قادة المؤسسات الأوروبية وزعماء الطوائف الدينية يلتقون في بروكسل اليوم

بعد أيام من إلغاء زيارة لقيادات اليمين المتشدد لمولنبيك ذات الأغلبية المسلمة

سوق بلدية مولنبيك في بروكسل حيث تقطن غالبية من المسلمين («الشرق الأوسط»)
سوق بلدية مولنبيك في بروكسل حيث تقطن غالبية من المسلمين («الشرق الأوسط»)
TT

قادة المؤسسات الأوروبية وزعماء الطوائف الدينية يلتقون في بروكسل اليوم

سوق بلدية مولنبيك في بروكسل حيث تقطن غالبية من المسلمين («الشرق الأوسط»)
سوق بلدية مولنبيك في بروكسل حيث تقطن غالبية من المسلمين («الشرق الأوسط»)

تستضيف المفوضية الأوروبية اليوم (الثلاثاء)، اللقاء السنوي بين قيادات المؤسسات الاتحادية وزعماء الطوائف الدينية المختلفة في أوروبا، ويناقش هذا العام موضوع «مستقبل أوروبا... اتحاد فعال وقائم على القيم». ويعتبر الحوار بين القيادات الأوروبية وزعماء الطوائف الدينية فرصة لطرح الآراء بشكل مفتوح بين المشاركين حول سياسات الاتحاد وهموم المجتمع الأوروبي، حسبما صدر عن مقر المفوضية ببروكسل أمس.
وكان الحوار قد انطلق في التسعينات وجرى تفعيله في السنوات الماضية برئاسة كل من رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس البرلمان الأوروبي، ولكن في العامين الأخيرين جرى تقليل مستوى التمثيل الأوروبي إلى نائب رئيس المفوضية ونائب رئيس البرلمان الأوروبي. وينطلق اللقاء في العاشرة صباح اليوم، وفي الثانية عشرة والنصف ينعقد مؤتمر صحافي بمقر المفوضية حول أهم توصيات ونقاط النقاش خلال اللقاء الذي يضم ممثلي الطوائف الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية، وأيضاً المعتقدات الأخرى مثل البوذيين والهندوس والعلمانيين وغيرهم.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور خالد حجي رئيس جمعية العلماء المغاربة في أوروبا، التي تتخذ من بروكسل مقراً لها: «إن تعزيز الحوار من أجل تعزيز فرص التعايش كان أمراً مهماً جداً جرى التوافق بشأنه خلال اللقاء السنوي الذي استضافته المفوضية الأوروبية، خلال العامين الأخيرين بحضور القيادات الدينية للطوائف الثلاث الإسلامية واليهودية والمسيحية». وأضاف حجي في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أنه في لقاء سابق شارك فيه، اتفق الجميع على مواصلة الحوار للخروج من المأزق الحالي وليس المقصود هنا المأزق السياسي أو الاقتصادي، ولكن بالتحديد المأزق الديني والمتمثل في الفكر المتشدد.
من جهة أخرى، وفي بروكسل أيضاً، أعلن قادة اليمين المتشدد في كل من بلجيكا وهولندا نيتهم تنظيم مسيرات شعبية حاشدة للاحتجاج على ما سموه «أسلمة أوروبا». جاء ذلك في أعقاب رفض سلطات بلدية مولنبيك في بروكسل جولة كان من المفترض أن يقوم بها الجمعة الماضي كل من زعيم اليمين المتشدد في هولندا خيرت فيلدرز المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام والمسلمين، ومعه فيليب ديونتر زعيم اليمين المتشدد في بلجيكا، حسبما جاء في تغريدات على موقع «تويتر» أمس لقيادات اليمين المتشدد، ومنهم فيلدرز الذي أكد خلالها ما سبق أن ذكره في مؤتمر صحافي مشترك في بروكسل مع ديونتر.
وقال فيلدرز إن هذا الرفض من جانب سلطات مولنبيك بمثابة القطرة التي فاض بها الكأس، وشدد على أنه لم يرد أن ينفذ جولته في مولنبيك، لأنه لا يريد أن يرتكب أي مخالفة قانونية، ولكنه أضاف أن الغرض من الجولة في مولنبيك ليس التظاهر وإنما لتوجيه رسالة مفادها: «إننا هنا على أرضنا وليس في جزء صغير من دولة (الخلافة) في مولنبيك، علينا أن نحتج على هذا الوضع وبشكل ديمقراطي ودون عنف»، وأعلن تنظيم مسيرات شعبية حاشدة ضد أسلمة أوروبا.
بينما وصف البلجيكي ديونتر قرار حظر جولتهما في مولنبيك بأنه عبارة عن فتوى صدرت ضد أشخاص اختارهم الشعب في هولندا وبلجيكا، وأشار إلى أنه سيلجأ إلى مجلس الدولة البلجيكي، وهو أعلى جهة قضائية للاحتجاج على قرار سلطات مولنبيك بحظر الزيارة إلى البلدية.
وأصدرت فرنسواز سكيمانس عمدة مولنبيك، المعروفة بغالبية سكانها من المهاجرين من أصول إسلامية، قراراً يحظر أي اجتماعات أو لقاءات في إطار الزيارة إلى بلدية مولنبيك، وبررت سكيبمانس قرار حظر الزيارة، وعدم الترحيب بقيادات اليمين المتشدد، بأسباب أمنية. وأضافت أنها لن تلتقي باليمين المتشدد الذي يرفض التفاهم ويضع شروطاً مسبقة.
وعلقت أوساط الحزب اليميني المتشدد الفلاماني في الجزء الشمالي من البلاد بالقول «إنه من الجنون أن يتم منع أعضاء في البرلمان اختارهم الشعب، من زيارة بلدية مولنبيك، إنه عمل لا يجب أن يحدث في مجتمع حر»، وقال فيليب ديونتر إن قرار الحظر يعني أن هناك أماكن في مولنبيك غير مسموح للشرطة بالدخول إليها، كما علق زعيم حزب الحرية الهولندي خيرت فيلدرز بأن شبه مولنبيك بمدينة الرقة السورية، وقال إن الفارق بينهما أن الرقة جرى تحريرها من سيطرة المتطرفين عليها، أما مولنبيك فلا يزال الأمر.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.