الاستخبارات الأميركية تتجسس على 100 ألف أجنبي

انتقادات في الكونغرس مع قرب نهاية التفويض

TT

الاستخبارات الأميركية تتجسس على 100 ألف أجنبي

مع الكشف عن تقرير يؤكد أن وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه) تتجسس على أكثر من 100 ألف مواطن غير أميركي، بالإضافة إلى تجسسها على المواطنين الأميركيين الذين يتصلون بهم، ومع رغبة الرئيس دونالد ترمب في إصدار قانون يسمح بتوسيع هذه التجسس، ومع اقتراب نهاية العام، ونهاية تفويض الكونغرس للتجسس على مواطنين أميركيين خلال اتصالاتهم مع غير أميركيين خارج الولايات المتحدة، انتقد قادة في الكونغرس ما سموه «اعتداءات على الحرية الشخصية للمواطنين الأميركيين».
وحسب القانون الحالي، تقدر وكالة الأمن الوطني على جمع وتسجيل هذه الاتصالات، لكنها لا تقدر على نشرها. وتقدر على ذلك مؤسسات حكومية أخرى، مثل مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، وإدارة الهجرة والتجنيس.
لكن قادة في الكونغرس قالوا إن الحصول على تسجيلات هذه الاتصالات يجب أن يرتبط بإذن من قاضٍ. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس (السبت)، انتقادات للسماح بالتجسس على الأميركيين بحجة الحرب ضد الإرهاب، منها انتقادات السيناتورين باتريك ليهي (ديمقراطي، ولاية فيرمونت)، ومايك لي (جمهوري، ولاية يوتا)، اللذين قدما مشروع قانون إلى الكونغرس للحد من تسرب هذه التسجيلات، خصوصاً عن طريق مراكز مكافحة الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى واحد من أهم هذه المراكز: المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وهو الذي ينسق العمليات الأميركية والدولية، ويقع مقره في واحدة من ضواحي واشنطن، ضاحية ماكلين (ولاية فرجينيا). وهو جزء من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، الذي يجمع 16 وكالة استخبارات أميركية. ويتخصص في جمع مجموعات من المتخصصين من الوكالات الفيدرالية الأخرى، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، ووزارة الدفاع.
وفي عام 2012، منح وزير العدل إريك هولدر «إن سي تي سي» سلطة جمع وتخزين وتحليل بيانات واسعة النطاق عن مواطنين أميركيين جمعت - وتجمع - من مصادر حكومية، مثل وكالة الأمن القومي، وغير حكومية.
وقال تلفزيون «سي إن إن» إن وكالة الأمن الوطني تراقب أكثر من 100 ألف مواطن غير أميركي حول العالم، وأيضاً اتصالات مواطنين أميركيين معهم.
وفي غضون ذلك، بعثت وزارة العدل، حسب أوامر الرئيس دونالد ترمب، إلى الكونغرس بطلب الموافقة على إصدار قانون دائم يسمح بعمليات المراقبة الإلكترونية للمواطنين الأميركيين.
ووقع وزير العدل جيف سيشنس، ومدير الاستخبارات الوطنية دانييل كوتس، على هذه الرسالة، وقالا إن للطب صلة بزيادة التجسس الإلكتروني الأجنبي داخل الولايات المتحدة، وإن إصدار قانون دائم «يقلل من التعقيدات الحالية» و«يحمي الأمن الوطني الأميركي».
وجاء في الرسالة: «سيسمح (القانون الجديد المطلوب) بجمع المعلومات المهمة عن إرهابيين دوليين، وقراصنة إلكترونيين، وأشخاص وكيانات على صلة بنشر أسلحة الدمار الشامل»، وأيضاً «صار هذا (إصدار قانون دائم مباشر) أمر حيوي لحماية البلاد من الإرهاب الدولي، والتهديدات الأخرى».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».