اختبارات أولية على «آيفون 10»

شاشة متميزة ورموز تعبيرية متحركة جذابة... و«بصمة الوجه» تنجح في التجربة

فيل شيلر نائب الرئيس للتسويق العالمي في «آبل» يستعرض «بصمة الوجه» في هاتف «آيفون 10» في سبتمبر (أيلول) الماضي
فيل شيلر نائب الرئيس للتسويق العالمي في «آبل» يستعرض «بصمة الوجه» في هاتف «آيفون 10» في سبتمبر (أيلول) الماضي
TT

اختبارات أولية على «آيفون 10»

فيل شيلر نائب الرئيس للتسويق العالمي في «آبل» يستعرض «بصمة الوجه» في هاتف «آيفون 10» في سبتمبر (أيلول) الماضي
فيل شيلر نائب الرئيس للتسويق العالمي في «آبل» يستعرض «بصمة الوجه» في هاتف «آيفون 10» في سبتمبر (أيلول) الماضي

كأول هاتف «آيفون» يصمم دون زر التشغيل الرئيسي، ويفتح قفله بميزة التعرف إلى الوجه أو «بصمة الوجه»، ويسوق بثمن وصل إلى ألف دولار، يمكن القول إن «آيفون X» أو «آيفون 10» أثار اهتمام الناس أكثر من أي آيفون آخر منذ إطلاق الشركة لخط هواتفها الذكية قبل 10 سنوات.
-- «بصمة الوجه»
كيف يبدو هذا الهاتف الجديد بعد طرحه في الأسواق أخيراً؟ إنه يتميز بشاشة «أوليد OLED» تشغل واجهة الهاتف بالكامل، بمقاس 5.8 بوصة، وتصميم زجاجي في واجهته وخلفيته، ونظام كاميرا يشبه كاميرا «آيفون 8» إلى حدّ كبير، بتأثيرات «إضاءة البورتريه» الذكية التي يتيحها إصدار «10» الآن لصور السيلفي. ويبلغ ثمن الجهاز 999 دولاراً لسعة 64 غيغابايت و1149 دولاراً لسعة 256 غيغابايت.
- ميزة «بصمة الوجه» Face ID. لعل السؤال الأول الذي يدور في عقول الناس، يتعلق بفعالية ميزة بصمة الوجه، التي يمكن القول إن «آبل» نجحت فيها بتفوق حتى الآن، كما تقول «يو إس إيه توداي» لدى اختبارها للجهاز. والهدف هو استخدام هذه الميزة لفتح قفل الهاتف، بدل استخدام رمز للمرور. ولأن «آيفون 10» لا يحتوي على زرّ هواتف «آبل» التقليدي، فلن يقدم بعد اليوم ما يعرف بميزة فتح قفل الهاتف ببصمة الإصبع التي استخدمت في هواتف آيفون الأخرى.
وقد ظهر في أول يوم من اختبار الهاتف أن ضبط نظام آبل الجديد للتعرف إلى الوجه سريع، ويتطلب 15 ثانية. ولإتمام الضبط، يكفي أن يضع صاحب الجهاز وجهه مقابل إطار الكاميرا، ويحرك رأسه بشكل دائري لإيضاح جميع زواياه، ولا يمكن ضبط هذه الميزة في الهاتف على أكثر من وجه في وقت واحد.
وفي حال رغب المستهلك في أن يسمح لشخص آخر باستخدام هاتفه، سيكون عليه إما أن يعيد ضبط الميزة للتعرف على وجه الشخص الآخر، أو أن يسمح له بفتح قفل الجهاز عبر الرمز السري.
وفي إعدادات الهاتف، يمكن للمستهلك أن يضبط ميزة التعرف إلى الوجه لتصبح أكثر أماناً، بحيث يتطلب الهاتف من الشخص الذي يحاول فتح القفل النظر بتركيز إلى الشاشة. وبهذه الطريقة، يمكنه مثلاً أن يمنع أولاده من محاولة فتح الهاتف، من خلال وضع وجهه أمام الشاشة خلال نومه.
وفي أي حال، يمكن التأكيد أن هذه الميزة نجحت في التعرف إلى الوجه حين يرتدي صاحب الهاتف قبعة ونظارات شمسية، وحتى الاثنين معاً. كما أنها نجحت في الظلام، لأن شركة آبل تستخدم تكنولوجيا دون الحمراء لقراءة وجه صاحب الهاتف. وقد اختبرت «يو إس إيه توداي» ميزة «بصمة الوجه» أيضاً على زملاء في العمل، رجالاً ونساء من مختلف الأعمار، ونجحت أيضاً مع ابني ذي السنوات العشر.
والاختبار الأكثر قوة كان مع أحد الزملاء الذي يحتفظ بلحية كثيفة. فبعد أن ضبط الهاتف للتعرف إلى وجهه، نجحت ميزة «آيفون 10» المتطورة أيضاً بالتعرف عليه ومنذ المرة الأولى حتى بعد أن حلق لحيته.
وتتيح ميزة «بصمة الوجه» للمستخدم أيضاً المصادقة في مشتريات «آبل باي»، إذ يكفي أن يضغط مرتين على أحد الأزرار الجانبية لتشغيل خدمة الدفع، التي نجحت تماماً حين استخدامها في بعض المتاجر.
