يجري الجيشان الروسي والصيني تدريبات مشتركة «مضادة للصواريخ» الشهر القادم، في ظل استمرار التوتر حول أزمة كوريا الشمالية، وقلق في موسكو وبكين من نشر الولايات المتحدة مكونات الدرع الصاروخية الأميركية في المنطقة. وعلى الرغم من تأكيدات وزارة الدفاع الصينية بأن «التدريبات لا تستهدف أي طرف ثالث»، إلا أن طبيعة المناورة تشير بوضوح إلى أن الهدف منها الاستعداد لمواجهة أي تطورات محتملة للأزمة، بما في ذلك استخدام الولايات المتحدة منظومتها الصاروخية المضادة للصواريخ في النزاع الكوري، إذ أكدت وزارة الدفاع في بكين أن الهدف من التدريبات التي ستبدأ يوم 11 وتستمر لغاية 16 ديسمبر (كانون الأول) القادم، هو التدرب على التصدي بشكل مشترك للصواريخ وكيفية التعامل مع «الهجمات المفاجئة والمستفزة على أراضي البلدين من صواريخ باليستية وصواريخ موجهة».
وكانت الولايات المتحدة نشرت في كوريا الجنوبية في سبتمبر (أيلول) الماضي 4 بطاريات إضافية من منظومة (ثاد) الصاروخية المضادة للصواريخ، وذلك بعد أيام على إعلان كوريا الشمالية في 3 سبتمبر (أيلول) عن تجربة جديدة ناجحة أجرتها على قنبلة هيدروجينية، وحذرت سيول حينها من أن بيونغ يانغ تستعد لإطلاق صواريخ باليستية. وقبل ذلك نقلت الولايات المتحدة في مطلع مارس (آذار) منصات محمولة ومعدات منظومة (ثاد) إلى كوريا الجنوبية، وقالت قيادة القوات الأميركية في منطقة المحيط الهادي إن نشر المنظومة جاء على خلفية إسراع كوريا الشمالية في برنامج التجارب النووية، وإطلاق صواريخ باليستية. وقررت سيول عام 2016 نشر المنظومة الأميركية المضادة للصواريخ على أراضيها، ويفترض أن تنتهي العملية حتى نهاية عام 2017. وتعمل منظومة «ثاد» على اعتراض الصواريخ الباليستية قريبة ومتوسطة المدى في المرحلة الأخيرة من تحليقها، وتعتمد بذلك على الاصطدام بالصاروخ وتفجيره، وليس على استخدام رأس حربية لتدميره. ويصل مداها حتى 200 كم وتستطيع إصابة الأهداف التي تحلق على ارتفاع يزيد عن 150 كم.
وأثار نشر الولايات المتحدة لهذه المنظومة الصاروخية في كوريا الجنوبية قلق روسيا والصين، وقالت الخارجية الروسية في شهر مارس إن «مثل هذه الممارسات الأميركية، أيا كانت مبرراتها، ستؤثر بشكل سيئ جداً على الاستقرار العالمي الاستراتيجي، الذي تحب واشنطن الحديث دوماً عن التزامها به». وقال غيورغي بوريسينكو، مدير دائرة أميركا الشمالية في الخارجية الروسية، في تصريحات مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إن نشر المنظومة في كوريا الجنوبية موجه ضد روسيا والصين، وأوضح أن «هذه المنظومة الصاروخية لا تملك القدرة على منع كوريا الشمالية من توجيه رد بحال تعرضت لعدوان، ذلك أن سيول تقع ضمن مدى نيران المدفعية بعيدة المدى لكوريا الشمالية، ولا تستطيع منظومة ثاد التصدي لقذائف المدفعية، وعليه فإنه لا حاجة لهذه المنظومة ضد كوريا الشمالية»، وأشار إلى أن روسيا والصين تدركان تماما أن المنظومة الصاروخية الأميركية موجهة ضدهما. وتتبنى بكين ذات الموقف من هذه المنظومة، وعبرت على لسان أكثر من متحدث رسمي عن قلقها إزاء هذا التطور، وقال ليو جين مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة إن «نشر منظومة ثاد الأميركية المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية قد يشكل تهديدا لمصالح الصين»، وطالب واشنطن بالتوقف عن نشر تلك المنظومة.
وإلى جانب المواقف السياسية الروسية الصينية المشتركة من السياسات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية، يبدو أن موسكو وبكين تستعدان معاً لمواجهة السيناريو الأسوأ، في منطقة قريبة من البلدين. وفي هذا السياق يجري البلدان مناورات، يؤكدان أنها «ليست موجهة ضد دول ثالثة» لكن يتضح من أهدافها أنها مناورات تحمل رسائل تؤكد استعدادهما عسكريا لمواجهة أي تداعيات سلبية، على كل المحاور التي يشكل فيها النشاط العسكري الأميركي مصدر قلق للبلدين. وفي هذا السياق أطلق البلدان مناورات بحرية في شهر يوليو (تموز) الماضي، الأولى من نوعها بين البلدين في مياه بحر البلطيق، تحت اسم «التعاون البحري - 217» بهدف التدرب على التصدي للتهديدات البحرية وتعزيز التعاون بين القوات البحرية من البلدين. وفي سبتمبر أطلق البلدان الجزء الثاني من تلك المناورات، لكن هذه المرة في المياه قرب كوريا الشمالية، وتحديدا في أقصى الشرق، في خليج «بطرس الكبير» بالقرب من فلادي فستوك الروسية ليس ببعيد عن القاطع الحدودي بين روسيا والكوريتين، وفي الأجزاء الجنوبية من بحر آخوتسك شمال اليابان.
7:49 دقيقة
مناورات روسية ـ صينية ضد «الدرع الصاروخية الأميركية»
https://aawsat.com/home/article/1087106/%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%80-%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9%C2%BB
مناورات روسية ـ صينية ضد «الدرع الصاروخية الأميركية»
استعداداً لمواجهة أي تطورات محتملة
- موسكو: طه عبد الواحد
- موسكو: طه عبد الواحد
مناورات روسية ـ صينية ضد «الدرع الصاروخية الأميركية»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة