«بيربري» تنوي رفع أسعارها لترسخ مكانتها بين الكبار وسط مخاوف المستثمرين

في عروضها الأخيرة عادت الدار إلى نقشاتها الكلاسيكية بعد تجاهل دام سنوات  -  ارتبط اسم الدار بمعطف المطر الأيقوني وبالنقشات المربعة
في عروضها الأخيرة عادت الدار إلى نقشاتها الكلاسيكية بعد تجاهل دام سنوات - ارتبط اسم الدار بمعطف المطر الأيقوني وبالنقشات المربعة
TT

«بيربري» تنوي رفع أسعارها لترسخ مكانتها بين الكبار وسط مخاوف المستثمرين

في عروضها الأخيرة عادت الدار إلى نقشاتها الكلاسيكية بعد تجاهل دام سنوات  -  ارتبط اسم الدار بمعطف المطر الأيقوني وبالنقشات المربعة
في عروضها الأخيرة عادت الدار إلى نقشاتها الكلاسيكية بعد تجاهل دام سنوات - ارتبط اسم الدار بمعطف المطر الأيقوني وبالنقشات المربعة

في الأسابيع الماضية، أفاق عالم الموضة على انخفاض حاد في الأسهم الأوروبية. وكانت دار «بيربري» البريطانية من بين المتضررين، حيث انخفض سهمها نحو 9 في المائة بعد الإعلان عن نتائج الشركة للنصف الأول. وجاء هذا الانخفاض في أعقاب الإعلان عن خروج مصممها كريستوفر بايلي بعد 17 سنة، والكشف عن استراتيجية ماركو غوبيتي، الرئيس التنفيذي الجديد.
وقد أعلن هذا الأخير أنه يريد أن يرتقي بمنتجات الدار إلى مستوى يضاهي كل من داري «غوتشي» الإيطالية و«هيرميس» الفرنسية، اللتين تحققان نجاحات تجارية باهرة في السنوات الأخيرة، رغم أن أسعار منتجاتهما باهظة.
لكن قوبلت استراتيجيته ببعض المخاوف من قبل المستثمرين الذين امتنع بعضهم عن الموافقة عليها، بسبب ما ستتكلفه من مصاريف عالية، تقدر بما بين 150 و160 مليون جنيه إسترليني في العام المقبل، فيما لا تزال الدار تحاول تقليص مصاريفها بنحو 120 مليون جنيه إسترليني خلال السنوات الخمس المقبلة.
بيد أن غوبيتي يريد أن يستثمر كل ما يتم توفيره في برنامجه الجديد الذي سيأخذ ما لا يقل عن عامين، قبل أن تجني الدار ثماره. ومن بين ما ينويه غوبيتي تجديد كثير من المحلات حتى يرتقي بها إلى مستوى أكثر فخامة، وفي الوقت ذاته تقليص بعض الجوانب الأقل ترفاً، بما في ذلك إغلاق بعض الفروع التي يمكن أن تؤثر على صورة الدار سلباً.
وحتى إذا بدت استراتيجية ماركو غوبيتي جيدة على الورق، فإنها تذكر باستراتيجية مماثلة قامت بها دار «مالبوري» منذ بضع سنوات، حيث رفعت فيها أسعارها تشبهاً بـ«هيرميس»، وكانت النتائج سلبية للغاية، لأنها أبعدت زبوناتها الوفيات، الأمر الذي لا تزال تحاول تصحيحه، واستنزف منها جهداً ووقتاً لكي تستعيد توازنها ومكانتها في السوق.
وتبرير غوبيتي أن تجربة «بيربري» مختلفة، ولا يمكن مقارنتها بغيرها، لأن سُمعتها قائمة على المعطف الممطر، وليس على الحقائب فحسب من جهة، كما أنها في موقف أقوى من جهة ثانية. فمكانتها ضمن الكبار المرتبطين بالترف محفوظة، وهو ما يخول لها أن ترفع أسعارها، فسعر معطف بتوقيع الدار يُقدر بألفي جنيه إسترليني، بينما سعر حقيبة يد من الجلد تفوق الألف جنيه في كثير من الحالات.
وتجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن استراتيجية الرئيس التنفيذي الجديد تزامن مع الإعلان عن خروج مصممها كريستوفر بايلي في العام المقبل، بعد 17 سنة. ولأن غوبيتي جاء إلى «بيربري» بعد سنوات من العمل في دار «سيلين»، فإن هناك كثيراً من التكهنات بأن مصممتها فيبي فيلو قد تكون خليفة كريستوفر بايلي. ولا أحد أكد إن كان الأمر شائعة أم حقيقة، لكن أوساط الموضة تعرف أنه لا دخاناً من دون نار.


مقالات ذات صلة

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.