قوات «سوريا الديمقراطية» تتجه نحو البوكمال على الحدود العراقية

قتلى بتفجير انتحاري لـ«داعش» شرق دير الزور

TT

قوات «سوريا الديمقراطية» تتجه نحو البوكمال على الحدود العراقية

حققت قوات سوريا الديمقراطية، تقدماً جديداً على حساب تنظيم داعش شرقي محافظة دير الزور، متجهة نحو مدينة البوكمال انطلاقاً من الضفّة الشرقية لنهر الفرات، وباتت على بعد 60 كيلومتراً من المدينة القريبة من الحدود العراقية، وتسببت المعارك بنزوح آلاف العائلات من مناطق القتال، وفرارها إلى البادية، فيما أُعلن عن مقتل جندي روسي من قوات النخبة في المعارك الدائرة مع التنظيم في دير الزور.
وأعلن موقع «الدرر الشامية» المعارض، أن «جندياً روسياً من قوات النخبة، قتل خلال المعارك الدائرة ضد عناصر (داعش) في ريف دير الزور». ونقل الموقع عن مصادر إعلامية محلية، أن «الجندي يوري أوبل، هو أحد عناصر وحدة المظلات في الجيش الروسي، قُتل نتيجة المعارك المحتدمة في دير الزور مع التنظيم، حيث تدعم روسيا قوات النظام بالمستشارين العسكريين وبالجنود».
ويشهد القسم الشرقي من ريف دير الزور، قتالاً عنيفاً بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة بطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، خصوصاً على المحاور الواقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «وحدات من قوات (قسد) تمكنت من التقدّم في المنطقة، والسيطرة على بلدة الطيانة وقرية الشنان في شرق الفرات، المقابلة لمنطقة القورية الواقعة في غرب نهر الفرات».
الاشتباكات العنيفة، ترافقت مع قصف متبادل على محاور القتال بين الطرفين، فيما امتدت المعارك إلى محاور في أطراف قرية درنج المقابلة لناحية العشارة، حيث تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى السيطرة على مزيد من المناطق، والوصول إلى الحدود السورية – العراقية من الضفاف الشرقية لنهر الفرات». وقال المرصد إن «قوات عملية (عاصفة الجزيرة)، قلصت المسافة التي تفصلها من مكان وجودها على الضفة الشرقية للفرات عن مدينة البوكمال، إلى أقل من 60 كيلومتراً، فيما تتواجد وحدات من تلك القوات على مسافة أقل من 20 كيلومتراً عن مدينة البوكمال من جهة محور الكشمة».
من جهته، لفت مدير موقع «فرات بوست» أحمد الرمضان، أن «هجوم قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الشرقي مع تنظيم داعش، يأتي ترجمة لقرار التحالف الدولي باستعادة مدينة البوكمال، وألا يسمح للنظام بالسيطرة عليها». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «العقبة الأساسية أمام (قسد) تكمن الآن في عبور نهر الفرات، لمتابعة الزحف نحو المدينة الواقعة على الحدود العراقية». وقال الرمضان، إن «المعلومات تتحدث عن أن التحالف الدولي سيعمد إلى وصل البوكمال بمعبر التنف، ومن ثمّ السيطرة على قاعدة الـ«تي. تو» التي تعدّ المحطة الأساسية لتجمّع كل آبار النفط في دير الزور».
وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات العناصر من الطرفين، ونزوح آلاف العائلات من مناطق القتال إلى البادية التي افترشت الأرض، وفق ما أفاد ناشطون في ريف دير الزور، وتحدثوا عن «تمكن تنظيم داعش من أسر عنصرين من قوات سوريا الديمقراطية وإعدامهما في هجين». في حين قصفت طائرات تابعة للتحالف الدولي قرية درنج، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين من عائلة واحدة وإصابة نحو 15 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.
وكانت قوات «عاصفة الجزيرة» تقدّمت أول من أمس، من بلدة الشحيل وسيطرت على قرية بالقرب منها، وبدأت عملية تمشيط للمنطقة، وأفادت مصادر ميدانية، أن القوات المهاجمة «تقدمت عبر البادية من جهة حقل التنك النفطي، ووصلت إلى حقل الكشمة الواقع قرب قرية الكشمة، حيث عملت على تمشيط الحقل من بقايا مقاتلي التنظيم».
إلى ذلك، فجر انتحاري سيارة مفخخة في قرية بريف دير الزور الشرقي اليوم الجمعة ما خلف نحو 50 شخصا بين قتيل وجريح.
وقال مصدر في مجلس دير الزور المدني لوكالة الأنباء الألمانية: «أقدم انتحاري على تفجير سيارة مفخخة في قرية فرج الواقعة بين حقلي الجفرة النفطي وكونيكو للغاز في ريف دير الزور الشرقي بعد ظهر الجمعة، ما أدى لمقتل 15 شخصا وإصابة أكثر من 35 آخرين، حالة خمسة منهم حرجة».
وكان «داعش» فجر في منتصف الشهر الماضي سيارة مفخخة في نقطة تجمع للنازحين في منطقة أبو فاس شمال شرقي دير الزور ما أدى لمقتل أكثر من مائة شخص. كما سقط عشرات القتلى في تفجير داعش لسيارة مفخخة في رتل للنازحين قرب حقل كونيكو النفطي.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.