكروية بقليل. وعاد المنتخب الروماني للصورة مرة أخرى عام 1998، بعد أربع سنوات من وصوله لدور الثمانية لكأس العالم عام 1994 بالولايات المتحدة الأميركية، عندما حذر هاجي اتحاد الكرة الروماني المتخبط من أن «كرة القدم الرومانية سوف تموت في غضون 10 سنوات». وقبل أن يؤسس هاجي نادي فيتورول، كانت كرة القدم المحلية تعاني من الفساد على أيدي مجموعة من غير المؤهلين والانتهازيين. وكانت أندية مثل ستيوا بوخارست عملاقة من حيث الاسم فقط، بينما كان هاجي يكافح من أجل القيام بدور لفترة قصيرة مع المنتخب الوطني أو مع أندية ستيوا بوخارست، وبوليتنيكا تيميسوارا، وبورصة سبور، وحتى نادي غلطة سراي. تألم هاجي بشدة نتيجة لذلك، وقرر إنفاق 10 ملايين يورو من ماله الخاص على إنشاء نادٍ جديد.
يقول هاجي: «لقد غامرت كثيراً بسبب عشقي الشديد لكرة القدم. لو أصبحت الأكاديمية التي أنشأتها مثالاً للآخرين فهذا شيء جيد للغاية. كانت لدي مسيرة رائعة كلاعب، وأنا سعيد للغاية بما حققته، لكنني الآن في الجزء الثاني من حياتي، ومهمتي الآن أن أساعد الآخرين على تحقيق أحلامهم، سواء في كرة القدم أو في الحياة بصفة عامة». وكان يمكن لهاجي أن يكتفي بالثروة التي لديه، لكنه وهو في الثانية والخمسين من عمره يملك رؤية ثاقبة وقوة طبيعية كبيرة، ويعشق العمل، ولديه ذاكرة فولاذية تمكّنه من معرفة جميع أسماء اللاعبين بنادي فيتورول بدءاً من فريق الناشئين تحت سبع سنوات ووصولاً إلى باقي الفئات العمرية والفريق الأول. ويملك هاجي النادي ويشرف على «الجانب الفني» في جميع المستويات ويدرب الفريق الأول منذ عام 2014.
يقول هاجي: «يجب أن تستثمر رومانيا في الشباب؛ لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من بناء جيل جديد من اللاعبين، مثل الفريق الذي كنت أنا جزءاً منه، بحيث يمكنه منافسة أي فريق آخر. ربما يمكننا أن نكون فريقاً أفضل من الفريق الذي كنت ألعب معه، وهذا هو الهدف الذي أسعى لتحقيقه». ويتحدث هاجي كثيراً عن إحباطه الشديد من عدم تقديم الدولة للدعم الكافي للرياضية في رومانيا، كما تحدث عن أن هناك من سمح بانهيار كرة القدم الرومانية. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كان متواطئاً للغاية؛ لأن النظام الحالي لدوري أبطال أوروبا يضر بالقوى التقليدية في أوروبا الشرقية.
وقال هاجي: «الفرق الفائزة بلقب الدوري في البلدان المهمة مثل رومانيا وصربيا وكرواتيا وبولندا يجب أن تتأهل مباشرة لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا. ولو كان بإمكاني تغيير هذا النظام لفعلت ذلك على الفور. عدم التأهل لدور المجموعات بصورة مباشرة يفصلنا عن الغرب. لكي تستثمر محلياً يتعين عليك أن ترى منظوراً معيناً بالخارج، وهذا المنظور هو دوري أبطال أوروبا. من غير المنطقي بالنسبة لدولة حصلت على البطولة من قبل، مثل رومانيا (عن طريق ستيوا بوخارست عام 1986) ألا تشارك في المسابقة بفريق على الأقل كل عام».
وسيعمل هاجي بكل قوة على التأهل لدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا بفريق لا يتجاوز متوسط أعمار لاعبيه 23.7 عاماً، ليصبح أصغر فريق في أوروبا يفوز بالدوري المحلي الموسم الماضي. وقد صعّد هاجي سبعة لاعبين من قطاع الناشئين بالنادي إلى الفريق الأول خلال الصيف الماضي، وأضاف إليهم بعض اللاعبين من أصحاب الخبرات الكبيرة. ويؤمن هاجي بأنه يجب دائماً تدعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد وبيع لاعبين آخرين حتى يتم تطوير الفريق ويكون قادراً على المنافسة بالشكل الذي وصل إليه.
يقول هاجي: «لدي فكرة تقوم على أن قطاع الناشئين في أي نادٍ يجب أن يدعم الفريق الأول بلاعب واحد كل عام، بغض النظر عن النادي الذي نتحدث عنه، سواء كان ريال مدريد أم برشلونة أم تشيلسي أم أي نادٍ كبير آخر. وفي فريقي، يخرج من قطاع الناشئين لاعبان أو ثلاثة لاعبين كل عام، وهذه المرة صعد سبعة لاعبين دفعة واحدة. هذا هو المستوى الذي نلعب فيه، لكن لو كنت تعمل مع أفضل أكاديميات الناشئين، فأعتقد أنه من المستحيل ألا يتم تصعيد لاعب واحد إلى الفريق الأول، فهذا أمر ضروري».