وتؤكد «آبل» أن ميزة «بصمة الوجه» آمنة جداً لدرجة أن إمكانية نجاح شخص آخر في فتح قفل الهاتف هي واحد في المليون، مقابل واحد في 50 ألف لميزة فتح القفل عبر بصمة الإصبع.
ولكن الأمر الوحيد الذي لم يتم له النجاح، رغم تعدد المحاولات، هو خداع النظام لفتح قفل الهاتف من خلال وضع صورة أو مقطع فيديو للوجه أمام الشاشة.
-- إزالة زر التشغيل
- إزالة زر التشغيل. إن حذف زر التشغيل من هاتف آيفون الجديد يعني أنه على المستخدم أن يتعلم بعض التوجيهات الجديدة للتحكم بالجهاز. الأمر ليس صعباً، إلا أن التخلي عن العادات القديمة الخاصة بالآيفون سيتطلب بعض الوقت.
ويصل المستخدم إلى شاشة الهاتف الأساسية على «آيفون 10» من خلال حركة بسيطة جداً، وهي المسح على الشاشة من الأسفل إلى الأعلى. وللوصول إلى خدمة تعدد المهام أو إقفال التطبيقات على هاتف «آيفون 10»، يجب المسح على الشاشة من الأسفل إلى الأعلى والضغط لبضع لحظات.
ولإقفال تطبيق معين، على المستخدم أن يضغط لبضع لحظات على بطاقة تعود للتطبيق حتى ظهور إشعار محاط بدائرة حمراء. ومن ثم، يقفل التطبيق من خلال تحريك البطاقة إلى أعلى. ومن جديد، الأمر ليس صعباً، وإنما غير مألوف.
وللوصول إلى مركز التحكم، على المستخدم أن يمسح من أعلى يمين الشاشة باتجاه الأسفل، والمسح من أعلى وسط الشاشة أو يسارها للاطلاع على جدول الإشعارات. وسيصل المستهلك أخيراً إلى مرحلة يتعامل فيها بسهولة ودون تفكير مع هاتفه الجديد.
-- تصميم متميز
- شكل الهاتف الجديد وصفاته الخاصة. يبدو «آيفون 10» الزجاجي كهاتف فاخر لحظة شرائه، إلا أن تقييم مدى استحقاقه لسعره الهائل يعود إلى الشاري نفسه وميزانيته. ويمكن القول إن الشاشة التي ازداد حجمها من آيفون مثيرة للإعجاب.
ولكن عيباً وحيداً يمكن ذكره فيها، وهو أن «آبل» اختصرت كثيراً من مساحة الحواف، إذ يوجد ثلم في واجهة الهاتف يبدو وكأنه نافذة في أحد الملفات، ويغطي نطاق الكاميرا في أعلى الشاشة. وبالتأكيد، سيتعود المستخدم على هذا العيب، ولكنه مشتت بعض الشيء، خصوصاً أثناء قراءة صفحة إلكترونية في وضعية الشاشة الكاملة، ولكن هذا الثلم هو عيب صغير في جهاز جديد وعصري في كل ميزاته الأخرى.
- الـ«أنيموجي» ممتعة وجذابة. قد يظن المستخدم أن فكرة ابتكار «أنيموجي» Animoji (وهي «إيموجي، أي رموز تعبيرية» متحركة) هي فكرة سخيفة بعض الشيء. ولكن يمكن الجزم بأن أي شخص يبتاع «آيفون 10» ويجرب هذه الـ«أنيموجي» الجديدة، سيحبها ولن يتردد في إرسالها لأصدقائه، ويمكنه أن يستخدمها في تطبيقات المراسلة؟ والجميل أنه ليس من الضروري أن يكون الأصدقاء من مستخدمي آيفون ليتلقوها (يكفي أن ينقروا على مستند فيديو ليتمكنوا من مشاهدتها).
كيف تعمل الأنيموجي؟ يعمل نظام الكاميرا في «آيفون 10» على تحليل وعكس صورة أكثر من 50 عضلة متحركة في وجه الإنسان. حين يضحك المستخدم، يضحك الأنيموجي بدوره، وحين يظهر وجهاً غاضباً، سيبادر الأنيموجي إلى إظهار الوجه نفسه، عندما يغمز المستخدم، سيغمز، وعندما يتكلم، سيحرك الآخر فمه. ولكن نوعية العرض قد تكون سيئة بعض الشيء على هواتف «أندرويد» التي تستلمها، كما لوحظ بعض الشوائب الصوتية فيها.
وتؤمن «آبل» مجموعة من 12 أنيموجي عند الانطلاق، منها وجه الباندا، ووحيد القرن... وكلمة التشغيل هنا هي «المرح».
- البطارية والشحن اللاسلكي. تماماً كما «آيفون 8» و«آيفون 8 بلاس» الذي يبدو وكأنه لم يلفت اهتمام الناس كثيراً بسبب انتظارهم للابتكار الجديد. ويدعم «آيفون 10» ميزة الشحن اللاسلكي، من خلال منصة شحن (طرف ثالث) تدعم بدورها التقنية المعروفة بـ«كي» (Qi). وتزعم شركة «آبل» أن المستخدم سيحصل على ساعتين إضافيتين من خدمة البطارية أكثر مما كان يحصل عليه في «آيفون 7».
ورغم أن هذه الاختبارات كانت سريعة، فإن الاستخدام الأول لـ«آيفون 10» الجديد يترك انطباعاً مؤثراً بقوة.


