نظم الواقع الافتراضي وتقنيات الفيديو الحديثة في مجال الصحافة

تتيح تقديم نوع جديد ومتميز من القصص

مارسيل هوبكينز تشارك في تجربة «مسرح الواقع الافتراضي» خلال فعاليات «مهرجان مستقبل القصص والروايات» في جزيرة ستايتن الأميركية
مارسيل هوبكينز تشارك في تجربة «مسرح الواقع الافتراضي» خلال فعاليات «مهرجان مستقبل القصص والروايات» في جزيرة ستايتن الأميركية
TT

نظم الواقع الافتراضي وتقنيات الفيديو الحديثة في مجال الصحافة

مارسيل هوبكينز تشارك في تجربة «مسرح الواقع الافتراضي» خلال فعاليات «مهرجان مستقبل القصص والروايات» في جزيرة ستايتن الأميركية
مارسيل هوبكينز تشارك في تجربة «مسرح الواقع الافتراضي» خلال فعاليات «مهرجان مستقبل القصص والروايات» في جزيرة ستايتن الأميركية

كيف يستخدم صحافيو «نيويورك تايمز» التكنولوجيا في عملهم وحياتهم الشخصية؟ فيما يلي، ستطلعنا مارسيل هوبكينز، نائبة رئيس قسم تحرير مقاطع الفيديو المديرة المشاركة لقسم الواقع الافتراضي في «نيويورك تايمز»، على التقنيات التي تستخدمها.
-- الواقع الافتراضي
> تغيرت تقنيات الفيديو كثيراً في السنوات الأخيرة. كيف عملت، وعمل قسم الفيديو في الصحيفة، على دمج التقنيات الجديدة الخاصة بالفيديو؟ وما التقنيات التي ساعد القسم على دخولها لأول مرة في عالم الصحافة؟
- بدأ صحافيون وتقنيون من مختلف أقسام «التايمز» باختبار الواقع الافتراضي منذ بضعة أعوام، فقد أطلقنا قسم «الواقع الافتراضي في نيويورك تايمز» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، من خلال فيلم الواقع الافتراضي الوثائقي «النازحون»، الذي يتكلم عن 3 أطفال نزحوا بفعل الحرب، ووزعنا أكثر من مليون سماعة رأس كرتونية من «غوغل» لمشتركي الصحيفة. ومنذ ذلك الحين، أنتجنا نحو 20 فيلماً بهذه التقنية، ونحن نتعلم المزيد مع كل فيلم. السنة الماضية، أطلقنا «دايلي 360»؛ سلسلة من مقاطع الفيديو 360 درجة، تعرض مقطعاً من مكان مختلف من العالم كل يوم. وقد ساهم حجم وإيقاع النشر اليومي في تسريع معرفتنا بتقنية الواقع الافتراضي. كما أتاح لنا العمل بشكل متكرر على نوع جديد ونامٍ من صناعة القصص، وتدريب صحافيي «التايمز» على استخدام أداة عمل جديدة، وتقديم إعلام ذي أبعاد متعددة لشريحة كبيرة من جمهور الصحيفة.
> كيف تجربين التقنيات الجديدة الخاصة بالفيديو؟ وكيف تعرفين ما إذا كانت إحداها يمكن أن تستخدم بشكل أوسع في غرفة الأخبار؟
- أحياناً نجرب كاميرات جديدة في أرجاء المكتب أو في المنزل قبل أن نستخدمها في صناعة قصة ما. وفي أحيان أخرى، نرسلها في رحلة إرسال خارجية للتجربة.
في المرة الأولى التي استخدمنا فيها كاميرا «زيد كام إس1» Z Cam S1، للواقع الافتراضي، أخذناها إلى أكثر الأماكن إثارة في العالم، إلى داناكيل في إثيوبيا، حيث تصل درجة الحرارة إلى 125 درجة فهرنهايت. وفي أول أيام إنتاج أفلام الواقع الافتراضي، واجهنا كثيراً من المشكلات مع الكاميرا التي ارتفعت حرارتها وانطفأت، ولكن لحسن حظنا أنها لم تنطفئ أثناء التقاط الصور الجميلة التي أنتجت فيلم «أرض الملح والنار».
-- مزايا ونقائص
> ما مواطن القوة في استخدام الواقع الافتراضي في الصحافة؟ وما العواقب والعراقيل التي كان عليكم اجتيازها؟
- الواقع الافتراضي رائع لتوفير إحساس بالمكان، وغالباً ما نستخدمه للقصص التي يلعب فيها المكان دوراً أساسياً، ويؤدي وجودنا فيه إلى ابتكار تجربة صميمية لا يمكن الوصول إليها من خلال وسائط أخرى. ويستطيع الواقع الافتراضي أيضاً نقل المتابعين إلى أماكن لا يمكنهم، أو لن يفكروا يوماً، في زيارتها، كما حصل في سلسلة «أنتاركتيكا»، التي اصطحبت المشاهدين إلى جليد أنتاركتيكا.
والعواقب والعراقيل أمر لا بد منه لأننا نعمل على أداة لا نعرف الكثير عنها، إذ غالباً ما تكون هناك فجوة بين الطريقة التي نرغب في أن نروي القصة من خلالها، والأداة التي علينا أن نقدمها بها. وهنا، نضطر إلى تسخير الأجهزة والبرمجيات المتوفرة لدينا بشكل يلبي حاجاتنا.
