السجن المؤبد لفلسطينيين شقيقين أطلقا الرصاص من بندقية قنص بدائية

TT

السجن المؤبد لفلسطينيين شقيقين أطلقا الرصاص من بندقية قنص بدائية

فرضت المحكمة العسكرية، أمس الأول، حكماً بالسجن المؤبد على الشقيقين ناصر وأكرم بدوي من الخليل، بعد إدانتهما بتنفيذ 5 عمليات لإطلاق النار وإصابة 4 إسرائيليين في عامي 2015 و2016. كما حددت المحكمة أن عليهما دفع غرامة بقيمة 60 ألف شيقل (17 ألف دولار) تعويضاً للجرحى.
وتم اعتقال ناصر (23 عاما) وأكرم (32 عاما)، وهما من حي أبو سنينة في الخليل، في ديسمبر (كانون الأول) 2016، واعترفا بما نسب إليهما. ومع أن إطلاق الرصاص لم يكن قاتلاً، فقد تمت إدانتهما بمحاولة التسبب بالموت المتعمد. وكانت العملية الأولى التي نفذاها قد استهدفت مجموعة من المستوطنين أثناء توجههم إلى الحرم الإبراهيمي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، ما أسفر عن إصابة مستوطنين اثنين، أحدهما بجراح متوسطة والآخر بالغة. وبعد ثلاثة أسابيع، حاول أحدهما تنفيذ عملية أخرى لكنه أخطأ الهدف. وفي يناير (كانون الثاني) 2016، أطلقا النار على ضابطة في الجيش الإسرائيلي وأصاباها بجراح بين متوسطة وبالغة. وفي اليوم نفسه، أطلقا النار من داخل سيارة على جنود رابطوا على مفترق بالقرب من الخليل، وأصابا أحدهم بجراح طفيفة. وأطلقا النار مرات عدة على الحاجز لكنهما لم يصيبا أحدا. وحسب الشاباك فقد كان بحوزتهما بندقية قناصة بدائية مرتجلة ورشاش كارلو مرتجل (أي من صنع محلي بسيط). وقد أخفيا السلاح في أحد مساجد الخليل، وقاما بإطلاق النيران من بناية قريبة من الحرم.
من جهة ثانية، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أنها قامت فجر أمس الاثنين، باعتقال 14 فلسطينيا في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، طالت عدداً من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي بينهم القيادي بالحركة طارق قعدان. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اعتقلت القيادي طارق قعدان البالغ من العمر 47 عاماً، عقب مداهمة منزله في بلدة عرابة، جنوب جنين. وفتشت قوات الاحتلال منزل قعدان بعد مداهمته واستجوابه واعتقلته، علما بأنه سبق أن أمضى في سجون الاحتلال سنوات طويلة في اعتقالات سابقة، وهو شقيق الأسيرة المحررة منى قعدان، وقيادي بارز في حركة الجهاد.
واقتحمت قوات الاحتلال مدناً وقرى في الضفة الغربية، ونفذت حملة دهم وتفتيش للمنازل، عثر خلالها على أسلحة ووسائل قتالية، كما نفذت الاعتقالات بدوافع أمنية، حيث جرى تحويل المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال للتحقيق معهم بشبهات مقاومة الاحتلال وتنفيذ عمليات ضد المستوطنين. ففي بيت لحم اعتقلت قوات الاحتلال للمرة الثالثة الفتى حسام أبو خليفة البالغ من العمر 17 عاما، من منزله في قرية الولجة، كما أعلن الجيش في بيانه أن قواته عثرت على أسلحة في منطقة جبل هندازة قضاء بيت لحم، وزعمت أنها صادرت بندقية من نوع M16. كما اعتقلت شابا وفتّشت منازل مهجورة ببلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل بالضّفة الغربية. كما انتشر جنود الاحتلال في محيط مسجد بيت أمر، وفتّشوا عددا من المنازل القديمة في مدّة تجاوزت الساعة ونصف الساعة، قبل الانسحاب من البلدة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.