بروكسل: إغلاق 26 جمعية ومصادرة أموال بسبب تمويل الإرهاب

سيارة شرطة أمام محل جزارة إسلامي في بروكسل («الشرق الأوسط»)
سيارة شرطة أمام محل جزارة إسلامي في بروكسل («الشرق الأوسط»)
TT

بروكسل: إغلاق 26 جمعية ومصادرة أموال بسبب تمويل الإرهاب

سيارة شرطة أمام محل جزارة إسلامي في بروكسل («الشرق الأوسط»)
سيارة شرطة أمام محل جزارة إسلامي في بروكسل («الشرق الأوسط»)

قال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون إن الشرطة الفدرالية في بروكسل نفذت 18 عملية أمنية كبيرة خلال العام الحالي، شملت أشخاصاً من 96 جنسية، وانتهت إلى إغلاق 26 جمعية كان لها علاقة بأعمال غير قانونية، والبعض منها يشتبه في علاقته بتمويل الإرهاب، وأضاف الوزير الذي كان يتحدث في مداخلة له أمام إحدى لجان البرلمان أنه لا يمكن له أن يجزم بأن كل تاجر مخدرات أو تاجر سلاح أو تاجر سيارات له علاقة بتنظيم داعش، وليس كل شاب فشل في التعليم له صلة بالتطرف والإرهاب.
واستطرد الوزير: «الأرقام والمعلومات المتوفرة تشير إلى أن أغلب الإرهابيين جاءوا من عالم الجريمة، ولهم سوابق إجرامية مختلفة. ولهذا السبب، كان لا بد من الربط بين الأمرين، هذا بالإضافة إلى أن الشبكات الإرهابية تحصل على تمويلها من مثل هذه الجرائم، ومنها تجارة المخدرات أو السلاح أو غيرها من أعمال إجرامية أخرى».
وقال الوزير إن التحركات الأمنية أسفرت عن العثور على كميات كبيرة من المخدرات، بأنواع مختلفة. وجاء ذلك في إطار عرض الوزير لنتائج عمل ما يعرف بخطة «القنال»، التي شملت عدة بلديات في العاصمة بروكسل، خصوصاً التي يقطنها غالبية من المهاجرين الأجانب، وهي الخطة التي أعلن الوزير عنها في أعقاب تفجيرات باريس في أواخر 2015، في إطار تدابير لمواجهة الإرهاب والتطرف. وأضاف الوزير أن الحملات الأمنية قد أسفرت، إلى جانب إغلاق الجمعيات التي تعمل بشكل غير قانوني وحولها شبهات جنائية، عن العثور على مبالغ مالية ومصادرتها. وأيضاً في خلال العمليات الأمنية التي جرت في الشهور الستة الأولى من العام الحالي في إطار خطة القنال، جرى اكتشاف 173 كيلوغراماً من مخدر الماريغوانا، و3 كيلوات من الكوكايين، وتقريباً كيلو من الهيروين ومصادرتها. وفي أواخر العام الماضي، قال جان جامبون، وزير الداخلية البلجيكي، إن عمليات تفتيش تجرى منذ عدة أشهر، في إطار خطة للكشف عن التطرف في بعض البلديات، ومنها مولنبيك، قد أعطت نتائج أولية، منها تحديد هوية 57 شخصاً من الخطرين على الأمن، منهم 30 عادوا من القتال في سوريا، و27 شخصاً كانوا في طريقهم إلى هناك.
وحسب تصريحات لوزير الإعلام البلجيكي، أسفرت الحملات التفتيشية والاستقصائية التي شملت آلاف المنازل عن شطب 600 شخص كانوا مسجلين في بعض المنازل ولا يقيمون فيها، وذلك بغرض الاستفادة من الخدمات الاجتماعية، ومنها المعونة المالية الشهرية. كما جرى تحديد بعض الجمعيات التي يشتبه في تورطها بأنشطة إجرامية، وتخضع حالياً للمراقبة.
وفي خريف العام الماضي، قررت السلطات توسيع نطاق هذه العملية، وأعلنت عن 300 عنصر أمني إضافي في هذه البلديات، في إطار عملية «خطة القنال» لمواجهة التشدد العنيف والإرهاب في البلديات المطلة على «القنال» أو المجرى المائي، التي تقسم بروكسل، ومنها بلدية مولنبيك التي اكتسبت شهرة واسعة في أعقاب تورط عدد من الشباب من سكانها في هجمات باريس، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهجمات بروكسل في مارس (آذار) العام الماضي.
واشتهرت بلدية مولنبيك في الأشهر الماضية بسبب وجود صلات بين سكانها والعناصر الإرهابية التي ارتكبت كلاً من هجمات باريس في 13 نوفمبر 2015، وهجمات بروكسل في 22 مارس هذا العام. كان جامبون قد أعلن عن مخططه هذا بعد هجمات بروكسل، الذي يهدف بالأساس لمنع تحويل بلدية مثل مولنبيك وبلديات أخرى إلى مناطق خارجة عن سلطة القانون.
وكانت السلطات البلدية والفدرالية البلجيكية قد واجهت انتقادات عنيفة، بسبب ما وُصف بالتراخي في معالجة ظواهر التطرف الإسلامي التي انتشرت في كثير من مناطق البلاد، وأدت إلى وجود بيئات حاضنة للإرهابيين.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.