قمة ثلاثية حول سوريا في سوتشي الأربعاء المقبل

قوات النظام تدخل البوكمال مجددا

الرئيس الروسي ونظيره التركي (رويترز)
الرئيس الروسي ونظيره التركي (رويترز)
TT

قمة ثلاثية حول سوريا في سوتشي الأربعاء المقبل

الرئيس الروسي ونظيره التركي (رويترز)
الرئيس الروسي ونظيره التركي (رويترز)

يعقد رؤساء تركيا وروسيا وإيران قمة في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) تتمحور حول سوريا، وذلك في منتجع سوتشي بروسيا، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام التركية اليوم (الخميس).
وأوضحت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني سيتباحثون خلال القمة «التطورات الأخيرة في سوريا وفي المنطقة».
وأتاح اتفاق آستانة نسبة إلى العاصمة التي تستضيف المحادثات إقامة «مناطق لخفض التوتر» وفي هذا الإطار نشرت تركيا قوات في محافظة إدلب التي تقع شمال غربي سوريا.
وتدعم روسيا وإيران النظام السوري بينما تدعم تركيا الفصائل المعارضة التي تريد إطاحته.
إلا أن تركيا وروسيا عادتا إلى التعاون حول الملف السوري منذ أن أنهى اتفاق مصالحة بينهما أزمة خطيرة سببها إسقاط طائرة مقاتلة فوق سوريا.
وفي دليل على هذا التحسن، التقى بوتين وإردوغان خمس مرات هذا العام كما أجريا 13 اتصالا هاتفيا منذ يناير (كانون الثاني)، بحسب وكالة أنباء الأناضول.
كما بدا منذ عام أن تركيا تركز بشكل أكبر على منع انتشار «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا والتي تعتبرها أنقرة «إرهابية».
وفي آخر التطورات الميدانية السورية، تمكنت قوات النظام اليوم من دخول البوكمال، آخر معقل مهم لتنظيم داعش في سوريا بعد أيام من استعادة تنظيم داعش السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية والحدودية مع العراق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان النظام قد أعلن منذ أسبوع استعادة السيطرة على البوكمال لكن عناصر التنظيم نجحوا بعد أيام من استعادة المدينة الواقعة شرق البلاد.
ودخلت قوات النظام بمؤازرة من سلاح الطيران الروسي مرة أخرى اليوم إلى المدينة بعد أن شنت هجوما من المحاور الغربية والجنوبية والشرقية للمدينة، بحسب المرصد.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «أن الاشتباكات تدور حاليا داخل المدينة»، مشيرا إلى حدوث «قصف جوي روسي ومدفعي».
وتقع البوكمال في ريف دير الزور وتشكل آخر معقل مهم في سوريا لتنظيم داعش الذي يسيطر على 25 في المائة من مساحة المحافظة الغنية بآبار النفط، بحسب المرصد.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.