«انقلاب أبيض» داخل الاتحاد الوطني الكردستاني

قيادي لـ«الشرق الأوسط»: يجب ضخ دماء جديدة في جسد الحزب

TT

«انقلاب أبيض» داخل الاتحاد الوطني الكردستاني

يستعد المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، اليوم، لاستئناف جلسته الثانية بعد ما وُصف بـ«الانقلاب الأبيض» الذي جرى أول من أمس، والشروع بانتخاب هيئة قيادية جديدة تحلّ محل المكتب السياسي «المطاح به» لقيادة الحزب نحو المؤتمر الحزبي الرابع المقرر عقده مطلع مارس (آذار) المقبل.
وأثار التغيير الذي حصل ارتياحاً كبيراً داخل صفوف الحزب، حسبما يؤكد ذلك القيادي بالحزب فريد أسسرد، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «التغيير الذي حصل كان ملحاً، رغم أنه جاء متأخراً بعض الشيء. فالقاعدة الحزبية أكدت مراراً ضرورة الإسراع في التغيير وعقد المؤتمر، لتجديد الحزب وإنهاضه خصوصاً بعد الانقاسامات الحادة التي شهدها خلال المراحل التي أعقبت مرض الأمين العام (جلال طالباني) وعجزه عن إدارة شؤون الحزب»، مضيفاً أن «الحزب يتجه الآن نحو المؤتمر المرتقب بعزم لا يلين، وسيتم إجراء تغييرات جذرية على هيكلية الحزب من أعلى الهرم نزولاً إلى آخر الحلقات الحزبية، حيث سيرحل الجيل القديم المعروف بـ(المحاربين القدماء) وسيحل محله جيل جديد من شباب الحزب، فحسب قرار المجلس القيادي تقرر ترحيل كل مسؤول حزبي أو حكومي أمضى 8 سنوات في مواقع قيادية لكي يحل مكانه آخر، وهذا الأمر يشمل الوزراء والمسؤولين الحكوميين أيضاً، ولذلك شارك قباد طالباني (نائب رئيس حكومة الإقليم) في الاجتماع (أول من أمس)، واطلع على التقرير الذي أعدته لجنة مشكلة من المجلس القيادي حول ضرورة تغيير الوجوه المشاركة في الحكومة وكذلك ملء الفراغات الحاصلة في العديد من المناصب الحكومية. وفي المجمل فإن الهدف من هذا الأمر هو إتاحة الفرصة أمام الطاقات الشبابية لتقوم بدورها في إعادة استنهاض الحزب».
ويُتوقع أن يشهد اجتماع المجلس القيادي، اليوم، انتخاب أعضاء الهيئة القيادية البديلة عن المكتب السياسي، والتي تتألف من 10 أعضاء تحت إشراف النائب الأول للأمين العام كوسرت رسول علي، وتم تحديد عضوية الهيئة على أساس التوافق المناطقي استناداً إلى المبدأ الذي طرحه الأمين العام الراحل جلال طالباني منذ زمن بعيد، وهو مبدأ «باقة الورد»، حيث ستتوزع عضوية الهيئة على المناطق الحزبية، بواقع عضوين لمحافظة السليمانية، واثنين آخرين لمحافظة أربيل، واثنين لكركوك، واثنين لمنطقة كرميان، وواحد لمحافظة حلبجة، وآخر لمنطقة رانية، وواحد لمنطقة بهدينان. وأشار القيادي إلى أن «هذه الهيئة ستتولى الإشراف على المكاتب الحزبية وستتمتع بصلاحيات المكتب السياسي، ومن الممكن أن تسمى (هيئة قيادية مؤقتة)، أو أن نتفق على تسميتها بالمكتب السياسي للمرحلة الانتقالية، وستنتهي مهمتها بعد دخولنا إلى المؤتمر الحزبي الرابع».
كان اجتماع المجلس القيادي، أول من أمس، قد شهد جلسة عاصفة حدثت فيها مشادات كلامية بين العديد من أعضاء المجلس، خصوصاً بين الأعضاء الحاليين للمكتب السياسي الذين رفضوا بشدة أي تغيير بهذا المنحى، وبين أغلبية أعضاء المجلس القيادي الذين أصروا على حل المكتب وانتخاب بديل عنه، واشتد الصراع حين أصرت الأكثرية على طرح المقترح للتصويت، فقد دافع أعضاء المكتب الحاليين على إبقاء الوضع لحين عقد المؤتمر، ولكن جناح الأغلبية رفض أي تسويف أو مماطلة بهذا الشأن، وطرح المقترح للتصويت فنال موافقة 20 من أعضاء القيادة المشاركين في الاجتماع مقابل رفض 10 أعضاء، وامتناع 10 آخرين عن التصويت، وهكذا تم تمرير المقترح وتثبيته كقرار للمجلس القيادي.
وفيما يتعلق بالاستقالة التي قدمها برهم صالح، النائب الثاني للأمين العام، فقد رفض المجلس القيادي قبول الاستقالة على أمل عودته إلى صفوف الحزب. وحسب مصادر قيادية، فإن هناك اتصالات وجهود حثيثة للتفاوض معه بغية استعادته إلى الحزب وتسليمه حتى القيادة الحزبية الجديدة، ولكن مصادر مقربة من صالح أكدت أنه لم يحسم أمره بعد بانتظار انجلاء الموقف واتضاح الصورة بتفاصيلها.
كان صالح قد شكّل تحالفاً سياسياً باسم «التحالف من أجل الديمقراطية» وحاول أن ينسق العمل مع الأطراف المعروفة بمعارضتها للسلطة الحالية في كردستان مثل «حركة التغيير، والجماعة الإسلامية»، ولكن تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في كردستان حال دون تسجيل التحالف كياناً سياسياً، ولذلك أصبح هذا التحالف بحكم المُلغى حالياً.



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».