مقالات ذات صلة

صحيفة: أميركا ستخفف القيود على المساعدات إلى سوريا

الولايات المتحدة​ مساعدات طبية مقدمة من الاتحاد الأوروبي بتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وصلت إلى مطار إسطنبول تمهيداً لنقلها إلى سوريا براً (أرشيفية - أ.ف.ب)

صحيفة: أميركا ستخفف القيود على المساعدات إلى سوريا

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أمس الأحد، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستعلن اليوم الاثنين تخفيف القيود على المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا جانب من إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز «هواسونغ 18» في 18 ديسمبر 2023 (رويترز)

كوريا الشمالية تطلق صاروخا باليستيا باتجاه بحر الشرق

أطلقت كوريا الشمالية الاثنين صاروخا باليستيا باتجاه بحر الشرق الذي يُعرف أيضا باسم بحر اليابان، وفق ما أفاد الجيش الكوري الجنوبي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد يعلن استقالته هذا الأسبوع

أفادت صحيفة «غلوب آند ميل» الأحد أنه من المرجح أن يعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الولايات المتحدة​  الرئيس الأميركي جو بايدن خلال حديثه للصحافيين في البيت الأبيض الأحد (إ.ب.أ)

بايدن يدعو إلى «عدم نسيان» اقتحام مبنى الكابيتول قبل أربع سنوات

حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد من أن أحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2021، عندما اقتحم أنصار دونالد ترمب مبنى الكابيتول قبل أربع سنوات، لا ينبغي نسيانها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا موالون للرئيس المعزول يون سوك يول يتظاهرون في سيول صباح اليوم احتجاجا على أمر الاعتقال (أ.ب)

سلطات مكافحة الفساد في كوريا الجنوبية تسلم أمر اعتقال الرئيس للشرطة

قالت سلطات مكافحة الفساد في كوريا الجنوبية اليوم الاثنين إنها أرسلت إخطارا إلى الشرطة بأنها ستسلمها تنفيذ أمر اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول.