-- نظارات بدل السماعات
> برأيك، أي من سماعات الرأس المخصصة للواقع الافتراضي، «أوكولوس» من «فيسبوك»، أو «إتش تي سي» من «غوغل»، أو سوني أو سامسونغ، سيصبح استخدامها بين الناس عادياً ويومياً؟
- لا أعرف أي واحدة ستكون الأولى، ولكن أول وسيلة رقمية متعددة الأبعاد ستنتشر بين الناس ستشبه نظارتين للقراءة أكثر من سماعات الرأس الموجودة اليوم، إذ إن هذه الأخيرة التي تستخدم للواقعين الافتراضي والمعزز شديدة التكلفة، مما يصعب انتشارها، بالإضافة إلى أنها ثقيلة الوزن وغريبة، وأحياناً تتصل بالكومبيوتر عبر سلك. ويمكننا اعتبار هذه السماعات نماذج جيدة لتعريفنا على المنصات المتعددة الأبعاد، ولكنني آمل أن يتم تطوير سماعات أكثر تناغماً مع استخداماتنا اليومية.
أنا مثلاً حاضرة لاستخدام نظارات تعمل بتقنية الضوء الخفيف لدمج معلومات رقمية تفاعلية في العالم الحقيقي من حولنا. وأتمنى مثلاً أن تحدد خرائط «غوغل» الاتجاهات في الشوارع أمام عيني، وأريد من الخدمة السينمائية «نيتفليكس» أن تعرض الفيلم على جدار غرفة معيشتي على شكل إسقاط، ومن خدمة «أكيو ويذر» للطقس أن تظهر ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة على خزانة المعاطف الموجودة قرب باب المنزل، ومن تطبيق «نيويورك تايمز كوكينغ» أن يضع معلومات الوصفة على منصة المطبخ. حين تصبح هذه الأمور جميعها موجودة على أرض الواقع، ستصبح النظارات حينها بديلاً عن الهواتف الذكية.
-- الواقع المعزز
> ما رأيك بتقنية الواقع المعزز وتطبيقها في عالم الصحافة؟
- تخبئ تقنية الواقع المعزز قدرات هائلة للصحافة، وهناك كثير من التطبيقات التي اطلعنا عليها، والتي يمكنها أن تكون مفيدة في عملنا الإرسالي.
واحدة من هذه التطبيقات تصور أشياء ثلاثية الأبعاد، وتضعها في محيط المستخدم. على سبيل المثال، إذا بنينا نموذجاً ثلاثي الأبعاد، يصور كيف تتصاعد الأمواج الجاذبة من الثقوب السوداء، يمكن للمستخدم أن يسير حولها لمراقبة كيفية حصول حدث فلكي غير مرئي. كما أن تقنية الواقع المعزز المخصصة لتحديد الأماكن تستخدم في تطبيقات منتشرة للأخبار والسفر والثقافة والعقارات. وحين يريد المستخدم الذهاب في رحلة إلى مكان معين، يمكنه أن يحصل على النصائح والعناوين الرئيسية عبر قسم الجريدة للسفر.
وتوجد أيضاً بوابات الواقع المعزز... تخيلوا مثلاً أن يكون لدي باب في وسط غرفة المعيشة يوصلني إلى مخيم روهينغا للاجئين في بنغلاديش. ومما لا شك فيه أنني شديدة الحماسة لأي تطبيقات جديدة ومبتكرة للواقع المعزز.
> خارج العمل، ما المنتجات التقنية التي تحبين استخدامها في حياتك اليومية؟ ولماذا؟
- أحياناً، أمازح من حولي، وأقول إن موقع «سبوتيفاي» يعرفني أكثر من أي شخص آخر في حياتي، وميزة «سبوتيفاي ديسكوفر ويكلي» هي المفضلة بالنسبة لي لأنها تحضر لي لائحة خاصة تحتوي على أغانٍ لم أسمعها من قبل. أنا من الأشخاص الذين يحفظون الأغنية التي يحبونها، ونادراً ما أؤلف لائحة بها. ويقدم «سبوتيفاي» أداء مثالياً في هذا المجال (أفضل مني حتى)، أي في نشاط لم يعد لدي وقت لأقوم به، وهو البحث عن الأغاني الجديدة.
> هل تصورين مقاطع فيديو شخصية للأصدقاء وأفراد العائلة ومواقع التواصل الاجتماعي أم أنك تفضلين ترك التصوير للعمل؟
- مررت بمراحل من التصوير الوثائقي في حياتي الشخصية. وحالياً، أنا لا أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً، ولا ألتقط كثيراً من الصور، أو أصور مقاطع الفيديو خارج العمل. بالنسبة لي، أشعر أن الابتعاد عن هاتفي خلال وجودي مع العائلة والأصدقاء هو بمثابة مكافأة.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ملصق لتصنيف مستوى أمان الأجهزة المتصلة بالإنترنت... في أميركا

يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)
يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)
TT

ملصق لتصنيف مستوى أمان الأجهزة المتصلة بالإنترنت... في أميركا

يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)
يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)

كشف البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، عن ملصق جديد لتصنيف معايير السلامة الإلكترونية للأجهزة المتصلة بالإنترنت مثل منظمات الحرارة الذكية وأجهزة مراقبة الأطفال والأضواء التي يمكن التحكم فيها عن طريق تطبيق وغيرها.

شعار (سايبر ترست مارك) أو علامة الثقة الإلكترونية يهدف إلى منح المستهلكين الأميركيين طريقة سريعة وسهلة لتقييم أمان منتج ذكي معين، تماما مثل ملصقات وزارة الزراعة الأميركية على الطعام أو تصنيفات (إنرجي ستار) أو نجمة الطاقة على الأجهزة التي توفر معلومات عن مدى استهلاكها للطاقة. وعلى الشركات التي تسعى للحصول على الملصق لمنتجاتها تلبية معايير الأمن الإلكتروني التي حددها المعهد الوطني الأميركي للمعايير والتكنولوجيا من خلال اختبار الامتثال من قبل مختبرات معتمدة.

ويتزايد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت المستخدمة في الحياة اليومية، من أبواب المرآئب وأجهزة تتبع اللياقة البدنية وكاميرات المراقبة والمساعد الصوتي إلى الأفران وصناديق القمامة، ما يوفر للمستخدمين مزيدا من الراحة ولكن ينطوي على مخاطر جديدة.

وقالت آن نيوبرغر نائبة مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون الأمن الإلكتروني للصحفيين في مكالمة هاتفية «كل واحد من هذه الأجهزة يمثل بابا رقميا يحفز المهاجمين الإلكترونيين على الدخول». وملصق علامة الثقة الإلكترونية طوعي. لكن

نيوبرغر قالت إنها تأمل أن «يبدأ المستهلكون في طلب العلامة ويقولون، لا أريد توصيل جهاز آخر في منزلي، مثل كاميرا أو جهاز مراقبة أطفال، يعرض خصوصيتي للخطر».

وأضافت أن الحكومة تخطط للبدء بالأجهزة الاستهلاكية مثل الكاميرات قبل الانتقال إلى أجهزة التوجيه المنزلية والمكتبية والعدادات الذكية. وتوقعت طرح المنتجات التي تحمل العلامة في الأسواق هذا العام. كما يخطط البيت الأبيض لإصدار أمر تنفيذي في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس جو بايدن من شأنه أن يقيد الحكومة الأميركية بشراء منتجات تحمل علامة (سايبر ترست مارك) بدءا من عام 2027. وقالت نيوبرغر إن البرنامج يحظى بدعم من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.