قد يبدو هذا هجوماً على بعض أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي لا تعتمد على قطاع الناشئين، لكن هاجي لا يقصد ذلك. وقد زار هاجي نادي مانشستر سيتي الموسم الماضي بناء على دعوة من صديقه جوسيب غوارديولا، وقال: إن أكاديمية الناشئين بالنادي «رائعة وجميلة جدا وبها بنية تحتية رائعة». وقال هاجي مازحاً إنه «يأمل أن ينافس غوارديولا يوماً ما»، لكنه لم يقل أين سيفعل ذلك. وأكد الأسطورة الرومانية أن المنتخب الإنجليزي أمامه فرصة كبيرة للنجاح في الفترة المقبلة. وأضاف: «لديكم فريق وطني هو الأصغر من حيث أعمار لاعبيه، وهو فريق جيد للغاية. هذا رأيي، فقد حققتم الفوز في الكثير من المباريات في جميع المستويات خلال الفترة الماضية، ولو عمل الفريق الأول على اثنين أو ثلاثة من التفاصيل الصغيرة فسيمكنكم المنافسة على كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية مرة أخرى». وتابع: «أعتقد أنكم تلعبون عدداً كبيراً للغاية من المباريات، وتستنفد طاقة اللاعبين عندما يصلون للمسابقات النهائية. مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز مرتفع للغاية ويخوض اللاعبون عدداً كبيراً من المباريات؛ لذا لا يكونون في كامل لياقتهم عند انطلاق البطولات. دائماً ما يبدأ المنتخب الإنجليزي بشكل جيد، ثم يسقط. لديكم لاعبون رائعون للغاية، لكنهم لا يكونون في كامل لياقتهم الذهنية والبدنية».
وكان هاجي قريباً للغاية من اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في مناسبتين مختلفتين، الأولى مع توتنهام عام 1994 والأخرى في نيوكاسل يونايتد بعد عامين، لكنه في المرة الأولى فضّل اللعب لبرشلونة وفي المرة الأخرى لغلطة سراي التركي. يقول هاجي: «كنت أريد بقوة أن ألعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. أعرف أن الناس هناك يحبونني ويحترمونني كثيراً، وكان اللعب هناك سيمنحني سعادة كبيرة. سوف أجعل نجلي يلعب هناك. سوف أسمع له باللعب في الأماكن التي لم ألعب بها». ويقصد هاجي هنا نجله إيانيس هاجي، البالغ من العمر 19 عاماً والذي يلعب في مركز صانع الألعاب وانتقل إلى نادي فيورينتينا الإيطالي من نادي فيتورول العام الماضي. وبدا هاجي متردداً في أن يقول إن نجله يشبهه كثيراً في طريقة اللعب، مضيفاً: «إنه يلعب بكلتا قدميه، لكني كنت ألعب بواحدة فقط، لكنني متأكد من أنه يلعب مثلي». لكن هناك علامات مبشرة على أن إيانيس لاعب جاد ويتفانى في عمله ولا يمثل اسم «هاجي» أي عبء عليه. يقول هاجي: «إنه موهوب للغاية وفتى مذهل. إنه يملك مهارة كبيرة وشخصية رائعة، والآن يتعلق الأمر بمدى طموحه. لقد كان قائد فريقي الأول وهو لا يزال في السادسة عشرة ونصف من عمره؛ لذا فهو قائد ويمكن أن يكون لاعباً مهماً للغاية في صفوف المنتخب الروماني في المستقبل».
ويرتكز مشروع هاجي بالكامل على اقتناعه التام بأن رومانيا لديها «منجم» من اللاعبين المهرة. لا يعد هاجي هو الوحيد الذي يؤمن بذلك؛ إذ عبر المدير الفني لآرسنال آرسين فينغر خلال السنوات الأخيرة عن اعتقاده بأن الإمكانات الكروية لرومانيا تجعلها تأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة في أوروبا بأكملها. وتساءل هاجي: «لماذا يقول ذلك؟ لأن رومانيا فازت ببطولة أوروبا. نحن نلعب كرة قدم مثل بلدان أميركا اللاتينية؛ فنحن مبدعون، لكننا نحتاج إلى بعض التنظيم. لو تحدثت عن الموهبة، فنحن نأتي في المقدمة، وهذا هو ما أؤمن به. لن يكون غريباً أن يقول الناس ذلك، لأن كرويف نفسه كان يعتقد ذلك. نحن نفتقد لبعض الأشياء القليلة، لكن لدينا الموهبة».
ويود هاجي أن يرى أولئك الذين رفعوا المنتخب الروماني إلى المكانة التي تليق به قبل عقدين من الزمان وهم يتولون مسؤولية تطوير كرة القدم في رومانيا. يقول هاجي إنها ستكون «طريقاً طويلة وشاقة، لكن ربما يتمكن شخص ما من قطعها». ولا يخفي هاجي حقيقة أنه لم ينته من العمل في كرة القدم على الساحة الدولية، قائلاً: «أنا مستعد للعمل في أعلى المستويات». وثمة انطباع بأن هاجي بات لديه التزام أبدي بنادي فيتورول الذي أسسه، لكنه لا يزال لديه طموح كبير في عالم التدريب.
وفي غضون ثوانٍ من الانتهاء من المحادثة، لم يتمالك هاجي نفسه أكثر من ذلك واتجه إلى ملعب تدريب فريقه تحت 17 عاماً لكي يوجه للاعبين تعليمات فيما يتعلق بطريقة التسديد على المرمى. وقال هاجي متحدثاً عن فريق الشباب بنادي فيتورول: «يجب أن نكون إلى جانبهم عندما يكونون في حاجة إلينا». في الحقيقة، لم يتوانَ هاجي مطلقاَ في أن يخبر الآخرين بالطريق التي يتعين عليهم أن يسيروا فيها، وسوف يعود الأسبوع المقبل للعب في المستوى الذي يشعر بأنه الطبيعي بالنسبة له.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».