«الشرق الأوسط» (سيول)

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟
TT

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

يوجه ديميس هاسابيس، أحد أكثر خبراء الذكاء الاصطناعي نفوذاً في العالم، تحذيراً لبقية صناعة التكنولوجيا: لا تتوقعوا أن تستمر برامج المحادثة الآلية في التحسن بنفس السرعة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، كما كتب كاد ميتز وتريب ميكل (*).

التهام بيانات الإنترنت

لقد اعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت على مفهوم بسيط إلى حد ما لتحسين أنظمتهم: فكلما زادت البيانات التي جمعوها من الإنترنت، والتي ضخُّوها في نماذج لغوية كبيرة (التكنولوجيا التي تقف وراء برامج المحادثة الآلية) كان أداء هذه الأنظمة أفضل.

ولكن هاسابيس، الذي يشرف على «غوغل ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي الرئيسي للشركة، يقول الآن إن هذه الطريقة بدأت تفقد زخمها ببساطة، لأن البيانات نفدت من أيدي شركات التكنولوجيا.

وقال هاسابيس، هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو يستعد لقبول «جائزة نوبل» عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي: «يشهد الجميع في الصناعة عائدات متناقصة».

استنفاد النصوص الرقمية المتاحة

هاسابيس ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحذر من تباطؤ؛ إذ أظهرت المقابلات التي أُجريت مع 20 من المديرين التنفيذيين والباحثين اعتقاداً واسع النطاق بأن صناعة التكنولوجيا تواجه مشكلة كان يعتقد كثيرون أنها لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط؛ فقد استنفدت معظم النصوص الرقمية المتاحة على الإنترنت.

استثمارات رغم المخاوف

بدأت هذه المشكلة في الظهور، حتى مع استمرار ضخ مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، قالت شركة «داتابريكس (Databricks)»، وهي شركة بيانات الذكاء الاصطناعي، إنها تقترب من 10 مليارات دولار في التمويل، وهي أكبر جولة تمويل خاصة على الإطلاق لشركة ناشئة. وتشير أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا إلى أنها لا تخطط لإبطاء إنفاقها على مراكز البيانات العملاقة التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لا يشعر الجميع في عالم الذكاء الاصطناعي بالقلق. يقول البعض، بمن في ذلك سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إن التقدم سيستمر بنفس الوتيرة، وإن كان مع بعض التغييرات في التقنيات القديمة. كما أن داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، «أنثروبيك»، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، متفائلان أيضاً.

قوانين التوسع... هل تتوقف؟

تعود جذور المناقشة إلى عام 2020، عندما نشر جاريد كابلان، وهو فيزيائي نظري في جامعة جونز هوبكنز، ورقة بحثية تُظهِر أن نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وواقعية بشكل مطرد مع تحليل المزيد من البيانات.

أطلق الباحثون على نتائج كابلان «قوانين التوسع (Scaling Laws)»... فكما يتعلم الطلاب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، تحسنت أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تناولها كميات كبيرة بشكل متزايد من النصوص الرقمية التي تم جمعها من الإنترنت، بما في ذلك المقالات الإخبارية وسجلات الدردشة وبرامج الكومبيوتر.

ونظراً لقوة هذه الظاهرة، سارعت شركات، مثل «OpenAI (أوبن إيه آي)» و«غوغل» و«ميتا» إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من بيانات الإنترنت، وتجاهلت السياسات المؤسسية وحتى مناقشة ما إذا كان ينبغي لها التحايل على القانون، وفقاً لفحص أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا العام.

كان هذا هو المعادل الحديث لـ«قانون مور»، وهو المبدأ الذي كثيراً ما يُستشهد به، والذي صاغه في ستينات القرن العشرين المؤسس المشارك لشركة «إنتل غوردون مور»؛ فقد أظهر مور أن عدد الترانزستورات على شريحة السيليكون يتضاعف كل عامين، أو نحو ذلك، ما يزيد بشكل مطرد من قوة أجهزة الكومبيوتر في العالم. وقد صمد «قانون مور» لمدة 40 عاماً. ولكن في النهاية، بدأ يتباطأ.

المشكلة هي أنه لا قوانين القياس ولا «قانون مور» هي قوانين الطبيعة الثابتة. إنها ببساطة ملاحظات ذكية. صمد أحدها لعقود من الزمن. وقد يكون للقوانين الأخرى عمر افتراضي أقصر بكثير؛ إذ لا تستطيع «غوغل» و«أنثروبيك» إلقاء المزيد من النصوص على أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من النصوص لإلقائها.

«لقد كانت هناك عائدات غير عادية على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، مع بدء تطبيق قوانين التوسع»، كما قال هاسابيس. «لكننا لم نعد نحصل على نفس التقدم».

آلة تضاهي قوة العقل البشري

وقال هاسابيس إن التقنيات الحالية ستستمر في تحسين الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي. لكنه قال إنه يعتقد أن هناك حاجة إلى أفكار جديدة تماماً للوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه «غوغل» والعديد من الشركات الأخرى: آلة يمكنها أن تضاهي قوة الدماغ البشري.

أما إيليا سوتسكيفر، الذي كان له دور فعال في دفع الصناعة إلى التفكير الكبير، كباحث في كل من «غوغل» و«أوبن أيه آي»، قبل مغادرته إياها، لإنشاء شركة ناشئة جديدة، الربيع الماضي، طرح النقطة ذاتها خلال خطاب ألقاه هذا الشهر. قال: «لقد حققنا ذروة البيانات، ولن يكون هناك المزيد. علينا التعامل مع البيانات التي لدينا. لا يوجد سوى شبكة إنترنت واحدة».

بيانات مركبة اصطناعياً

يستكشف هاسابيس وآخرون نهجاً مختلفاً. إنهم يطورون طرقاً لنماذج اللغة الكبيرة للتعلُّم من تجربتهم وأخطائهم الخاصة. من خلال العمل على حل مشاكل رياضية مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لنماذج اللغة أن تتعلم أي الطرق تؤدي إلى الإجابة الصحيحة، وأيها لا. في الأساس، تتدرب النماذج على البيانات التي تولِّدها بنفسها. يطلق الباحثون على هذا «البيانات الاصطناعية».

أصدرت «اوبن أيه آي» مؤخراً نظاماً جديداً يسمى «OpenAI o1» تم بناؤه بهذه الطريقة. لكن الطريقة تعمل فقط في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الحوسبة؛ حيث يوجد تمييز واضح بين الصواب والخطأ.

تباطؤ محتمل

على صعيد آخر، وخلال مكالمة مع المحللين، الشهر الماضي، سُئل هوانغ عن كيفية مساعدة شركته «نيفيديا» للعملاء في التغلب على تباطؤ محتمل، وما قد تكون العواقب على أعمالها. قال إن الأدلة أظهرت أنه لا يزال يتم تحقيق مكاسب، لكن الشركات كانت تختبر أيضاً عمليات وتقنيات جديدة على شرائح الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «نتيجة لذلك، فإن الطلب على بنيتنا التحتية كبير حقاً». وعلى الرغم من ثقته في آفاق «نيفيديا»، فإن بعض أكبر عملاء الشركة يعترفون بأنهم يجب أن يستعدوا لاحتمال عدم تقدم الذكاء الاصطناعي بالسرعة المتوقَّعة.

وعن التباطؤ المحتمل قالت راشيل بيترسون، نائبة رئيس مراكز البيانات في شركة «ميتا»: «إنه سؤال رائع نظراً لكل الأموال التي يتم إنفاقها على هذا المشروع على نطاق واسع».

* خدمة «نيويورك تايمز»